نظمت كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة جنوب الوادى بقنا، المؤتمر العلمى ” الإعلام المصرى ما بين ثنائية المركزية والأطراف: التقارب والتباعد فى السياقات الأكاديمية والمهنية” والذى ترعاه الرابطة الدولية لبحوث الإعلام والاتصال بالجامعة بالتوازى مع المؤتمر السنوى للرابطة الذى يقام هذا العام فى الصين، وقد أقيم المؤتمر المصغر بكلية الإعلام بقنا تحت رعاية الدكتور يوسف غرباوى رئيس الجامعة والدكتور أحمد عكاوى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وبإشراف الدكتور خالد سعد القاضى القائم بأعمال عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتور أحمد خيرى منسق المؤتمر.
وفى الجلسة الأولى للمؤتمر، التى حضرها الدكتور خالد سعد القائم بأعمال عميد الكلية والدكتوره إيمان إلياس استاذ مساعد الأدب والنقد بكلية الآداب بقنا والدكتور أحمد خيرى عضو الرابطة ومنسق المؤتمر، والدكتور عبده قناوى منسق قسم الإعلام الالكترونى بالكلية، والدكتورة هبه عبدالمعز رئيس مركز بحوث المرأة بالكلية، والدكتورة شريهان كشك رئيس مركز بحوث الرأى العام بالكلية، وعدد من الصحفيين والإعلاميين بمحافظة قنا، من بينهم الزميل عبدالرحمن أبوزكير مدير مكتب جريدة المساء والجمهورية أونلاين بقنا، والباحثين بالكية، اشتملت الجلسة على عروض نقدية لعدد من البحوث المقبولة للنشر فى الدورة الحالية من المؤتمر السنوى للرابطة الدولية لبحوث الإعلام والاتصال IAMCR 2022 وبدأت ببحث للدكتور أحمد خيرى الأمير، وأعقب ذلك عرض للبحوث من خلال الدكتوره شريهان كشك والدكتورة هبه عبدالمعز، كما قدم د.محمد خليفة استاذ مساعد قسم الاعلام التربوى بجامعة المنيا عرض أونلاين لعدد من البحوث.
واستعرض الدكتور أحمد خيرى، منسق المؤتمر، ملخص البحث العلمى الخاص به والمقبول للنشر فى الدورة الحالية، وقد كان بعنوان ” القبلية فى مواجهة المهنية ” ، وتناول كيف أن الولاءات المتناقضة أثرت على التغطية الصحفية للانتخابات العامة فى 2020 ، وأشار إلى أن البحث تم على مرحلتين؛ الأولى اختيار عينة من الصحفيين والإعلاميين الذين ينتمون إلى دوائر انتخابية ذات تنوع قبلى، وبعد ذلك تم تحديد الانتماء القبلي لكل صحفى، ثم اختيار المرشحين العشر الأوائل فى كل دائرة بها تنوع قبلى، مع تحديد الهوية القبلية لكل مرشح، ثم مقارنة ما تم تغطيته فى الحملة الانتخابية بدءًا من إعلان فتح باب الترشح وحتى إعلان نتائج الانتخابات، وتم تحليل كيفى للمنشورات التى نشرت على الصفحات الشخصية للمقارنة بين الانتاج الإعلامى الرسمي الى تم نشره فى الوسيلة الإعلامية التى يعمل بها الصحفى والإعلامى، وشبه الرسمي الذى قدموه على صفحات الفيس بوك.
أضاف: إنه تم تطبيق مدخل تحليلى لقياس التحيز فى الإعلام السياسي، والتحيز فى الإخبار، والتحيز فى المعالجة، والتحيز فى الحكم، وتوصلنا إلى نتائج إلى حد ما تشير إلى إننا بحاجة إلى إعادة النظر فى النواحى المهنية، فهناك عدد من الصحفيين والإعلاميين عندما تأتى النتائج فى غير صالحهم وفى غير صالح مرشح القبيلة فإنه يقوم بعمل تغطية جافة لعرض خطوات وإجراءات فقط، بينما تكون التغطية أكثر عمقًا إذا كان المتقدمين فى النتائج من قبيلته ، وبالنسبة لصفحات الفيس بوك فقد تبين من التحليل أنه لو كانت النتائج تناسب توجهه القبلى نجد أن الطابع الاحتفالى يطغى على الطابع الإخبارى، وعندما تكون النتيجة فى غير صالحة فإنه يعطى ايحاء بالتشكيك فى النتيجة. مؤكدًا إننا بحاجة إلى إعادة النظر فى النواحى المهنية، لافتًا إلى أن الأكواد الإعلامية فى الصحافة الغربية تعتبر عنصر السوشيال جزء لصيق من هوية الصحفى، ولا يحق أن ينشر على منصات السوشيال ميديا الخاصة به أى آراء تتعلق بقضايا يقوم بتغطيتها أو مصادر تعرض لها فى التغطية .
وفى الجلسة الثانية من المؤتمر عقدت حلقة نقاشية بين الأكاديميين من أعضاء هيئة التدريس والباحثين من ناحية، وبين الممارسين من الصحفيين والإعلاميين من ناحية أخرى.
وفى ختام المؤتمر قال الدكتور أحمد خيرى الأمير، إن فعاليات المؤتمر انتهت بعد طرح العديد من القضايا منها ما يتعلق باتجاهات البحث العلمى ذات الصلة بموضوع المؤتمر، وتناول الصحفيين والإعلاميين الكثير من المجالات التى يمكن أن نسلط عليها الضوء فى المستقبل منها ما يتعلق بالأخلاقيات التى تمس مهنة الإعلام فى زمن الواقع الافتراضى، وتناول الباحثون التحديات التى يواجهها ممارسو المهنة فى السياق المحلى وتراوحت الأطروحات ما بين تحميل القائم بالاتصال المسئولية عن ما يجب أن تكون عليه فى الممارسة، وجانب آخر تناول السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية المؤثرة .
وأعلن الدكتور أحمد خيرى توصيات المؤتمر، مشيرًا إلى أن المؤتمر أوصى بالمزيد من التعاون ما بين مؤسسات الإعلام ونقابة الصحفيين ونقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة ونظيراتها من المؤسسات الحكومية، كما أوصى بضرورة تعاون المؤسسات الصحفية فى تقديم برامج تدريبية للقائمين بالاتصال، وفى نفس التوقيت فى نشر ثقافة التربية الإعلامية وهو ما سوف ينعكس إلى حد كبير على تطوير الممارسة ، والناحية الأخرى استهلاك المحتوى الإعلامى بطريقة فعالة، لافتًا إلى أن الباحثين اختلفوا حول طبيعة الوظيفة التى يجب أن يقوم بها الصحفى هل هى الإخبار أم هى وظيفة التحقيق والغوص فى الأسباب العميقة، وكانت هناك وجهات نظر متفاوتة وقد تم التأكيد على ضرورة التوازن ما بين الوظيفتين من أجل تقديم رسالة إعلامية تتناسب مع متطلبات الدولة لتحقيق التنمية فى هذا الوقت.