»» بقلم ✍️ د.خالد محسن
وفي كل عام تتجدد ذكري تحرير أرض الفيروز البقعة الغالية من أرض الكنانة، ومعها تتجدد ذكريات تضحيات أبناء الوطن من أهالي سيناء والشهداء..
وما حيينا، ستظل تضحياتهم الغراء ملحمة ونبراسا لكل الأجيال، ومنارة للعزة والكرامة جسدت عزيمة وإرادة أبطال مصريين قهروا المستحيل وأبهروا الدنيا، بالصمود والتحدي ودشنوا المعني الحقيقي لكلمة وطن حتي حققوا النصر والتحرير.
ومابين الأمس واليوم ،وبعد سنوات من الصمود وفي ذكري التحرير من العدو الغاضب يحتفي المصريون من جديد بذكري التحرير من قوي الشر والإرهاب والعودة روح جديدة مفعمة بالأمل والتفاؤل ،بعد سنوات من المعاناة والألم.
وفي زيارة لي لأرض سيناء الحبيبة منذ عدة أيام لإنجاز واجب إجتماعي وزيارة بعض الأقارب، لمست تطورا كبيرا فقد تغير المشهد كثيرا ،وعقدت مقارنة مع زيارة لي قبل أكثر من عشر سنوات ، فقد اكتست مساحات شاسعة من أراضي الرمال الذهبية بلون الخضرة والنماء،وارتدت أرض الفيروز ثياب التنمية مع تعاظم مشروعات الدولة الخدمية والاجتماعية والثقافية لتعزيز الهوية ودعم الانتماء لأرض الوطن.
وبمجرد العبور نحو الأمل ، تتابع مشاهد الإعمار والمشروعات الجديدة التي تسر الناظرين ،ويكفي شهادة أبناء سيناء حول ما تحقق من إنجازات .
خلية نحل تنشد البناء والإعمار،مشروعات تنموية شاملة تدشن هنا وهناك ..وإحلال وصيانة شبكات الطرق والمحاور القديمة.
ومن جديد اصطفت علي جنبات المعابر سيارات تحمل خيرات الأرض الطبية من الفاكهة والخضر
لاهل الوادي.
وفي رسالة تحمل آلاف المعاني أثلج صدور المصريين مشهد مائدة سيناء العامرة،حيث أقامت المحافظة بالتعاون مع كافة مؤسسات المجتمع المدني أطول مأدبة إفطار جماعي قبل أيام في آواخر شهر رمضان المبارك علي شاطئ البحر المتوسط والتي امتدت لما يقترب من 6كيلو مترات ،وحضرها ما يزيد عن 40 ألف من أهالي سيناء من مدينة العريش ومن كافة قري ومدن المحافظة.
كما احتفي الأهالي قبل عدة شهور بموسم إنتاج محصول الزيتون،وخلال أيام ينطلق مهرجان الهجن الدولي.
ما أحوج شباب اليوم لإعادة قراءة هذا التاريخ المشرف فلم تكن ذكريات حرب أكتوبر ومفاوضات التحرير اشتباكات وخططاً ومواجهات فقط، بل حرب إرادات وعبقريات وصراع لاستعادة العزة والكرامة، والعودة للحياة من جديد.