»»
منذ عدة أسابيع صرخ الأمين العام للأمم المتحدة جويترويس ودق ناقوس الخطر الداهم ،محذرا من مغبة التأثيرات المؤلمة للتغيرات المناخية والتي صنعتها أياد بشرية مؤكدا أن الكون تجاوز مرحلة الاحترار إلي الغليان العالمي،وما بعد الاحتباس !
ويبدو أن هذا الغليان يحمل شقين كلاهما مر ،مادي من حصاد الأفعال ومعنوي من حصاد ما تضمره النوايا من ترتيبات وتحالفات ومناطحات لتسجيل الحضور وحجز مقعد في خارطة النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب ،الرافض للهيمنة الامريكية والغربية علي مقاليد السياسة والاقتصاد!.
ويبدو أن طموحات الإنسان اللامحدودة وصلت إلي حد الجموح غير محمود العواقب،مع رغبته في مزيد من امتلاك أسباب الريادة والتفوق والسيطرة علي زمام العلوم العصرية المختلفة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي اللامحدودة ، وتطويعها لتحقيق أغراض نفعية وتنافسية..
وربما أيضا للتمرد علي واقعه ونظم الحياة الطبيعية وتوازنتها الدقيقة،ولو علي حساب القيم والفضائل ،فالغاية تبرر الوسيلة وفقا للنزعة الميكافيلية التي ترتدي أثوابا عصرية في عالم أصبح وامسي وأضحي وبات بلا قلب أو ضمير!!
ولا تبدو في الأفق مؤشرات العودة الراشد لصوت العقل والحكمة وتخفيف الأحمال ،ولو قليلا من الوقت علي سبيل الهدنة الإنسانية لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق والحسابات.
وكما توقع الكثير من الفلاسفة القدماء والمعاصرين، فعقيدة الصراع هي المحرك الرئيس للحياة حتي يرث الله الأرض ومن عليها.
وبعد أن دشنت أياد وأهواء الإنسان وتطلعاته كل ما لا يخطر علي البال أو ما يتصوره عقل من أسلحة التدمير الشامل والقنابل النووية فائقة القدرة والتأثير والمحدودة والعنقودية والهيدروجينية وغيرها من مبتكرات الحرب الجرثومية والفيروسية والتي أثبتت بما لا يدع مجالا لأدني الشكوك أن فيروس كورونا الملقب ب كوفيد 19 ، ومتحوراته ومشتقاته صناعة بشرية بامتياز !.
بعد كل هذا ،وبقليل من التفكر والتدبر،هل هناك من يفكر في تطويع قوي الطبيعة كالزلازل والأعاصير والرياح العاتية والفيضانات العارمة موجات المد والتسونامي، للأضرار بالآخرين ،والانتقال بها عبثا ودون إكتراث أو تحصن لمرحلة الصناعة والتطويع والتوجيه!
كل المؤشرات والدلائل والرسائل والمعطيات تؤكد أن هناك قلوبا سوداء وأيادي خبيثة تدعم هذا التوجه ،فقد شاهدنا محاولات استمطار السحب لحجب المياه عن مناطق وبلاد بعينها،وكيف تسببت التفجيرات النووية بالمحيطين الهادئ والهندي قبل سنوات في صناعة موجات التسونامي والفيضانات الهائجة التي دمرت مدنا بأكملها بسواحل اندونيسيا واليابان وغيرها.
فلا عجب أن يقتل الإنسان أخيه الإنسان في صراع السلطة والمال والهيمنة،فأبناء المعمورة في طريقهم لإفناء أنفسهم لا محالة،كما هي النار حين لا تجد شيئا تأكله فتقضي علي نفسها، وهي مؤشرات يوم القيامة ونهاية العالم المحتومة.
وبالعودة قليلا لقبل ما يقترب من ثلاثة أعوام،وتحديدا في شهر نوفمبر 2020 م ،حين أعلن عن تحدي تكنولوجيا لبناء “جدار الرياح”، حيث طور علماء أمريكيون جهازا ضخما قادرا على محاكاة الرياح و”صناعة الأعاصير”لكن هدفه المعلن مساعدة العلماء للعمل علي التخفيف من أضرار الأعاصير والرياح.
ويملك الجهاز قدرة على توليد رياح وأعاصير تصل سرعتها إلى 157 ميلاً في الساعة (70 مترا/ ثانية) ، أي ما يعادل إعصارا من الدرجة الخامسة.
وذكر موقع “أوديتي سنترل” أن جهاز “جدار الرياح” قد بدأت قصته في العام 2005 ، مع اثنين من توربينات الرياح القوية التي كانت قادرة على توليد رياح تصل سرعتها إلى 53 مترا في الثانية، مع زيادة الحاجة إلى محاكاة التيارات الهوائية الأكثر قوة ، زادت قوة جدار الرياح ليتكون اليوم من 12 مروحة عملاقة قادرة على توليد رياح تصل سرعتها إلى 70 متر في الثانية.
كما أظهرت إحدى التجارب أن الأشجار تبدأ في الانكسار عند سرعة رياح تبلغ 42 مترا في الثانية ، بغض النظر عن عمرها أو طول قطرها وخصائصها الأخرى.
وقد أمضى المهندسون في المركز الدولي لأبحاث الأعاصير (IHRC) وكلية الهندسة والحوسبة (CEC) في جامعة ولاية فلوريدا 15 عاما في بناء جدار الرياح، بغية توفير حماية أفضل من القوة المدمرة للأعاصير.
وبفضل نظام حقن الماء المتكامل، فإن “جدار الرياح” قادر على محاكاة المطر الأفقي الذي تحركه الرياح ، مما يسمح للعلماء باختبار صمود الهياكل والمواد ضد أضرار الرياح والأمطار التي تسببها الأعاصير.
وتجدر الإشارة إلى أن “جدار الرياح” في “ميامي” كان قادرا على تكرار الأعاصير من الفئات 1 إلى 4 ، ولكن الجهاز الحالي كما يقول مصمموه قادر على محاكاة الأعاصير مثل “كاترينا وأندرو” ، والتي تصنف ضمن الفئة الخامسة.
وقد شهدنا خلال الأيام الماضية زلزالا كبيرا بالمغرب تسبب في وقوع آلاف الضحايا ،وإعصارا مدمرا بدرنه الليبية ،تسبب في إنهيار سدين وخسائر بالأرواح والممتلكات لا حصر لها.
وقد صدم العالم مشاهد الجثث التي لفظتها أمواج البحر بعد ساعات عصبية،ولا يتصور عقل أن يقترف، أويتسبب في هذه الفعلة نفر من بني البشر!.
ومن المفاجآت الصادمة حول زلزال المغرب وأصل فيروس كورونا ما فجره د. محمود صلاح، الباحث في ما وراء الطبيعة، في إحدي البرامج الفضائية ،مؤكدا إن زلزال المغرب «مُخلق» وتم تصنيعه مثل كوفيد-19 الذي أكد عدد كبير من العلماء في ألمانيا وفي أكثر من دولة أنه فيروس تخليقي تماما وأنه تم التلاعب في فيروس حيواني من أجل أن يصيب البشر، لافتا إلى أن هناك تقنيات موجودة في أكثر من 20 دولة على مستوى العالم تتسبب في حدوث الزلازل.
وأوضح د. صلاح، أن جهاز الشفق القطبي عالي التردد أو ما يطلق عليه «منظومة هارب» يمكنها من خلال الاتصال بالأقمار الصناعية صناعة الزلازل، مضيفا أن هناك دلائل على ذلك من أن الزلزال المصنع يقع على عمق مختلف عن الزلزال الطبيعي كما هو الحال في زلزال إندونيسيا الأخير الذي وقع على بُعد 150 كيلومترا من سطح البحر، أما الزلازل المصنعة تكون من 10 إلى 15 كيلو فقط ويسبقها صوت عالي جدا ووميض أزرق أو أحمر.
كما أشار إلى أن هناك بعض الدول لديها الإمكانيات لإحداث الزلازل المصنعة، موضحا أن جهاز الشفق القطبي عالي التردد من ضمن الأجهزة التي بإمكانها التلاعب في المناخ والزلازل.
وبعيدا عن حقيقة هذه التفسيرات والتحليلات فيبدو أننا بالفعل قادمون علي عالم مغاير ومخيف ،تحكمه قوانين القوة والمادة، لا يعترف بالتعقل والمنطق وقبول الآخر.
وما بين تغيرات البشر،وتغيرات الطبيعة والمناخ يعيش إنسان العصر فترة دهرية صعبة،لم تشهدها المعمورة من قبل مع اختلال المنظومة البيئية ،بما كسبت أيدي وظهور آيات الفساد والإفساد في البر والبحر والسماء .
ومن المسلمات أن يجني الناس الحصاد المر نتاجا لغرسهم الخبيث وبذوره الردئية
بما قدمت أيديهم،وما أحدثته طغيان منظومة النفعية والقبح الرأسمالي من خلل في منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية العامة ،ولا عزاء للطامحين إلي دنيا جميلة وواقع أفضل!.
وتبقي دروس الإشارات الكونية بها الكثير من العبر والدروس ،لمن أراد أن ينظر للحياة بعين العبرة والعظة ،ولمن أراد أي يعي أويفقه، أو يحدث له ذكرا.
وقد شاءت أقدار الله أن يجري بعض الإشارات الكونية الآيات لبني الإنسان ، لعلهم يرجعون لجادة الصواب ولنور الحق ،مثلها كالابتلاءات والأمراض ،في إشارات وموقظات لعل وعسى.
وبمنطق وفلسفة الغرب يقولون “غضبة الطبيعة” ،ونحن نقول بمنطق الحق بما كسبت أيدي الناس جرت أقدار الله ،وصور غضبه عز وجل من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان واستمرار الصراعات ورفضه لإقرار الحق والعدل..ولله الأمر من قبل ومن بعد.