أعلنت الدكتورة أمل شمس أستاذ ورئيس قسم الفلسفة وعلم الاجتماعبكلية التربية جامعة عين شمس أن التنشئة وبناء الثقافة الرقمية أصبحت أمرا حتميا وضروريا لحماية المرأة ومواجهة العنف والابتزاز الإليكتروني في عصر الثقافة السائلة.
ودعت لضرورة تكثيف الرقابة الأسرية والمجتمعية تجنبا لسلبيات ومضار العصر الرقمي المفتوح.
وأشارت لخلاصة بحثها والذي جاء تحت عنون “التنشئة الرقمية لحماية المرأة من الابتزاز الالكتروني”،وعرض مؤخرا بإحدي مؤتمرات جامعة عين شمس .
تقول د.أمل “تتخلل الرقمنه إحساسنا بالذات وتفاعلاتنا الاجتماعية، خاصة مع تزايد أعداد مستخدمي الانترنت في العالم إلى 4.95 مليار شخص وفقاً لإحصائيات عام 2022، ما يعادل 62% تقريباً من إجمالي عدد سكان العالم، هم “سكان العالم” الافتراضي، وهو ما يُنبئ بعصر يجعل تحديد الهوية والتنشئة على المحك، ومحاولة بناء الحماية الكافية لهويتنا ووجودنا المتخلل في ومن الشبكة Network، حتى أن جيل التسعينات وتحديدًا منذ عام 1993 أصبح يُطلق عليهم:
– جيل “النقارين” Clickerati .
– جيل الانترنت the Net Generation
– جيل الشاشاتScreenagers
_جيل جوجل”Google Generation”
– جيل التطبيقات The Apps
– المواطنين الرقميينdigital natives .
وذلك نتيجة تداخل العالم الرقمي في العالم والمجتمع الواقعي.
وأوضحت شمس أنه في عصر “السيولة” وفقا لـــــ “زيجمونت باومان” وتحولات عقود العولمة، التي أدت إلى التمركز حول النزعة الاستهلاكية والفَردانية، وانتشار الثقافة السائلة التي تتبنى سياسة الإغراء بدلًا من التنوير، عندئذ تتغير كل المسارات، كل ما هو قطعي يخضع للتغيير والاختلاف، مما جعل البعض يعتقد أن الابتزاز ذكاء، وأن الاستغلال قوة، وأن التمكن الرقمي فرصة للتكسب بكل صور التكسب، وهو ما يهدد كافة أفراد المجتمع خاصة المرأة.
وأضافت أن التنشئة الاجتماعية: كانت تتم من خلال عدة مؤسسات: الأسرة- المدرسة- الجامعة- الأصدقاء- وسائل الإعلام، وأصبحت في العصر الرقمي Digital Era : تتم من خلال الأجهزة الذكية: الكمبيوتر والهواتف والتطبيقات المتعددة؛ كالألعاب الالكترونية، ومحركات البحث …إلخ بجانب المؤسسات التقليدية، وهو ما أوجد صراعًا بين ما هو تقليدي وما هو مستحدث، مما أثر على هوية الشباب والنشء والأطفال.
ما سبق يؤكد ضرورة التنشئة الاجتماعية الرقمية، للانتقاء بين المحتوى الغث والثمين على التطبيقات الالكترونية المختلفة، للحماية من أثارها السلبية، خاصة على المرأة والفتاة، التي قد تتعرض إلى الابتزاز الالكتروني، نتيجة استغلال البعض قوة تأثير التواصل الرقمي الشبكي عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، هنا يجب أن تتم عملية التنشئة الرقمية لحماية أفراد المجتمع خاصة المرأة، من الاستغلال أو الابتزاز.
ويكون ذلك من خلال:
– بناء ثقافة رقمية للتعامل مع التطبيقات التكنولوجية المختلفة، على شبكة الانترنت، للحماية من الابتزاز.
– بناء جسور الثقة مع بناتنا للحديث والتبليغ حين التعرض للابتزاز الالكتروني.
– الاهتمام بتربية الأبناء، لحمايتهم مما قد يتعرضون له نتيجة الاستخدام المُفرط للكمبيوتر والـ Smart Phone
– الاهتمام بالأنشطة المدرسية التي تعمل على دمج الأبناء والبنات في المجتمع.