هل يساهم الطعام في تحسين حالتك المزاجية “مودك”؟!.. السؤال الذي ظل يتردد على مدار قرون طويلة أجابت عليه الدراسات الحديثة بمنتهى الوضوح والشفافية.. لكن دائماً هناك فجوة بين الدراسات العلمية ومانفعله من سلوكيات تدمر صحتنا النفسية والجسدية معاً!!
الطعام لايؤثر على المزاج العام و سلامة الجسد فحسب بل يمتد أيضاً للصحة النفسية والعقلية.. هذا ماتقوله د. “أوما نايدو” أستاذ الطب النفسي بجامعة هارفارد الأمريكية من خلال كتابها القيم حول العادات الغذائية الخاطئة وتأثيرها الكبير ــ والخطير ــ على صحتنا النفسية والعقلية، حيث تؤكد أن نوعية الطعام الذي نتناوله ينعكس بصورة وثيقة على الطريقة التي نحيا بها ويحمينا من الإكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة والوسواس القهري ونقص الآنتباه وغيرها من الأمراض التي تستدعي تدخلاً طبياً.
ويمكننا ــ مثلما تقول د. أوما ــ الإستغناء عن الطبيب النفسي فضلاً عن التمتع بـ “مزاج حلو” لو التزمنا بالمعايير الصحية عند اختيارنا للأغذية الغنية بالفيتامينات وفي المقدمة “فيتامين ب” خاصة مع التقدم في السن لأنه يمثل أكبر وقاية من التدهور المعرفي والزهايمر والأمراض التي تصيب الدماغ عموماً في تلك المرحلة العمرية المتقدمة.
نفس المعاني يؤكد عليها د. راجا برابها كاران في دراسة أجراها بكلية الطب جامعة واين استيت حيث يشير الى أن نقص فيتامين “ب ــ 12” يؤدي للعديد من المشاكل الإدراكية وهو أمر ينتشر بصورة كبيرة وأكثر مما نتوقع بين كبار السن الذين لايتناولون الغذاء الصحي ربما لقضاء فترة خريف العمر بمفردهم بعيداً عن جو الأسرة.
وتوصلت دراسة قامت بها جامعة بون الألمانية الى نفس النتائج المتمثلة في أن نمط الغذاء يؤثر بصورة مباشرة على جهاز المناعة ليجعل الشخص فريسة سهلة لكل الأمراض والفيروسات.. تقول الباحثة البروفيسورة “أنيتا كريست” رئيس الفريق البحثي إن الأطعمة الجاهزة المشبعة بالدهون وتحتوي على نسبة كبيرة من السعرات الحرارية تؤثر بصورة سريعة ومباشرة على خلايا الدم والخلايا المناعية في النخاع العظمي، ليصبح الجهاز المناعي أقل قوة وفاعلية وفريسة سهلة للأمراض.
***
كلمة السر أن الوقاية والسلامة وأيضاً المخاطر الصحية تنبدأ من المعدة “بيت الداء”، خاصة في ظل النمط الغذائي السائد والذي يمثل خطراً داهماً بعد أن اختلفت وتغيرت مائدتنا بصورة جذرية خلال السنوات أو العقود الماضية، مثل كل شيء في حياتنا طالته رياح التغيير.
زمان كنا نلتف حول مائدة واحدة لنتناول طعاماً شهياً ــ وصحياً ــ أعدته الأمهات، قبل أن نعرف ــ ونبتلى ــ بالوجبات الجاهزة التي غزت مجتمعاتنا شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت بمرور الوقت الطبق الرئيس على المائدة إذا كانت هناك مائدة أصلاً، فالأب مشغول بعمل واثنين وثلاثة والأم هي الأخرى تعود من عملها منهكة ويدها على التليفون لتطلب الطعام من أقرب مطعم.
الأهم والأخطر أن مذاق الوجبات الجاهزة يستهوي الكبار قبل الصغار ومن ثم يتزايد الطلب عليها، لنفتح بأنفسنا الباب أمام انتشار وتزايد العديد من الأمراض التي لم تكن معروفة في الماضي، اضافة الى الأعباء التي ترهق ميزانية الأسرة وتلك قضية أخرى.
الخلاصة: صحتك ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنوعية طعامك، وهي دعوة للعودة الى مائدة الأسرة والإبتعاد ــ قدر الإمكان ــ عن وجبات التيك أواي التي تدمر صحتنا وتصيبا بالأمراض النفسية والعقلية.. وأيضاً الجسدية.