اكد الخبير الدولي د.عباس شراقي وأستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة أن القارة السمراء في حاجة ماسة لثورة إلى ثورة تنموية حقيقية وإصلاحات سياسية واجتماعية لمواجهة أزمات الغذاء المتصاعدة.
وتعليقا علي التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية 2022، الصادر مؤخرا ،أوضح أن التقرير يؤكد أن زمة الغذاء وصلت إلى مستوى قياسى هذا العام بتعرض 193 مليون نسمة لأزمات غذائية حادة فى 53 دولة، بزيادة 40 مليون عن العام السابق.
وأشار إلى أن معظم هؤلاء هم من أبناء القارة الأفريقية ولديهم من الموارد الطبيعية وأهمها المياه والأراضى الزراعية والمراعى والثروة الحيوانية ما يجعلها كفيلة بتوفير الغذاء لنصف سكان العالم، على رأس هذه الدول الكونغو الديمقراطية صاحبة ثانى أكبر نهر فى العالم (15 ضعف نهر النيل) وثانى أكبر مساحة (2.5 مليون كم2)، وأثيوبيا صاحبة 936 مليار م3 أمطار و12 حوض نهرى و 46 بحيرة و150 مليون فدان أراضى خضراء زراعية ومراعى وغابات و 100 مليون رأس بقر وأغنام، والسودان وجنوب السودان، وكلها دول مائية وزراعية.
وقال د.شراقي إن أفريقيا قارة غنية وشعوب فقيرة
يرجع السبب الرئيسى للأزمات الغذائية لعدم الاستقرار الأمنى فى هذه الدول، وانضم إليها دول غنية بترولياً مثل ليبيا ونيجيريا وأنجولا، وكذلك سوء استغلال الموارد الطبيعية من خلال حكومات مستبدة عاجزة لا تفكر إلا فى السيطرة على الحكم وقتل وتشريد أهلها، وليس ماحدث فى إقليم التيجراى بأثيوبيا ببعيد حيث يواجه أكثر من 350 ألف نسمة شبح المجاعة الشديدة وأكثر من 30% من السكان الذين أجريت عليهم الدراسة فى التقرير (17 مليون نسمة) يواجهون أزمات غذائية.
وأكد د. شراقي أن أفريقيا تحتاج إلى ثورة تنمية حقيقية فى الطاقة والزراعة والصناعة والتعليم والصحة، ومصر يمكن أن تؤدى دورا كبيرا فيها، لايقل عن دورها التاريخي فى تحرير الشعوب الأفريقية فى الستينات ،وهذا ماتنتظره أفريقيا من مصر، وتنتظره مصر أيضاً من أفريقيا فهى السوق الواعد ومصدر الخامات الزراعية والمعدنية.