✍ تقرير – د.خالد محسن
وسط أجواء من الترقب حول مصير مباحثات سدالنهضة المتعثرة توقع الدكتور عباس شراقي الخبير الدولي الجيولوجي وأستاذ الموراد المائية بجامعة القاهرة أن تستأنف الجولة الثامنة من المفاوضات خلال الفترة القادمة.
وقال د.شراقي: إنه من المتوقع دعوة السنغال الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى الأطراف الثلاثة مصر والسودان واثيوبيا لاستئئناف مفاوضات سد النهضة بعد توقف دام أكثر من 10 أشهر حيث اجتمع الرئيس السنغالى بالقاهرة 29 يناير 2022 بالرئيس السيسى واستمع للمطالب المصرية، كما استمع أيضا لرئيس الوزراء الاثيوبى أمس 6 فبراير على هامش قمة الاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا.
وأكد د.شراقي أن الأجواء مختلفة أكثر عن ذى قبل، بعد الحرب الأهلية الشرسة التى مرت بها اثيوبيا على مدار أكثر من عام، ومن مصلحة الجميع الوصول الى اتفاق وهذا ماتدركه اثيوبيا جيداً بدليل بيان أبي أحمد الأخير فى 20 يناير 2022 الداعى للتعاون، ثم بيان الدكتور مصطفى مدبولى بعده بأيام قليلة 25 يناير 2022، والذى يؤكد فيه حرص مصر على التوصل لاتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة.
وتساءل د.شراقي ..هل تكون مفاوضات الجولة الثامنة هي الحاسمة؟! ، كما عرض لجولات التفاوض السابقة علي النحو التالي:
– الجولة الأولى:
بدأت بزيارة د. عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق الى أديس أبابا فى مايو 2011 وانتهت بتقرير لجنة الخبراء الدولية فى مايو 2013.
– الجولة الثانية:
بدأت من سبتمبر 2013 بعد ثورة 30 يونيو لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية وانتهت فى يناير 2014 بفشل المفاوضات لرفض اثيوبيا وجود خبراء دوليين.
– الجولة الثالثة:
بدأت فى أغسطس 2014 بعد أن التقى الرئيس السيسى بديسالين على هامش القمة الأفريقية فى ملابو “غينيا الاستوائية يونيو 2014 والاتفاق على عودة المفاوضات، وانتهت فى نوفمبر 2017 بعد رفض اثيوبيا والسودان التقرير الاستهلالى للشركة الفرنسية، وتخللها توقيع اعلان مبادئ سد النهضة مارس 2015, وتعد هذه أطول جولة.
– الجولة الرابعة:
بدأت فى ابريل 2018 بتدخل وزراء الخارجية ورؤساء المخابرات وانتهت فى أكتوبر 2019 بالخرطوم بفشل المفاوضات ورفض اثيوبيا وجود وسيط.
الجولة الخامسة:
بدأت فى نوفمبر 2019 برعاية الولايات المتحدة الأمريكية للمفاوضات وانتهت بالانسحاب المهين لاثيوبيا يوم 28 فبراير 2020 لتوقيع الاتفاق النهائى الذى صاغته أمريكا بالاستعانة بخبراء البنك الدولى، والذى وقعت عليه مصر بالأحرف الأولى ورفض السودان التوقيع.
– الجولة السادسة:
بدأت بعقد قمة مصغرة برعاية الاتحاد الأفريقى فى 26 يونيو 2020 وقبل جلسة مجلس الأمن بثلاثة أيام بعد إلتفاف اثيوبى-جنوب أفريقى لسحب الملف من مجلس الأمن إلى الاتحاد الأفريقى، ثم اجتماع وزراء الرى والخارجية وامكانية حضور الخبراء ومراقبى الاتحاد الأفريقى إجتماع سد النهضة السبت 3 ابريل بكينشاسا دون تقدم، وانتهت بنهاية جنوب أفريقيا لرئاسة الاتحاد الأفريقى فى أوائل فبراير 2021.
– الجولة السابعة:
برعاية الكونغو الديمقراطية رئيس الاتحاد الأفريقى لعام 2021 التى فشلت أيضاً فى الوصول الى حل لقضية سد النهضة بعد عقد اجتماع 3 ابريل 2021، ثم أعقبه اجتماع مجلس الأمن فى 8 يوليو 2021 واعلان البيان الرئاسى فى 15 سبتمبر 2021 والذى يدعو إلى سرعة استئناف المفاوضات.
من ناحية أخري ثمن د.شراقي موقف القمة الأفريقية بتعليق قرار منح إسرائيل صفة مراقب وتشكيل لجنة للبت في هذا الشأن ،واصفا إياه بأنه خطوة جيدة،وذلك لمنعها من تزايد نفوذها بالقارة السمراء، و لتقديم توصية لقمة الاتحاد الأفريقي.
وأشار إلي اللجنة تتكون من رئيس الاتحاد الأفريقى الجديد ماكي سال رئيس السنغال، ورؤساء الجزائر وجنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية ونيجيريا والكاميرون.
وأضاف: ويبدو أن الجزائر هى العضوى العربى الوحيد فى هذه اللجنة “لو صح تشكيلها” مما يلقى بالعبء عليها فى إقناع باقى أعضاء اللجنة على الرفض النهائى لوجود اسرائيل بالاتحاد.،وكان مهما وجود مصر فى هذه اللجنة لضمان استبعاد اسرائيل عن الاتحاد الأفريقى.
وهذه ليست المرة الأولى التى تحاول اسرائيل فيها التغلغل داخل البيت الأفريقى فقد فشلت فى الوصول إليه من قبل بصفة مراقب مرات عديدة.