لا تذهب بعيدا.. ولاتمعن الفكر والعجب طويلا ، ففي زمن اختلط فيه الحابل بالنابل وظهرت جليا الفتن السوداء كقطع الليل المظلم هناك من يخطط للهدم والعبث القيمي وهدم مفهوم الأسرة وتشويه العلاقة الفطرية السوية بين الرجل والمرأة، والنيل من أصول وثوابت عقيدية علمت الدنيا شرقا وغربا، وانطلق من روحها ومبادئها المنصفون وحملة لواء التنوير الحقيقي ، وأسمي مبتغياتها الحق والعدل والجمال.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الحضارة الغربية لتصحيح مساراتها ورأب الإنهيار الأخلاقي ودعم العلاقات السوية وتحسين نسلها المتهالك، وإعادة مفهوم الأسرة بعد أن تفككت وأحدثت خللا ديمجرافيا مشهودا ،يسعي هؤلاء المغرضين لهدم وتشويه قيمنا وهويتنا وسجايانا الفريدة والترويج ، للتحرر والتخلص من قيود الأسرة والمسؤولية.
وبينما تتجه القارة العجوز لتدارك خطاياها الإنسانية ،وتعويض ما فاتها من قيم وضوابط أخلاقية واجتماعية، بعد أن أكتوت بنيران التحرر والانحلال وفوضي الحداثة،وماوراء الحداثة، يواصل هؤلاء دعواتهم الخبيثة خلف ستار دعوات التمدن والتحضر والحرية والإبداع.
ولا أدري لماذا نصر علي جلد الذات ورفض الفيض العذب والمعين الصافي بحثا عن مياه راكدة وحصاد آسن عفا عليه الزمن .
لسان حال هؤلاء الخراصين ..(أوعي تتجوز؟!) فالزواج بالنسبة لهم أصبح كمن هو ذاهب إلي الجحيم،أو إلي معركة حربية حامية الوطيس، وعليه أن يستعد بنيران المواجهة ، فقبل أن تفكر في قرار الزواج فكر أولا في تأمين نفقات المعيشة ومصاريف النت والمحمول والخادمة والعلاج والمواصلات والزيارات والمكياچ، والملابس والفسح علاوة علي نفقات “البوكت مني”، وثمن إعداد الطعام والشراب وثمن الغسيل والكي والمسح والتنظيف ،وأيضا نفقات الرضاعة الطبيعية والصناعية ،ولاتنسي المصروفات النثرية والمستجدة ومصروفات الخروج والفسح وخلافه !!
لقد عسر هؤلاء المتفيقهين كل يسير وعقدوا كل هين، حتي أصبحت فكرة الزواج قرارا صعبا ومغامرة غير محمودة العواقب، تتطلب دراسات وأبحاث وإرهاصات لا حصر لها !!
لقد حدد ديننا العلاقة بين الزوج والزوجة في إطار مثالي جميل في اللقاء والفراق، وكرم الله المرأة وجعلها ملكة، وأميرة متوجة في مملكتها الخاصة وبيتها، ومنبعا للسعادة الأسرية بالمودة والرحمة والتراحم، والتعاون والعطاء وإنكار الذات، والإحترام المتبادل والكلمة الطيبة مع الاحتفاظ برصيدها الوافر من الحقوق الأساسية والخصوصية والذمة المالية المنفردة .
ومابين هدم منظومة هذا الصفاء الوجداني، والعبث بمنظومة الحقوق والواجبات ، صدر هؤلاء المرجفين الجدد مفهوم النكد ، والتجارة والنفعية للعلاقات الزوجية، فربما يفلحون في تقويض ما بقي من كيانات مجتمعية مستقرة، وتحقيق أغراضهم الخبيثة ، ولا عزاء للأسوياء!!
ها.. لسه عايز تتجوز ؟!!