بقلم: الأديب أحمد رفاعي آدم
عجيبٌ أمر هذا الغرب المنحرف، وأعجبَ منه أن ينمو هذا الانحراف تحت مظلة الحرية! منذ أيامٍ طالعتنا الصحافة الفرنسية والعالمية والعربية بنبأٍ عظيم وأي نبأ! إنه الإعلان الصريح والبرهان الفصيح والدليل القاطع على انحراف الغرب وتخبطه وانجرافه في هاوية المجهول التي لا يعلم قرارها إلا الله.
إنه الحق الساطع الذي يشهد بعنصرية أوروبا وأمريكا ومن على شاكلتهما في زمن النفاق العالمي. كيف لا والمُتَهم بريء والجاني هو القاضي؟! المتهم هو اللاعب السنغالي إدريسا غاي والذي يلعب في صفوف فريق باريس سان جيرمان الفرنسي على إثر تغيبه عن مباراة فريقه أمام نادي مونبلييه في الدوري الفرنسي بسبب رفضه ارتداء قميص يحمل ألوان علم المثلية الجنسية، وقد استدعى الإتحاد الفرنسي لكرة القدم اللاعب لمساءلته بشأن سبب غيابه عن الجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي، والجريمة باختصار في نظرهم المريض رفضه للانضمام لهم في الاحتفاء بذلك الشذوذ بحجة أنه يؤكد ما يطلقون عليه رهاب المثلية.
فانظروا يا أهل العقل! لجنة الأخلاق عندهم تحقق مع اللاعب لرفضه المثلية!! ألا يفسر ذلك سبب بغضهم للشرق والعرب والإسلام في كثير من الأحيان؟ إنهم يكرهون كل ما هو سوي ويحبون كل ما هو منافٍ للفطرة السليمة! ألا يعطيكم ذلك فكرةً جليةً عن مفهوم أخلاقهم التي انحرفت بشكل قذر؟ ألا يؤكد ذلك ضرورة توعية شباب وفتيات أمتنا من مغبة التقليد الأعمى لهذا الغرب المنحرف؟ لقد باع بعض هؤلاء القوم الأخلاق الحسنة واخترعوا بفكرهم المتعجرف أخلاقاً جديدة لا تعبر إلا عن شهوانيةٍ غير قابلة للتكبيل أو التعطيل، شهوانيةٍ باتت في كثير من الأحيان تهدد وجودهم ووجود البشرية جمعاء من حيث لا يعلمون. ألم يحذر الله البشر من عاقبة الشذوذ والعلاقات المحرمة؟
ربما يأتي يومٌ ويرى الغرب بأم عينه أمراضاً تبيد البشر ليس لها من سبب غير الشذوذ الذي يدعون إليه بكل ما أُتوا من قوة مسخرين في سبيل دعمه كل غالٍ ونفيس وكل قطاع ورئيس، حتى الرياضة التي هي في الأساس ألعاب للترويح عن النفس لم يتركوها على حالها كما كانوا يدَّعون بل أجبروا القائمين عليها للترويج لعنصريتهم وسياساتهم وأخلاقهم الفاسدة. هم أحرار فيما يخصهم، لكنهم ليسوا أحراراً حين يمس الأمر بقاء البشرية جمعاء! ليسوا أحراراً إذا ما خالفت أفكارهم عقائدنا وقيمنا وثقافاتنا!
ليسوا أحراراً حين يريدون أن يفرضوا على العالم تشويه فطرته السليمة لا لشيء إلا لأنهم بحثوا عن السعادة ونقبوا عنها في كل الماديات المقبولة والمرفوضة فلم يعثروا عليها، فُإذا هم ينبشون كالحيوانات عن بواعث جديدة قد توقظ سعادتهم وتحرك مكامن الدوبامين في أجسادهم الباردة وهيهات لهم أن يسعدوا وقد حبسوا الروحانيات في سجون المادية، وقتلوا الأحاسيس السليمة بسلوكياتهم المنحرفة.
وفي الختام أقول إنَّ أخلاقنا بخير وأجيالنا يجب أن تبقى بخير، فحافظوا على هويتنا القويمة وقيمنا العظيمة وعلموا أبناءكم أن في تقليد الغرب مخاطر جسيمة، فهموهم أنهم ليسوا الأفضل وأن السير على خطاهم نهايته ضياع وفقدان للسعادة الحقيقة. أما اللاعب إدريسا غاي فيكفيه شرفاً أنه تصدى لفكرهم الجامح ولم يتزحزح عن مبادئ عقيدته، ويكفيه عِزاً ذلك الدعم العربي والعالمي لموقفه.
حفظه الله ورعاه وأسقط كل أقنعة الغرب ليرى العالم أو على الأقل حتى يتكشف لأبناء أمتنا أنه –أي الغرب- ليس إلا بطل من ورق، وأن أقل ما يقال عنه: إنهم أناسٌ لا يتطهرون!