شارك أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، في ندوة الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال تحت عنوان “السياحة والصناعة فرص واعدة للتنمية الاقتصادية” بحضور المهندس فتح الله فوزي رئيس مجلس إدارة الجمعية، وأعضاء الجمعية، والسفير علي الحلبي سفير لبنان بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية.
قدم الوزير عرضاً موجزاً عن الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر والتي تهدف إلى تحقيق نمو سريع في صناعة السياحة يتراوح ما بين 25% إلى 30% سنوياً لتحقيق المستهدف من عدد السائحين الوافدين من الأسواق العالمية المختلفة حتى عام 2028، مستعرضاً أبرز محاور الاستراتيجية ومسارات العمل الخاصة بها، وكذلك أبرز ملامح سياسات وما قامت به الوزارة خلال الأشهر الماضية.
أشار الوزير إلى أهمية تحقيق هذا النمو من خلال قطاع خاص قوي يقود هذه الصناعة للأمام وأن يحكمها إطار تنظيمي كفء وفعال.
تحدث الوزير عن أبرز مكونات صناعة السياحة في مصر حيث يوجد حوالي 8000 منشأة تعمل بالقطاع السياحي وتخضع لتنظيم ورقابة من وزارة السياحة والآثار باعتبارها مُنظما ورقيبا ومُرخصا للعمل داخل الصناعة وكصانع للسياسات، لافتاً إلى دور الغرف السياحية الخمس والاتحاد المصري للغرف السياحية كمؤسسات عمل مدني ممثلة للقطاع السياحي الخاص.
استعرض عيسى أبرز مستجدات الوضع الراهن لقطاع السياحة في مصر، وبعض التقارير التي تم إعدادها مؤخراً وأبرزت وجود مؤشرات ورؤية إيجابية للقطاع الخاص فيما يتعلق بالمستقبل تجاه صناعة السياحة في مصر وقياس كفاءة العمل داخل الصناعة باستمرار وخاصة من خلال قياس مؤشرات الاستثمار داخل الصناعة Business Sentiment ، والتي أكدت على وجود نظرة تفاؤلية حول أداء قطاع السياحة والاقتصاد المصري، وارتفاع مؤشر الثقة في صناعة السياحة في مصر هذا العام بنحو 11%.
أوضح الوزير أن صناعة السياحة في مصر تستحق الكثير والكثير، وأن المشكلة ليست في جانب الطلب على زيارة المقصد السياحي المصري، مستعرضاً نتائج إحدى دراسات السوق التي تم إجراؤها خلال الفترة السابقة وكانت على أعلى مستوى، والتي أثبتت أن هناك 272 مليون سائح محتمل في العالم يرغبون في زيارة المقصد السياحي المصري وأن هؤلاء السائحين المحتملين حال زيارتهم لمصر من المتوقع أن يكون مستوى رضائهم عن التجربة السياحية جيداً، ومن المتوقع أيضاً أن يقوموا بالتوصية بزيارة المقصد السياحي المصري لدى الأقارب والأصدقاء، لافتاً إلى أنه تم تحديد دول هؤلاء السائحين المحتملين وهم 12 دولة وتم الاستقرار عليهم كأسواق سياحية مستهدفة.
ودأشار الوزير إلى أن الدراسة قسمت هؤلاء السائحين إلى عدة شرائح رئيسية من أبرزها منتج استكشاف الثقافة والآثار(منتج السياحة الثقافية)، ومنتج سياحة المغامرة، ومنتج سياحة الاستجمام، ومنتج سياحة العائلات، منتج السياحة الثقافية والترفيهية معاً، بالإضافة إلى السائحين الذي يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية.
أوضح الوزير أن هذه الشرائح الرئيسية تمثل نحو 55 % مما يفضله إجمالي أعداد السائحين حول العالم وهو ما يؤكد على تمتع مصر بميزة تنافسية كبيرة لا مثيل لها لتميزها وتفردها بهذه المنتجات السياحية المختلفة، لافتاً إلى أن نتائج هذه الدراسة يتم أخذها بعين الاعتبار في كافة الاستراتيجيات وخطط عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة للوصول لما تستهدفه من الصناعة بصورة أسرع.
وأشار إلى أنه وفقاً لنتائج هذه الدراسة فهناك سائح من كل اثنين من السائحين يرغبون في الاستمتاع بتجربة ثقافية واحدة على الأقل خلال زيارتهم لمصر، وكذلك سائح من كل 4 سائحين يفضلون الزيارة لمنتج السياحة الثقافية فقط.
استعرض الوزير أيضا أبرز محاور الاستراتيجية الجاري العمل عليها حالياً والتي جاءت لتحسين جانب العرض في المقصد السياحي المصري وهي إتاحة الوصول للمقصد السياحي المصري بصورة أكبر ومضاعفة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، مثمناً على جهود وزير الطيران لدفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الأشهر القليلة الماضية.
كما تحدث عن محور تحسين مناخ الاستثمار السياحي بمصر وزيادة عدد الغرف الفندقية الموجودة بها خلال الفترة المقبلة، وكذلك محور تطوير تجربة السائحين من خلال تطوير جودة الخدمات المقدمة إليهم بالمقاصد السياحية المختلقة والذي سيتم العمل عليه من خلال خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدي من شأنها أن تساهم في تطوير المنتج السياحي ليناسب السائحين الذين يأتون فرادي لمصر.
أوضح أبرز مسارات العمل لبناء منتج سياحي يناسب السائح الفرد تضم 14 مسار عمل تم الاتفاق عليها حتى الآن وسيتم العمل على تنفيذها خلال الأشهر القادمة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية وذات الصلة.
أشار الوزير إلى أبرز ما تقوم به الوزارة في ملف التحول الرقمي بالقطاع، لافتاً إلى الموقع الإلكتروني الترويجي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي الذي أطلقته الوزارة خلال الشهر الجاري باللغة الإنجليزية والذي يحتوي على كل ما يهم السائح من معلومات عن مصر ومقوماتها السياحية والأثرية وعن السفر للمقاصد السياحية المصرية المختلفة بها، موضحاً أنه سيتم استمرار العمل على تطويره خلال الفترة المقبلة.
وخلال الندوة، تم عرض الفيلم القصير الذي أطلقته الوزارة عن مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، وكذلك عرض لقطات وصور متنوعة من الحملة الترويجية الجديدة لمصر في الأسواق الرئيسية المختلفة والتي أطلقتها الوزارة خلال مشاركتها في بورصة برلين السياحية ITB بالعاصمة الألمانية برلين.
ومن جانبه، أشار المهندس فتح الله فوزي رئيس الجمعية في كلمته إلى أن الجمعية باعتبارها أحد ممثلي القطاع الخاص بين مصر ولبنان لأكثر من 30 عاما تضع القطاع السياحي ضمن أهم أولوياتها ودائماً ما تكون السياحة في صدارة المباحثات والزيارات المتبادلة بين الجانبين، مشيراً إلى لجنة السياحة الموجودة بالجمعية والتي تمثل صوت العاملين في القطاع السياحي في مصر ولبنان.
واستعرض رئيس الجمعية أهمية القطاع السياحي في مصر كأحد أهم مصادر الدخل القومي، كما أنه يعد من القوى الناعمة التي تعكس قوة مصر وتاريخها وحضارتها ومزاراتها السياحية المتميزة، بالإضافة إلى أنه يبعث رسالة تؤكد على الأمن والأمان الذي تعيشه مصر خلال هذه الفترة..مشيراً إلى أن البنية التحتية القوية التي تشهدها مصر هذه الفترة سيكون لها دور هام في تحقيق استراتيجية التنمية السياحية وأن تحتل مصر مكانتها التي تليق بإرثها الحضاري والإنساني كمقصد سياحي عالمي
كما تحدث محمد المصري رئيس لجنة السياحة بالجمعية أيضاً عن أهمية قطاع السياحة باعتباره واحدا من أهم أعمدة الاقتصاد المصري وأحد أهم مصادر الدخل القومي من العملة الصعبة، كما أنه يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على العديد من القطاعات الأخرى في مصر، مؤكداُ على أهمية التكامل والتكاتف بين الدولة والقطاع الخاص ودعم ومساندة جميع الأطراف للقطاع لتستعيد السياحة في مصر تعافيها وزيادة فرص النمو وقدرتها التنافسية ومكانة عالمية التي تستحقها على خريطة السياحة العالمية.