تقرير ✍️ د.خالد محسن
أشاد الخبير الدولي الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا الموارد المائية جامعة القاهرة بجهود الدولة خلال بتطوير وتطهير البحيرات الشمالية المصرية، بهدف تحقيق الاستدامة البيئية واستعادة الأنظمة الطبيعية والاستفادة منها في إنتاج الأملاح المعدنية ،ودعم وتنمية الثروة السمكية وإنتاج اجود الأنواع لاستيفاء حاجة السوق المحلي والتصدير.
وأشار د.شراقي إلي أنه يوجد فى الساحل الشمالى من العريش إلى الأسكندرية 5 بحيرات كبرى (البردويل – المنزلة – البرلس – إدكو – مريوط) بمساحة أكثر من نصف مليون فدان تنتج حوالى %75 من الثروة السمكية، إلا أنهم عانوا كثيراً خلال العقود الماضية من التلوث مما أدى إلى تدهور هذه البحيرات ،وفقدها جزء كبير من مساحتها وإنتاجها السمكى ومعاناة الأهالى الذين يعيشون على خيراتها.
وتابع : اهتمت الدولة فى السنوات الأخيرة بعودة الروح لهذه البحيرات وكانت البداية بحيرة المنزلة التى شهدت تطوراً مذهلاً فى سنوات عدة من حيث عودة المساحة الأصلية وتكريك البحيرة وتطوير “البواغيز”، ثم تلتها بحيرة مريوط والبرلس، وانشاء البحيرات السمكية مثل بركة غليون، وأخرى شرق التفريعة فى شمال غرب سيناء وحاليا بحيرة البردويل.
وأوضح لمنصة “المساء أون لاين” أن بحيرة البردويل هى ثانى أكبر البحيرات الشمالية الخمس بعد المنزلة حيث تبلغ مساحتها حوالى 600 كم2 (150 ألف فدان)، وتتميز عن باقى البحيرات بأنها أنقى بحيرة حيث لا تستقبل أى مصدر تلوث من المصارف الزراعية أو غيرها، وعدد السكان حولها قليل، وتتصل بالبحر بعدة “بواغيز” مما ساعد على جودة مياهها من حيث الخصائص الطبيعية والكيميائية، وتبلغ ملوحة المياه فيها حوالى 40 ألف جزء فى المليون “أعلى من البحر المتوسط لأنها شبه مغلقة” ،مما يؤهلها لانتاج أسماك بحرية ذات جودة عالية، وأملاح معدنية ذات نقاوة مرتفعة ،هى الأفضل فى مصر مثل ملح الطعام، كما أن مياهها ذات درجات حرارة دافئة 25 درجة مئوية مناسبة للأسماك وتكوين طحالب ومواد الغذائية للأسماك والطيور، مما جعلها معبرا لهجرة الطيور من شرق أوروبا هرباً من برد الشتاء إلى دفء شرق وجنوب أفريقيا، عبوراً بالبحيرة لتتلقى الغذاء ثم مواصلة الرحلة،وبها محمية الزرانيق الطبيعية للطيور.
وأشار د.شراقي إلي أن الهدف من التنمية فى سيناء هو خلق مجتمعات عمرانية جديدة عن طريق أنشطة مختلفة، وليست الزراعة هى المجال الوحيد لجذب السكان ولكن معها انتاج الأسماك، والسياحة وتصنيع المنتجات الزراعية والأسماك والأسمنت والسيراميك والخدمات التعليمية من إنشاء جامعات متخصصة ومتميزة ،وغيرها.
ودعا د.شراقي للاستفاده من مياه النيل النقية التي دخلت سيناء في كافة الأنشطة وليست الزراعة فقط، وتخصيص مياه محطة بحر البقر المعالجة (حوالى 2 مليار م3 سنوياً) لتكون كافية لزراعة حوالى 250 ألف فدان بدلاً من النصف مليون فدان المقررة منذ التسعينيات ،ولم يتم منها حتى الآن سوى ما يقرب من 60 ألف فدان رغم الانتهاء من محطة بحر البقر العام الماضى، كما طالب بتخصيص مياه النيل النقية عبر النفقين المخصصين تحت قناة السويس للاستخدام المنزلى والسياحة والأنشطة الصناعية الأخرى نظراً للتكلفة الكبيرة فى الانتاج الزراعى للمحاصيل التقليدية.