أكدت د.إيمان محمود شاهين ” مؤسس مبادرة لا لإدمان السوشيال ميديا ” أن الوعى قضية مجتمعية،و لم تعد الدول تعتمد فى حروبها على الأسلحة الثقيلة والقتال المباشر، ولكن أصبح احتلال العقول والتخريب الداخلى هو السلاح الفتاك الذى تستخدمه فى حروبها فى الوقت الحالي، خاصة بعد الطفرة الكبيرة فى التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت سلاحا ذى حدين .
قالت ” شاهين ” إنه فى الوقت الذى كان الغرض من هذه المواقع أن تكون وسيلة للتواصل بين المجتمعات، فإن هناك من يستخدمها كأداة لهدم المجتمعات،مشيرة إلى أن مواقع التواصل أصبحت من أبرز الأدوات التى تستخدمها قوى الشر فى نشر الأفكار المتطرفة، وبث الشائعات والأكاذيب، وأن هذه القوى تتمثل فى الجماعات التى تروج لأفكار هدامة، حيث نجد مجموعة من الأشخاص يقومون بذلك من خلف الشاشات، ولذا لم تعد الحرب فى حاجة لأسلحة ومعدات وخطط عسكرية بقدر ما تتطلب نشر شائعات وبث الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد والاعتماد على نشر نظرية التشكيك طوال الوقت، ولم يقتصر الأمر على نشر الشائعات فقط، بل هناك جيوش جرارة خلف الشاشات تعمل على الترويج لهذه الأفكار المسمومة.
أوضحت ” مؤسس مبادرة لا لإدمان السوشيال ميديا ” أن المجتمعات أدركت أهمية الوعى، وأصبحت صناعة الوعى واجب قومى ووطنى، والكل شريك فى هذا الأمر، خاصة وأن قوى الشر تستهدف المجتمعات بأثرها، ما يعنى أن يد الشر ستطال الجميع، و بالضرورة يجب أن يكون للجميع دور فعال فى هذا الصدد،و أن ندرك أن حروب الجيلين الرابع والخامس أخطر على المجتمعات من الحروب المباشرة ،مؤكدة أن
الرئيس عبد الفتاح السيسى حريص على صناعة الوعى للحفاظ على تماسك المجتمعات. قالت ” شاهين ” إن الأمر فى الحقيقة لا يقتصر على وزارة بعينها، خاصة أن قوى الشر تستهدف الأطفال والأجيال الجديدة، ولذا علينا أن نهتم بالنشء الجديد، وهذا هو دور المدرسة، التى تعد البيت الأول للتنشئة بعد الأسرة، بالإضافة إلى دور مراكز الشباب، والتى تعد بيئة خصبة لنشر الأفكار المستنيرة، مع ضرورة التوسع فى تلك المراكز بشكل عام لفتح المجال لممارسة الرياضة وقطع الطريق على مروجى الشائعات، والتشجيع على ذلك، والعمل على اكتشاف المواهب، وعدم ترك الأطفال فريسة للسوشيال ميديا ،مضيفة أنه
يأتى بعد المدرسة ومراكز الشباب دور الوزارات والهيئات والمؤسسات فى سرعة الرد على البيانات والمعلومات المغلوطة التى يتم الترويج لها، وألا يقتصر الأمر على نشر بيان فقط، بل يجب أن يتم مواجهتهم بنفس أسلحتهم،
ولا يخفى علينا دور القوى الناعمة فى تشكيل الوعى والوجدان، ولذا علينا أن نرى الكثير من الأعمال الفنية الهادفة خلال الفترة المقبلة، وتقديم أعمال تاريخية وشخصيات بارزة لها تأثيرها على المجتمع، وكذا أن ندرك جيدا أن تشكيل الوجدان أهم محاور صناعة الوعى، وأن الرد يجب أن يكون بنفس الأسلوب، وأن يتحمل كل منا مسئوليته أمام المجتمع فى نشر الوعى وأهميته فى بناء المجتمعات والتصدي للشائعات ، حيث
تعتبر الشائعات من أخطر الأدوات المجتمعية والتي لها دور سلبي على الأفراد في كل مكان وهي من الموضوعات الهامة حيث لا يمر يوم إلا وهو يحمل شائعة جديدة ومختلفة تثير الجدل والفضول ، و أوضحت أن خطورة الشائعات تكمن فى أنها أحد الأسلحة التي تعمل على تدمير المجتمع و تتسبب في إعاقة بالغة في كثير من الأحيان ،كما تعوق الفهم لتلك المجتمعات وتجعلها غير قادرة على استيعاب خطورة نقل تلك الشائعات على المجتمع ، وبصفة عامة لا يسهل التعرف على خطورة تناقل الشائعات إلا بعد أن تتزايد مثل النار في الهشيم وترسى جذورها داخل المجتمع وتكون الأزمة قد تعمقت وتوغلت وبات من الصعب إيجاد حلول للحد من هذا التزايد ، حيث أن الشائعات لها أطراف مختلفة تمس أحداث غاية في الأهمية؛ منها على سبيل المثال، الحروب، والكوارث،و زيادة الأسعار،وأيضا الأمور السياسية والاقتصادية، والعلاقات بين الأفراد أو البلدان ، كما أن للشائعات مخاطر كثيرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة ، مشيرة إلى أن الشائعة تتمثل فى خبر أو مجموعة من الأخبار ليس لها أي أساس من الصحة و تنتشر في المجتمع بصورة سريعة جدًا ، وتتداول بين العامة ،وقد تكون ممتعة ومثيرة للكثير من فضول المجتمع والباحثين ، لكن ينقصها المصدر الذي يكون حقيقيًا ، وأن هذه الشائعات تحتوي على جزء كبير من المعلومات المغلوطة والتى نتعامل معها علي أنها حقيقية ، كما أن هناك أهدافًا وغايات متنوعة من إثارة الشائعات ، قد تكون تلك الأهداف مادية، أو سياسية أو أمنية أو اجتماعية ،وذلك بهدف إحداث خلل داخل المجتمعات .