الأقصر – مكتب المساء :
ظل مدفع الإفطار الرمضاني على مدار قرون عديدة من الطقوس الفريدة المعهودة لدى الأقصريين والملازمة للشهر الكريم، فكان يمثل الموروث الشعبي الذي تبادلته الأجيال منذ الستينيات وحتى وقتنا هذا، فمع رفع أذان المغرب.. تنطلق أصوات مدوية في آن واحد تهز أرجاء المكان لتعلن بذلك فك الصيام في شهر رمضان المبارك.
يقبع مدفع “الحاجة فاطمة” بشكله الفريد بوسط مدينة الأقصر على بعد أمتار قليلة من إدارة الحماية المدنية منذ 152 عاماً شاهداً على أيام الزمن الجميل، وأجواء الفرحة والبهجة لدى الصغار والكبار.
ذلك المدفع هو الوحيد المتبقي بالمحافظة، حيث يعود عمر مدفع الإفطار إلى عام 1871 ، مما جعله يحتل مكانة خاصة لدى أهالي الأقصر جميعاً، وتعود تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل، والتى أصدرت فرمانا باستخدام هذه المدافع عند الغروب وعند الإمساك وفي الأعياد الرسمية، وكان ضمن عددا من المدافع التي وصلت مصر من إنجلترا في عهد الخديو إسماعيل، حيث كان يستخدم فى الحروب بالقرن التاسع عشر.
ومن القصص الطريفة التى رويت عن المدفع بالأقصر، أنه فى عام 1932 كان الطقس غائما بشدة، وأثناء قيام الجندى المكلف بإطلاق المدفع وإعداده للإطلاق، قد أطلقه قبل موعده بعشر دقائق فأفطر غالبية الصائمين.
والجدير بالذكر أن إدارة الحماية المدنية في الأقصر، هى التي تتولى مسئوليته، فهي تحافظ عليه وتتولى صيانته ليكون جاهزا للعمل سنويا في رمضان، فهى تحصل على 30 قذيفة مع مواعيد الإفطار، خلال الشهر كاملاً، والإدارة مسئولة أيضا على توافر كافة شروط الأمان والسلامة اللازمة، حيث تمنع تواجد الأهالي في المنطقة المحيطة به حتى لا يتعرض أحد لخطر الإصابة.