»»
* منطق السؤال أحدث مجالات المنطق المعاصر،وتعود اهميته إلى تطبيقاته المتعددة، من أهمها الاستدلال، المنهج العلمي، والعملية التعليمية التي تعتمد علي الحاسبات
* الكتاب يناقش بعض المشكلات الأخلاقية والاجتماعية الناتجة عن العلم التطبيقي،من بينها استخدام البشر كموضوعات للتجريب العلمي، الملكية الفكرية، وعلاقة القيم غير المعرفيةبمنهج البحث
تقرير ✍️ د.خالد محسن
صدر حديثاً كتاب “المنطق الأورتيتيك” للدكتورة سهام النويهي أستاذ المنطق وفلسفة العلم كلية البنات جامعة عين شمس،عن دار المثقف للطبع والنشر.
يجمع هذا الكتاب بين دفتيه ثمانية مباحث تقع الستة الأولى منها في مجالي المنطق وفلسفة اللغة، بينما المبحثان السابع والثامن يقعان في مجال فلسفة العلم.
*”المنطق الإروتيتك”* يمثل المبحث الأول، والذي يتم نشره للمرة الأولى؛ ولذا جاء تسمية الكتاب به منطق الإروتيتك أو منطق السؤال هو موضوع أحدث مجالات المنطق المعاصر.
ترجع أهمية هذا الموضوع إلى تطبيقاته المتعددة، والتي من أهمها الاستدلال، المنهج العلمي، والعملية التعليمية خاصة بعد أن أصبح استخدامات الحاسبات بها أمرا ضروريا.
تقول المؤلفة د.سهام النويهي: يتناول منطق الإروتيتك كيفية وضع الأسئلة وعلاقة السؤال بالجواب؛ وبالتالي كيفية استخدام السؤال في الاستدلال؛ إذ كان المعتاد مسبقا استبعاد الأسئلة من أن تكون ممثلة للمقدمات أو النتائج، والإبقاء فقط على الجمل المطلقة.. لكننا سنجد “فيشنيفسكي” ،قد قدم الاستدلال الإروتيتك القائم في مقدماته أو نتائجه على السؤال.
يؤدي استخدام التساؤلات إلى فهم الأشياء وإدراكها واتساع المعلومات ومعرفة الحقائق ؛ من ثم فإن السؤال يمثل أولى خطوات البحث العلمي؛ بل ويقوم التفسير العلمي في جانب منه من خلال وضع إجابات للتساؤلات.
وتابعت النويهي: لذا نجد “هينتيك” وقد وضع منطق الإروتيتك الإبستيمي، وأطلق عليه منطق المطالب العاجلة”، كما قدم أيضا ما أسماه “النموذج الاستفهامي للبحث، والذي مفاده أن البحث ما هو إلا عملية طرح السؤال ، كما أن للسؤال دورا مهما في عمليات التواصل خاصة في العملية التعليمية سواء كانت بين المعلم والطالب أو بين الطالب والحاسب .
– المبحث الثاني “اللزوم ” وقد سبق نشره عام ۱۹۸۹م، والحقيقة أنه رغم أهمية هذه العلاقة في مجال المنطق ما زال يشوبها كثير من الفهم الخاطئ؛ من ثم كان من الضرورة إعادة نشر هذا البحث من أجل توضيح مفهوم كل من اللزوم المادي واللزوم الصوري وبيان كيفية التفرقة بينهما.
– المبحث الثالث تفنيد منطقي لعدم واقعية الزمان عند ماكتاجارت، وسبق نشره عام ١٩٩٤م، بعد هذا البحث استخداما تطبيقيا للمنطق؛ من ثم تم تحويل مقال “ماكتا جارت” المسمى عدم واقعية الزمان إلى مبرهنة منطقية من أجل تقديم تفنيد منطقي لها؛ وبالتالي إثبات واقعية الزمان.
– المبحث الرابع “الفارابي ومنطق الجهة وسبق نشره عام ۱۹۹۳م، والذي اتضح منه السبق للفارابي في كثير من المفاهيم المستحدثة في منطق الجهة، والتي من أهمها “العوالم الممكنة وجهات الواجب”، وكذلك بيان كيفية حل الفارابي لمشكلة الجبر الإلهي باستخدام جهة الممكن .
– المبحث الخامس الفلسفة واللغة سبق نشره عام ۱۹۸۹م، والهدف الأساسي من هذا البحث تناول وتوضيح المفاهيم الخاصة بكل من: “اللغويات “فلسفة اللغة”، “الفلسفة اللغوية”.
– المبحث السادس: جون أوستن والفلسفة اللغوية”، تم نشره عام ١٩٩٥م. يعد “جون أوستن” من أهم فلاسفة أكسفورد من حيث مكانته في تناول الفلسفة اللغوية، أهم ما يميز فلسفته هو منهجه، الذي نتج عنه نظريته في الإنجليزية أفعال الحديث مبينا تطبيقها على “مشكلة المعرفة.
-المبحث السابع القيم والعلم التطبيقي: وتم نشره عام ٢٠٠٥م، يظهر هذا البحث أهمية الجانب القيمي (الأخلاقي والاجتماعي) للعلم خاصة بعد أن أصبح العلم تطبيقيا.
كما تناول بعض المشكلات الأخلاقية الناتجة عن العلم التطبيقي، التي من أهمها: استخدام البشر كموضوعات للتجريب العلمي، الملكية الفكرية، وعلاقة القيم غير المعرفية بالعلم الداخلي؛ أي بمنهج البحث.
– المبحث الثامن والأخير” “توماس كون ونسبية المعرفة العلمية، وتم نشره عام ٢٠٠٢م.
يهدف هذا البحث إلى تناول مراحل العلم عند “توماس كون”، وتوضيح كيف أن التحول لأن يكون تاريخ العلم هو الأساس لفلسفة العلم أدي إلى القول بنسبية المعرفة العلمية. أدعو الله – سبحانه وتعالى أن يحقق الكتاب الفائدة المرجوة منه، وأن ينتفع به الباحثون في مجالي المنطق وفلسفة العلم.
وعن الكتب تقول د.صابرين زغلول أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية البنات جامعة عين شمس : يعد هذا الكتاب الأول في المكتبات العربية ، وهذا ليس بغريب على الدكتورة سهام فهي دائما تثرى مكتباتنا العربية بما ليس فيها من موضوعات جادة تهم الباحثين والمهتمين بالمنطق وفلسفة العلوم، وتفتح آفاقا جديدة للعلم والمعرفة.