ما الذي أفاد الناس من وراء تشكيكهم في الدين.. مرة بالطعن في السنة المطهرة وأخرى بتناول القرآن الكريم نفسه بشي من الإستهانة والإنحياز لأراء شاذة كانت ــ ومازالت ــ مرفوضة من جموع المسلمين قبل علمائهم المعتبرين؟!
وماذا ستستفيد البشرية من خلال إظهار تحمسك “المصطنع” لفكرة الحرية على حساب الدين، بينما لم تكلف نفسك عناء استضافة من يعقب أو يناقش أو يرد، خاصة إذا كنت تتحدث في قضية لاتعلم عنها غير العناوين التي فجرت غضب الناس بلا أي مبرر أو منطق اللهم إلا إذا كانت هناك حاجة ــ أو حاجات ــ في نفس يعقوب.
وهل يمكن أن نطلق على ماحدث حرية رأي مثلما يردد البعض إما جهلاً بالمفهوم الحقيقي للحرية أو إنسياقاً وراء قطاع بعينه تستهويه وترضي غروره فكرة الطعن في الدين حتى لايتم اتهامهم بالرجعية، فالتحضر من وجهة نظر هؤلاء أن تهدم جميع الثوابت حتى يعيشوا “على راحتهم” بلا قيود أو ضوابط؟!
الكارثة أننا نتحدث طوال الوقت عن أهمية تجديد الخطاب الديني ليتناسب مع لغة العصر وفي ذات الوقت يتصدر المشهد للحديث عن الدين والقضايا الدينية عدد من الوجوه المكررة والمرفوضةالتي تشوه المفاهيم الراسخة وتصيب الناس بالحيرة والبلبلة والإلتباس، ومن ثم يعيدوننا عشرات الخطوات للخلف!!!
***
هناك فارق كبير وجلي بين الحرية التي يدعيها هؤلاء ــ ويدافعون عنها ــ والديكتاتورية التي يمارسونها على المشاهدين بمحاولة طرح أفكار شاذة في قضايا شائكة وحساسة، فهم يروجون لمبدأ أن الفكر لايقارع إلا بالفكر بينما هم يمتلكون أدوات ليست متاحة للمشاهدين ليناقشونهم فيما يتم طرحه، ولو أنهم التزموا بأبسط القواعد المهنية بأن يلتزم مقدم البرامج الحياد في إدارة الحوار مع تمثيل عادل لكل التيارات موضوع النقاش لتحقق المفهوم الذين يروجون إليه ولايعملون به في الواقع.
هذا بشكل عام وفي مختلف الموضوعات والقضايا ولكنه لاينصرف أبداً في تناولنا للعقائد بالنسبة للإسلام وغيره بإعتبار أن هناك تجريما لإزدراء الأديان، والأصل أن الإعلام لايتناول موضوعات تتعارض مع القانون والدستور تحت شعار الحريات، فهذا ضرب من الجنون ولايحدث في أي مكان بالعالم.
أما في أمور الدين فالحرية متاحة ويحميها الدين نفسه “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”.. هذا قبل انتمائك ودخولك للدين، أما بعد إعلان إيمانك فلا منطق في أن تطعن في السنة الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى، وفي مرحلة لاحقة تشكك في كلام الله عز وجل الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، ثم تقول إنك مسلم.
***
كيف تكون واقعة “الإسراء والمعراج” معجزة اذا كنا سنحسبها بمنطق البشر؟ّ!.. وهل يمكن بنفس المنطق أن نتساءل عن كيفية حدوت التواصل أصلاً بين الله عز وجل والرسل بإعتباره غير قابل للتصديق، ومن ثم نطعن في صحة الرسالات وصدق لأنبياء؟؟؟!!!
وهل يليق بمسلم أن يسأل مثل هذه الأسئلة أو يثير تلك الشبهات، وهي بالطبع متاحة ويفعلها الملحدون وغير المسلمين طوال الوقت، وهذا هو الفارق بين من يؤمن ومن لايؤمن، وأنت أدري أين تقع بين الفريقين!!!
أيمن عبد الجواد
.