» الكتاب يؤكد أن بناء الجمهورية الجديدة يقوم على عاملي الأمن والاستقرار عماد النهضة والرقي
»» المؤلفان يرصدان مؤشرات الهوية السياسية وخطورة الشائعات ،أهمية تنمية الوعي الصحيح لدى المواطن تجاه منجزات الوطن

»» الدراسة تشدد علي أهمية الأمن الفكري الذي يحفظ هوية المجتمع ،تطرح رؤية مستقبلية لحضارة مصر الجديده
برؤية أكاديمية بحثية واقعية راصدة ،صدر حديثا عن دار التعليم الجامعي بالإسكندرية كتاب جديد تحت عنوان الطريق إلى الجمهورية الجديدة “الوعي والبناء والنهضة” .
الكتاب من تأليف وإعداد الدكتور عصام محمد عبدالقادر أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر ، والدكتوره مها محمد عبدالقادر أستاذ أصول التربية لكلية التربية للبنات بالقاهرة جامعة الأزهر.
أكدت ثنايا موضوعات الكتاب على أن بناء الجمهورية الجديدة يقوم على عاملي الأمن والاستقرار اللذين يشكلان عماد النهضة والرقي، ويصعب أن يتوافر ذلك بعيداً عن تربية تسهم في توعية الشباب المصري ضد خطر حروب الجيل الرابع والخامس التي تعمل بشكل صريح على احتلال العقول؛ بغية صنع حروب أو مشكلات داخلية، تتنوع ما بين اقتصادية وسياسية واجتماعية للدولة؛ لاستنزاف قواها عبر صراعات داخلية؛ ليصعب عليها أن تواجه التحديات والتهديدات الخارجية المتباينة؛ ولضمان سلامة الطريق نحو الجمهورية الجديدة ينبغي العمل على إحداث إثراء فكري صحيح عبر البرامج التوعوية لشبابنا الذي يشكل ثروة مصر القومية.
وتناول الكتاب في طياته إنجازات الدولة المصرية من مشروعات قومية تحت ريادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي أبهرت العالم بأسره، وهذا ما يؤكد لنا أن الاصطفاف وراء القيادة السياسية الرشيدة يُعد أمرا وجوبيا لا يقبل المزايدة أو التشكيك، وأن مسيرة الصلاح والإصلاح بالدولة ماضية في تحقيق غاياتها، وهذا أثار حماسة المغرضين لبث المناخ السلبي داخل فئات وطبقات المجتمع المصري ليل نهار.
كما تحدث الكتاب في أحد موضوعاته عن ثمرة الاستقرار السياسي لبناء الجمهورية الجديدة؛ حيث إن الديمقراطية المسئولة تأخذ على عاتقها معيار حفظ الوطن والحفاظ على مقدراته البشرية والمادية، وهذا ما يعمل على إيجاد بيئة عمل فاعلة في شتى المجالات والميادين، ومن ثم يحقق المعادلة التي تكمن في توافر الثقة والرضا بين السلطة والشعب؛ برغم ما قد يتم مواجهته من صعوبات وتحديات على الصعيد التنفيذي.
ووصف الكتاب في موضوعاته صورة الحرية في الجمهورية الجديدة التي قوامها الأمن والأمان، لا الفوضى والاستهتار، والتأكيد على مراعاة حرمة الأديان وتجنب الخوض في العقائد بما يضير أصحابها، ويسهم في تأجيج الفتن، ويشق وحدة صف الأمة، ويهدر حاضرها ويقضي على مستقبلها، كما تمت الإشارة إلى ضرورة الاعتراف بالثقافات والديانات المختلفة؛ إذ إنه مؤشراً لثقافة ورقي الفكر لدى المواطن الصالح الذي يسعى جاهداً لأن يعضد فكرة تفعيل وفهم الأيديولوجيات المختلفة.
وأكد الكتاب في تناوله لماهية الحوار الوطني أنه يقوم على أسس وآداب الحوار العامة، ويستهدف ترسيخ مبادئ الشفافية والصراحة والمكاشفة مع كافة الشرائح المجتمعية المشاركة في الحوار، ويحرص على تمكين كافة الأطياف المجتمعية في صناعة القرار، ويُشعِر الجميع بتحمل المسئولية نحو البحث عن الوسائل والآليات التي تواجه بها الدولة التحديات المتجددة وتقتنص الفرص المواتية، بما يؤدي إلى تعزيز الروابط والثقة المتبادلة بين أطراف الحوار برغم تباين الانتماء الحزبي وغير الحزبي.
وناقش الكتاب ضمن موضوعاته مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي أكد فيها على أن المواطنة المصرية في أصولها تعمل على تعميق الإحساسٍ بالانتماء إلى الدولة المصرية، وإلى مجتمع إقليمي وعالمي يتسم بالإنسانية، والجمهورية الجديدة في دستورها تؤكد على أن يمتلك المواطن المصري الصفات العالمية، والتي تساعده في أن يسهم في بناء دولته، ويندمج في عالم أكثر أماناً وعدلاً وسلاماً، وتؤهله إلى أن يصبح مسئولاً في عالم يسوده السلام.
وتناول الكتاب بعض مؤشرات الهوية السياسية، وتم التأكيد من خلالها على أن ما يتم تناوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الرموز الوطنية ينبغي أن يكون إيجابياً؛ فلا يصح أن يحمل بين طياته السخرية أو التقليل من رموزنا الوطنية؛ لأن هذه الرموز تعد تمثيلاً ملموساً للوطن وللمشاعر الوطنية، وهذا ما يؤكد أهمية توعية المواطن نحو ما لا تسمح به الدولة من إهانة رموزها الوطنية، ومن ثم توجب العقوبات الرادعة في جرائم إهانة الرموز الوطنية على من يمارس ذلك عبر الفضاء الرقمي أو في الواقع الفعلي.
كما عرض الكتاب لثمرات ثورتي الإصلاح والتصحيح التي تناولها والتي استهدفتا محاربة الفساد والمفسدين، والسعي لإعمار الدولة وفق معايير العدالة الاجتماعية التي يقرها المجتمع، وأن الشعب المصري يثمن ما يبذله حماة الوطن، ويقدر تضحياتهم المستمرة، ومساهماتهم في البناء والتنمية، ويحتفي بهم في مناسبات عديدة؛ فهم نموذج للنبل والشهامة في العطاء والشجاعة، وفي المواجهة والتضحية في سبيل تراب الوطن العظيم؛ فما يقوم به جيشنا العظيم من أدوار يصعب حصرها؛ فالذاكرة مليئة بمواقفه التي تبقى ما دامت الحياة.
كما عرج الكتاب في موضوعاته إلى خطورة الشائعات، مشيرا إلي أن مروجي الشائعة يستغلون في كثير من الأحيان، سذاجة المتلقي، وبالأحرى عقلية القطيع، في نشرها، وهذا ما يؤكد أهمية تنمية الوعي الصحيح لدى المواطن تجاه ما يحدث وما يتم القيام به وما يُنجز على أرض الواقع، وتنمية الوعي ليس مهمة وسائل الإعلام فقط، بل سائر مؤسسات الدولة، الرسمية وغير الرسمية، تُسأل عن ذلك، عملاً بتعضيد الثقة بين المواطن ومؤسسات وطنه، ومن ثم ينمو الولاء والانتماء في النفوس التي تمتلك الوعي السليم.
وفي سياق متصل تناول الكتاب أهمية الأمن الفكري، وأنه يحافظ على هوية المجتمع من كل فكر أو ثقافة تستهدف تغيير النسق القيمي لهذا المجتمع، كما يحافظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة التي قد تمس ثوابته، ويعمل الأمن الفكري على تحصين عقيدة المجتمع ويزيل ما يهدد ويضعف هذه العقيدة، ويرسخ الآليات التي تساعد على شعور المجتمع وأفراده بالهدوء والطمأنينة والاستقرار، وبما يؤدي إلى بقاء التميز الثقافي والمعرفي للمجتمع ومنظومته الفكریة.
وفي هذا الخضم تناول الكتاب في موضوعاته أخلاقيات العمل الوطني التي تستوجب إصلاح المكون الفكري لدى الفرد؛ ليصبح على قناعة تامة بأن تقديم المصلحة العامة أولى من المصلحة الشخصية، وهذا يتطلب امتلاك مقدرة على اتخاذ قرار تحكمه النزاهة المطلقة المتمثلة في احترام اللوائح المنظمة للعمل والتي لا تجيز الإضرار بالصالح العام بغض النظر عن الأسباب أو الدواعي سواء شخصية أم تحكمها علاقات بالآخرين كصداقات أو تبادل منفعة أو غير ذلك من الأمور التي تساعد في حيود الفرد عن المسار الصحيح.
وذكر الكتاب في العديد من موضوعاته قضية الوعي بأبعاده المختلفة؛ ليدرك الإنسان ما يحيط به إدراكا سليما، ويفهم ما يدور حوله من مجريات أحداث، ومن ثم يعالج المواقف والقضايا التي يتعرض لها بحكمة وموضوعية، متجنبًا كل ما يؤدي إلى تشتيته أو تضليله أو وقوعه في الخطأ؛ لذا يقوم الوعي على الحس والشعور بما يدور حول الإنسان؛ ليمكنه من الفهم العميق للواقع، بما يسمح له باتخاذ موقف أو قرار، متحريا كل ما قد يؤدي إلى زيفه أو تشويهه، كما يتطلب الوعي حداثة المعرفة والإحاطة المستمرة بمجريات الأحداث، لتعبر الاستجابة عن آخر المستجدات.
وأوضح الكتاب رؤية مصر 2030 بتناول أهدافها الثمانية؛ حيث عرضت الماهية لكل مصطلح وحللت الاستراتيجية بغرض استيضاح ما تنشده الدولة من كل بُعد بصورة وظيفية؛ فقد حرصت الأجندة الوطنية على ارتباط أهدافها التنموية بالأهداف الدولية من جهة، وبالأجندة الإقليمية من جهة أخرى، لاسيما أجندة أفريقيا ٢٠٦٣ فبعد النجاح في استعادة الاستقرار أصبح هدف تعزيز مكانة مصر وريادتها على المستويين الإقليمي والدولي ضرورة لدفع عجلة التنمية الشاملة.
وتمت الإشارة إلى الدور الحزبي وبخاصة دور الشباب والمرأة، وأن من المبادئ التي يتمسك بها الحزب السياسي الحفاظ على النسيج الوطني بالعمل على تعضيد الوحدة الوطنية؛ إذ يقوم بحل الخلافات والصراعات التي قد تحدث بين أطياف المجتمع، كما يتم التكامل السياسي لاستيعاب الاتجاهات والرؤى المتباينة تحت مظلة المصلحة العليا للدولة، وهذا ما يؤدي إلى اتساع الأفق، ومن ثم يحدث استقرارا سياسيا نتيجة لتشكيل هيكل سياسي قوي بالدولة.
ونالت المرأة قدرا وافيا من موضوعات الكتاب؛ فتناول صورة المرأة المصرية وتمكينها في الجمهورية الجديدة، وجاء ذلك من الثقة الكبيرة التي أولتها القيادة السياسية لمساندة المرأة وتمكينها؛ لتثبت للمجتمع أنها على قدر المسئولية، وشريكة في الانجاز للارتقاء بمقدرات الوطن والحفاظ على كيانه.
ووضعت رؤية مقترحة لميثاق الشرف الإعلامي ومبادئ المهنية الإعلامية، وفق ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه حين أعلن خارطة الطريق في الثالث من يوليو 2013، فقد تضمن استحقاقاً ينص حرفياً على (وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن).
وتناول الكتاب موضوعا مهما عن وثيقة الأخوة كونها مطلب إنساني تدعو إلى احترام حقوق وحريّات الآخرين؛ فلا عيش كريم دون حرية، ويصعب أن يستشعر الإنسان حريته بعيداً عن نيل حقوقه التي منحها الشارع الحكيم له، وهذا الأمر ليس قاصراً على مكان أو زمان، بل هو ما جبل عليه الإنسان منذ خليقته؛ حيث الاختيار الذي يتبعه تحمل للمسؤولية؛ لذا ارتبطت الحقوق بالواجبات والمسؤوليات ليستمتع بها الإنسان ولا يطغى فيها طرف على حساب طرف أخر.
وختم الكتاب بموضوع الحضارة الجديدة رؤية مستقبلية، كون الحضارة المصرية تستحق الاهتمام المستمر من قبل القيادة السياسية، والعمل المتواصل الذي يُسهم في الحفاظ عليها والإضافة لها؛ فقد جاءت توجيهات رئيس البلاد نحو تطوير المناطق الأثرية ونقل بعضها؛ بغية الحفاظ عليها، ومن مظاهر هذه الحفاوة وهذا الاهتمام نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري القديم بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، في موكب مهيب شهده العالم وتغنى به، ويؤكد هذا الموكب على عظمة ملوك مصر والصورة المستحقة التي ظهرت بها، كما يدل على امتداد الحضارة وتمددها بالجمهورية الجديدة، ووضوح الرؤية نحو التطوير والنهضة والازدهار بالبلاد بما يتواكب مع تاريخ الحضارة المصرية، ويتناغم مع حاضرها المشرف ومستقبلها المشرق.