أكدت الدكتورة فيبى فوزى وكيلة مجلس الشيوخ أنه منذ ان تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية قيادة مصرنا الغالية هو بمثابة إعادة ميلاد للأمة المصرية بعد أن كادت تضيع ، دولةً و شعباً ، تماماً مثلما حدث مع اشقاء ليسوا بمنأى عنا، فالقائد الوطني الشجاع لم يتقاعس عن اتخاذ اصعب القرارات وسط اصعب التحديات الداخلية و الخارجية ، مستلهماً فقط مصلحة بلده و مواطنيه ، و سوف يسجل التاريخ أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الذي تمكن من قيادة السفينة إلى بر الأمان وسط انواء أحاطت بها من كل جانب ، و أعداء تكالبوا عليها في الداخل و الخارج ، و قد كان فخامة الرئيس هو البطل الذي التفت حوله الملايين يوم الثلاثين من يونيو مطالبين بالخلاص من براثن جماعة إرهابية امتلكت أسوأ النوايا و أحط الأهداف التي لم يكن آخرها السيطرة على مقدرات أمة بحجم و حضارة مصر . لقد لبى الرئيس و معه جيش مصر الباسل نداء الشعب و ما نعيشه الآن ليس إلا ثمرة هذه الشجاعة النادرة التي أنتجت ملامح مختلفة لكل أوجه الحياة في مصر . و لعل الإنجاز الأول و الأهم للرئيس السيسي هو الحفاظ على مصر بعمقها التاريخي و الحضاري الممتد من مصر القديمة مروراً بانتمائها العربي والإسلامي و القبطي ، بل و باتت تأخذ موقعها المستحق في صدارة الدول المؤثرة إقليمياً و دولياً . هذا بالطبع فضلا عما تحقق في مجالات عدة ، ظهر من خلالها واضحاً انحياز السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل فئات المجتمع منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية ، و قد بدا هذا الانحياز بشكل كبير فيما تم اتخاذه من إجراءات و برامج لصالح المرأة إقتصاديا و سياسيا واجتماعيا ، كما كان للشباب نصيبهم غير المسبوق من الدعم و التمكين ، الأمر ذاته لذوي الهمم و غير ذلك من الفئات التي كانت مهمشة لعشرات السنوات الماضية ، و هو ما يمكن إدراجه ضمن أجندة أوسع تعتمد فكرة بناء الإنسان المصري و تعزيز قدراته كهدف أولي يتم تحقيقه عبر كل السبل الممكنة . في هذا السياق فإنني أراهن على التاريخ الذي سيحكم بأن لحظة تولي الرئيس السيسي قيادة مصر كانت بمثابة لحظة الإنقاذ الوطني الحاسمة لكيان الدولة و المجتمع المصري الذي كان على شفا الانهيار و الولوج في نفق مظلم قد لا يرجع منه ابدا . و انطلاقاً من هذه اللحظة، حرص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على تنفيذ برنامج تنمية طموح من العمل الدؤوب و المخلص ، الأمر الذي تغيرت معه ملامح الحياة في كل ربوع المحروسة . و قد يعجز الوصف عن تفصيل ذلك ، لكنها تندرج تحت عناوين واضحة تتعلق باستراتيجية وطنية متكاملة ذات أبعاد سياسية و اقتصادية واجتماعية وثقافية ، فضلا عن الابعاد العسكرية و الأمنية و السياسات الخارجية المصرية . فداخليا تمحور مشروع السيد الرئيس في اللحاق بما فات مصر على مدار عشرات السنوات الماضية في مجالات المشروعات الصناعية و الزراعية الكبرى و مشروعات دعم البنية الأساسية و المرافق العامة و الخدمات و تحسين مستوى معيشة المواطن في الحضر و في الريف و على رأسها مشروع “حياة كريمة” ، تزامن معها المبادرات الصحية الرئاسية التي شملت صحة المواطن بدايةً من مكافحة فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي الذي أُعلِنت مصر خالية منه في مشهد أعتبره و معي الكثيرون معجزة بكل المقاييس، كذلك إنهاء قوائم انتظار العمليات ، و انتهاءً بالتطعيم الوقائي ضد فيروس كورونا و ما بينهما من مبادرات لصحة المرأة و مواجهة الأمراض السارية و امراض العيون و السرطان و غيرها ، هذا بالإضافة إلى تنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل الذي يَعِدُ بنقلة نوعية في الخدمة الصحية المقدمة لكل فئات المصريين . ايضاً حرص الرئيس على فتح ملف التعليم الذي يعنى بالأساس بتنمية العنصر البشري و هو المشروع الذي تسير فيه الدولة بخطى حثيثة بدأت تؤتي ثمارها الواضحة، و لا أستطيع أن ارصد الجهود المستمرة لتمكين المرأة و الشباب و ذوي الهمم ، كما لا يمكن اغفال تنفيذ الرئيس لأول برنامج إصلاح اقتصادي متكامل نجح في تجنيب البلاد مخاطر الانهيار و الإفلاس الذي كانت مهددة به كما مكنها من مواجهة ازمات عصفت بالعديد من الدول كأزمة جائحة كورونا و تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، و هو الأمر الذي قدرته القوى الدولية و أسفر عن دعوة مصر للإنضمام إلى تجمع “بريكس” ما يشير إلى الإعتراف الواضح من أعضاء التجمع بأهمية البرنامج الاقتصادي الذي تتبناه مصر . هذا بالإضافة الى المدن الجديدة و في مقدمتها العاصمة الإدارية و العلمين الجديدة كمثالين من عشرات الأمثلة، والطرق و الكباري و قناة السويس الجديدة التي كانت باكورة المشروعات العملاقة التي دخلت بها مصر أفقا جديداً من التنمية و التحديث، فلا أقل من أن نؤكد أن وجه الحياة في انحاء المحروسة قد تغير تماما على كافة الأصعدة . لقد تسلم الرئيس السلطة في مصر و هي شبه دولة على حافة الانهيار سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ، و ها هي بعد تسع سنوات دولة قوية عزيزة تتمتع بالمنعة و يحسب الجميع حسابها ، اصدقاء و أعداء ، و تنطلق على المستويات الداخلية و الخارجية إلى أرحب الآفاق التي لم تصل إليها من قبل . و لا يسعني في هذا المقام إلا أن أشيد بمبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدعوة لحوار وطني شامل لترسيخ مبادئ الجمهورية الجديدة التي دعا سيادته من خلالها إلى الانطلاق لمرحلة مختلفة من العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي على كافة الاصعدة . و يلفت النظر بشدة في هذه المبادرة تأكيد الرئيس على إقامة حوار سياسي مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز ، و استجابته الفورية لمخرجات الحوار، الامر الذي يشي بعمق ما تحمله المرحلة القادمة من الإنفتاح على مختلف القوى السياسية . كما يأتي ذلك ايضا بعد ان تأكد نجاح الدولة المصرية في مواجهة كافة المخاطر والتحديات التي كانت تهددها ، وعلى رأسها الإرهاب الاسود ومحاولاته على مدار سنوات لتقويض دعائم الدولة و هي المحاولات التي فشلت بفضل القيادة السياسية الحكيمة و التماسك المجتمعي و التفاف الجميع حول السيد الرئيس و ايمانهم بما يقوم به من جهد خارق لاستعادة الدولة التي كانت على شفا الانهيار . في ختام حديثي ابتهل إلى المولى عز وجل بأن يحفظ مصرنا الغالية و أن يوفق قيادتنا الرشيدة لما فيه خير الوطن و المواطن، و لا يسعني إلا أن أدعو فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى مواصلة المشوار و استكمال المسيرة التي بدأها بقيادته النادرة المثال وصولا إلى تجسيد رؤية مصر 2030 التي تبشر بأن تحتل مصر بإذن الله مكانتها المستحقة وسط الأمم و كما يحرص سيادته على القول دائما بأن ” مصر أم الدنيا و ستبقى قد الدنيا”