بلادنا تنطلق بقوة للأمام ، ولا مكان للمتكاسلين والمتقاعسين والمحبطين ،فأن تكون إيجابيا نافعا منصفا حصيفا مشاركا بحب في تدشين صروح الأمل والتنمية، فأنت لاشك تدرك دلالة الإنتماء ومعني كلمة وطن.
أتصور أن صناعة هذا النموذج الفعال المؤهل لحمل الراية ليس حلما صعب المنال، كما أن تحقيق فكرة الإصطفاف والتوافق الوجداني الوطني لابد أن يكون هدفا استراتيجيا، يضمن نجاح المشروعات التنموية ، ويحقق النهوض ويحصن المناعة الوطنية التي نفتقدها من آن لآخر !.
وبالنظر في المشهد المعاصر في تصوري أن هناك صنفين من البشر يقبعان في مختلف ربوع مصر المحروسة ويبرزان مع كل فعالية سياسية أوجائحة ملمة أو إجراءات إقتصادية تتخذها الحكومة لضرورة قومية ملحة ،أو لتجاوز أزمات قديمة أوالتعاطي مع أزمات مستجده.
ويحاول كلاهما الإنتصار لنفسه ونصرة قناعاته وأفكاره ويحاول جاهدا فرض وجهة نظره في سجال ممجوج بعيدا عن الوسطية والإعتدال، وربما وصل إلي حد تأجيج الصراع والإحتقان.
وفي تصوري أن الصنفين متطرفان في المنهج والرؤيا والتوجه، ولا يمثلان إلا نسبة قليلة من المجتمع ربما لا تتعدي 2٪
وبطبيعة الحال فإن هؤلاء المتطرفين الجدد لهما أهداف خبيثه موجهة ، اتخذوا من منصات التواصل الإليكترونية وسيلة لإصطياد الضحايا، و العبث المستمر في العقول والأفهام،وفقا لتوجاتهم، بعيدا عن فكرة التعقل والحكمة والمنطق والحق والعدل!!
الصنفان هما المرجفون والمزاديون ، وهما آفة مجتمعية تهدد إستقراره، يزيفون كل الحقائق، حتي لو كانت ساطعة كالشمس في قارعة النهار،ولا يقولون صدقا ولا ينطقون حقا، هؤلاء هم المغرضون!!
الصنف الأول ، وهم المرجفون يشككون في كل شيء في بر مصر في التطلعات والانجازات ، وأهداف المشروعات ويعشقون فن التشويه وبث الإحباط واليأس في النفوس، بطبيعة الحال والمآل قلوب سوداء ووجوه عابسة ، تغمض عينيها في وجه أي بريق من الأمل أو شعاع من نور يبشر بحياة أفضل !
ويستحقون بجداره الانضمام لفصيل المتطرفين الجدد أو متطرفي العصر الراهن الذين لا يرون الحاضر والمستقبل إلا من خلال ذواتهم المتضخمة والكبر والتعالي وبطر الحق غمط الناس ،وبعيون منظارحالك الظلمة.
أما الفريق الثاني فهم المزايدون البديل العصري لأهل النفاق، يعشقون “المكاء والتصدية” كما كان يفعل أهل قريش حين يطوفون حول أصنام وأوثان الكعبة، ولسان حالهم ( نحن غرابا عك.. ويتصدون أحيانا لمنح صكوك الوطنية او منعها !!)
هؤلاء القوم سلبيون تربوا علي تقديس الرموز وتوقيرالمقاعد بكافة ألوانها وصورها، دون تعقل وروية ويعشقون فن التقلب والتلون وإستمراء “الطبل والزمر” والتصفيق الحاد والخصومة مع معظم فئات المجتمع ، فهؤلاء متطرفون أيضا.
أما ثالثة الأثافي،فهم الصامتون المتحفظون ، وإن شئت فقل المحبطين أو السلبيين، الذين اختاروا الانغلاق والوحدة وآثروا الجلوس ولعن الظلام.
وبين هؤلاء وهؤلاء ، وبين الصخب والضجيج تتوه أصوات المعتدلين الصادقين من أبناء الوطن ، وقد ينسحبون تدريجيا من الساحة، ربما لكثرة التهميش والسكوت وانضموا لمعشر الصامتين في برمصر.
ومع انطلاق عصر الجمهورية الجديدة والانجازات الهائلة ،لاشك أن بلادنا في حاجة لروح جديدة إيجابية ومبدعة ، وتكاتف وطني ومساحة حرية تستوعب الجميع ، ووسطية مستنيرة تضفي علي الحياة رونقا جديدا..
يسألونك متي هو ، قل عسي أن يكون قريبا..وإنا لمنتظرون!!