عقدت الشبكة العربية للمنظمات الأهلية حفل إطلاق إصدارات “المدونة العربية للتنمية المستدامة ” تحت شعار معا من أجل تحويل عالمنا ، اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
قال الأمير عبد العزيز بن طلال كلمة في افتتاح أعمال الاحتفال ان التنمية المستدامة ليست فكرة مجردة أو مفهوما فوقياً، بل هي بركائزها الثلاث (النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية) ضرورة حتمية. فإذا كان لنا أن نعيش حياة متوازنة في كوكبنا وفي الوقت نفسه نحفظ للأجيال المقبلة حقوقها، علينا أن ندرك أننا أمام لحظة تاريخية تتطلب أمرين مهمين، الأول إعادة النظر في ما نتعاطاه من سلوكيات تعيق استدامة التنمية وتهدر الموارد. أما الأمر الآخر فهو ضرورة توظيف ما نملكه من معارف ومهارات وقدرات للتعامل مع التحديات التنموية التي تحيط بنا من كل جانب، وهي عديدة وخطيرة، حيث برزت هذه التحديات بجلاء خلال جائحة كورونا (كوفيد – 19) التي تجتاح العالم وتنهكه منذ عامين، وكشفت عن الحاجة إلى التحلي بسلوكيات استدامة التنمية التي نجد فحواها في ” المدونة العربية” ونماذجها التطبيقية، وأهمية تعزيز التضامن الانساني والمساواة والتمكين والعدالة، فضلا عن السعي بمفهوم تشارك المعرفة المؤدي لتعظيم النتائج الإيجابية.
قال السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون العربية والأمن القومي والذي القي كلمة جامعة الدول العربية التي القاها أن العالم أدرك أن الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص هي السبيل الوحيد لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، ولذلك، وانطلاقاً من إيمان الجامعة العربية بالدور الهام والبارز الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة العربية، وإدراكاً منها بأن قطاع المجتمع المدني هو احد الاضلاع الرئيسية في دفع عجلة التنمية.
يأتي تنظيم هذا الحفل في إطار المسؤولية الواقعة على عاتق الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ودورها المحوري في تطوير العلاقة ما بين المنظمات غير الحكومية والحكومات العربية وجامعة الدول العربية لتتواكب مع المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى ذات التجارب الناجحة مع المجتمع المدني، وإحداث تشبيك عربي واسع لمنظمات المجتمع المدني الفاعلة في المنطقة العربية بهدف تيسير التفاعل والتعاون فيما بينها تعزيزاً للقدرات المؤسسية لمنظمات المجتمع المدني العربية، وهذا هو الدور الذي تلعبه إدارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تلك الإدارة التي تم استحداثها في عام 2002، لتكون بمثابة نقطة اتصال بين منظمات المجتمع المدني وأجهزة وآليات الجامعة العربية في المسائل المتعلقة بتعزيز آليات التعاون والحوار والمشاركة بين الجامعة والياتها المنبثقة والمجتمع المدني، رؤية مصر 2030 ركزت على الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته.
قالت نيفين قباج وزيرة التضامن الاجتماعي في كلمتها التي القاها نيابة عنها الدكتور أيمن عبد الموجود مساعد وزير ةالتضامن الاجتماعي لشئون المؤسسات الأهلية، ان مصر كانت من الدول السباقة في اعتماد الأجندة الدولية للتنمية المستدامة، حيث بادرت بإعداد خطتها الوطنية مصر 2030 والتي أطلقتها في فبراير 2016، ثم قامت الحكومة المصرية في عام 2018 بتحديثها، حيث ركزت بعد التحديث على الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته في مختلف نواحي الحياة، واضافت معاليها بأنه في إطار خطة مصر 2030، أطلقت القيادة السياسية عددا من المبادرات لتحسين جودة حياة المواطن، في مقدمتها مبادرة حياة كريمة التي تساهم فى تغيير حياة ما يقرب 60 مليون مواطن فى كل انحاء مصر، إضافة إلى برنامج فرصة، وتكافل وكرامة، ومودة، وتنمية الطفولة المبكرة وغيرها، وذلك بهدف الخروج بالمواطن من دائرة الفقر والتهميش والانطلاق نحو التمكين.
وعن أهمية دور المجتمع المدني أشارت معاليها إلى أن المجتمع المدني في صدور القانون لسنة 2019، يعيش فترة ذهبية وازدهار في ظل الاهتمام الرئاسي حيث أعلن عام 2021 عام المجتمع المدني وشهد إطلاق استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان.
أشارالدكتور حسن البيلاوي رئيس مجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية إلى أن مصطلح “التنمية المستدامة” أصبح وثيقة دولية في منتصف عام 2015 بعنوان “أهداف التنمية المستدامة 2030” باتفاق كل دول العالم تحت شعار “تحويل عالمنا”، وتضم سبعة عشر هدفاً، ترتبط بمائة وتسع وستون غاية. وتدور هذه الأهداف باختصار شديد حول مكافحة الفقر، وحماية الطفل، والتعلم، وتحرير المرأة، والتعليم والحياة، وبناء القدرات الإنسانية لتوسيع قدرة الإنسان وتوسيع الفرص أمامه لتؤكد على حريته في الاختيار والعمل.
وأكد ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” في مداخلته بأن التنمية ليست مفهوما جامدا بل مفهوم متغير ومتجدد، وقد تمكن أجفند عبر مسيرته منذ عام 1980، من بلورة رؤية متناغمة عن التنمية ومتطلباتها وأدواتها، وتعامل مع التحديات التنموية بنفس منطق التنمية المستدامة المركب والمنظومي، مركزا على تمكين فئات إنسانية مهمشة وهم الفقراء والمرأة والشباب والأطفال واللاجئين وذوي الإعاقة.
وأشارت هدى البكر المدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية بأنه خلال الاحتفال تم إطلاق والقاء الضوء على اصدارات المدونة العربية المستدامة التي أصدرتها الشبكة بدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية “اجفند”، في إطار خطتها الاستراتيجية عام 2018.
كما تم خلال الاحتفال تنظيم عددا من الجلسات العلمية برئاسة معالي الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق تناولت موضوعات التنمية المستدامة، تحدث خلالها كل من الدكتور سمير مرقص الباحث الرئيسي بمشروع المدونة العربية للتنمية المستدامة، والدكتور عاطف الشبراوي استشاري برامج التمكن الاقتصادي، والدكتور هاني فوزي عضو الفريق التنفيذي لنموذج التعلم التفاعلي: تحويل عالمنا، هذا إلى جانب القاء الضوء على جهود جامعة الدول العربية وأجفند والشبكة العربية للمنظمات الأهلية للتحول للتنمية المستدامة وإنفاذ أجندة 2030.