كان يوما حزينا مؤلما عاشته الأمة العربية المكلومة ،بعد حادث اغتيال الإعلامية شيرين أبوعقالة أثناء قيامها بواجبها لتغطية الإعتداءات الغاشمة لقوات الاحتلال الصهيوني علي مدينة جنين ، حيث إستهدفتها رصاصات غادرة ، لكنها أيقظت مشاعر الأمة الراكده التي تورات في غمار مستنقع المتغيرات الأممية المتلاحق!.
وهكذا الحرية ،وهكذا الأحرار، كالشم الرواسي يودعون الحياة وقوفا حتي آخر نفس يعشقون الحرية والوطن والصمود ..
وكما هي أشجار الزيتون رمز الشموخ والكبرياء والمحبة والسلام ودعت شيرين فلسطين الحياة ودنيا الناس..
لكنها لم تغادر أبدا
كل قلب عربي حر..
وستظل الشهيدة شيرين أبوعقالة أيقونة للعزة والكرامة ونبراس الأمل وصوت الحق المرفي عالم أصبح وأمسي وأضحي متوحشا جاحدا.. يمضي بلا قلب ،لا يعرف إلا لغة المصلحة والمادة وحسابات المكسب والخسارة.
ذهبت شيرين..وولدت الأم الفلسطينية ألف شيرين.. وستظل رمزا، للمقاومة ونقطة سوداء جديدة في جبين الصهيونية الملوثة بدماء أحرار وشرفاء الوطن ، التي استهدفت عشرات الصحفيين والاعلاميين من قبل , ومئات من الكتاب والأدباء والشعراء في محاولات يائسة لحجب صوت الكلمة, وخنق الحقيقة والتغطية علي جرائمها التي تقترفها ليلا ونهارا.
إنها جريمة جديدة في حق الإنسانية الجريحة التي اكتوت من فوضي المعايير المزدوجة والشعارات الزائفة لحقوق الانسان ،تدوررحاها وحلقاتها يوميا عيانا وجهارا تحت بصروسمع العالم المنشغل بأزماته المتعددة وصراعاته المتصاعدة.
رحلت شيرين مجاهدة وأدت رسالتها حتي الرمق الأخير من أجل قضية عادلة لن تموت أبدا..
رحلت أبوعقالة الصحفيه المقاتله المؤمنة بقضيتها وتوقعت الموت في كل لحظة من اجل فضح العدو الصهيوني الغاشم ، ولن ينال الموت من عزيمة أهل الكفاح والمثابرة والارداة القوية ،وسيواصل الإعلام الفلسطيني تغطية الأحداث ونقل الحقيقة لكشف زيف الاحتلال أمام المجتمع الدولي، رغم ما دمرته الآلة “الاسرائيلية” للمقرَّاتٍ وللأدواتٍ الصحفية، لكن التغطية مستمرةً وصوت فلسطين سيظل عالياً رغم انف الحاقدين.
،هنيئا لك الشهادة شيرين مع السابقين والعظماء ،وإلي صحبة المجاهدين والشهداء مع الفنان الشهيد ناجي العلي والشهيد غسان كنفاني, وغيرهم.ولم يسلم من بطش الأوغاد الراحل الشاعر محمود درويش ،وكل عربي حر.
وقد وثَّقت لجنة دعم الصحفيين الاعتداءات خلال العدوان الإسرائيلي المعتاد على غزة ، أكثر من 100 اعتداءٍ خلال أحدَ عشرَ يومًا، ولفتت إلى أنَّ المئات من الصحفيين الذين دُمِّرت مكاتبهم يحتاجون للرعاية والحماية ،لكن المجتمع الدولي كعادته يكتفي بمجرد الشجب والإدانة والاستنكار!
وجاء حصاد اعتداءات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة مرا وموجعا بعد تدمير 59 مؤسسةً إعلاميةً بشكلٍ كلي عبر استهداف الأبراج والمباني التي تحتوي على مكاتب صحفية، علاوةً على تدمير 22 شقة سكنية لصحفيين فلسطينيين، ما بين تدمير كلي وجزئي وتضرر خمس مركبات للطواقم الصحفية وإصابة 12 صحفياً.
ولا أجد مبررا للجدل حول ديانة شيرين أبوعقالة ،فكل الأديان الراشدة من معين واحد ورحمة الله وسعت كل شئ ، وبإذن الله سينالها من عفوه وكرمه وجوده. وصدق عز وجل.. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).. صدق الله العظيم.البقرة 62. ويظل المرء ما عاش نافعا لوطنه ولأهله ،إنسانا وأجره علي الله نعم المولي والنصير.
ويظل دماء الشهداء الطاهرة أيقونة الأمل تروي وتحيي موات قضية فلسطين.. قضية كل العرب ،وفي القلوب باقية، إلي أن يرث الله الارض ومن عليها .
وبعد كل استمرارواستمراء هذه وتلك الحماقات ، أتصورأنه من السفه والخزي الدعوة للتطبيع والمهادنة، ويجب أن يتذكرالعرب قضاياهم المصيرية من جديد ,وأن تحشد كل الجهود علي كافة المستويات الشعبية والرسمية لفضحها أمام المنظمات والمؤسسات الحقوقية الدولية والعمل الدؤوب لدعم المقاومة وحماية القدس وتقديم هذا الكيان للمحاكمة الدولية لمحاسبته على جرائمه في حق فلسطين وفي حق الإنسانية.. وصدق الله العظيم “والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”..ولنبدأ جديدا من أول السطر!!.