بعد ما يقارب ١٤سنة علي الجزء الأول لفيلم أفاتار ،عاد لنا المخرج العالمي و صاحب الارقام القياسية لنجاحات السينما العالمية ” جيمس كاميرون ” بفيلم افاتار 2 بعنوان الطريق المؤدي للمياة (way of water ) تدور أحداث الجزء الاول حول كوكب باندورا و يوجد فيه كائنات خرافية تدعي النافي و هم أصحاب بشرة زرقاء يمتلكون عنصرا جديدا ومهما لبقاء البشر علي الارض وهو عنصر الاوبتيوم و تستدعي البشر، وفي الفيلم اطلق عليهم المؤلف ساكني السماء، القوة العسكرية لحرب النافي علي كوكب الباندورا. ولكن مع تتابع الاحداث يميل بطل الفيلم للبقاء معهم و مساعدتهم ضد بني البشر و أطماعهم .
اما في الجزء الثاني لافاتار فإن بطل الفيلم ويدعي جيك سالي وهو ضابط الحربية و الذي قرر البقاء بجوار النافي يكون اسرة من اربعة اطفال و زوجته و يتبني طفلا آخر من بني البشر و تظهر صورة للعائلة المترابطة السعيدة و تتعايش في سلام مع الطبيعة ، و تتوالي الاحداث لنجد ان سكان كوكب الارض و هم البشر تستدعي قواتها لتهاجم كوكب الباندورا من جديد ولكن هذه المرة لاستعمارهم و تهيئة الكوكب الجديد لنقل سكان الارض إليه بعد تدهور حالة كوكب الارض و لم يعد صالحا للحياة ، ويقود الحملة العسكرية الكولونيل ، كورانش ، نفس البطل الشرير في الجزء الاول ، تحدث مواجهات عنيفة مع سكان الباندورا و هم جنس النافي الازرق و لهذا يقرر ، جيك سالي ، ان يهاجر باسرته الي قبيلة بعيدة عنهم ليهرب باسرته من مواجهة البشر و حربهم و هذه القبيلة الجديده هم سكان البحار و الجزر و المحيطات، وتدعي في الفيلم قبائل ( ميت كاينا ) و يتآلف معهم و لكن تدور الاحداث ،و يحتدم الصراع بين البشر و قبائل النافي في مواجهات عنيفة داخل البحار و خارجها لينتهي الصراع بانتصار النافي علي الحملة العسكرية الاستعمارية القادمة عليهم من البشر ،،وفي اطار عالم من السحر و الخيال السينمائي الواسع باستخدام احدث التقنيات التكنولوجية الحديثة مما ينقل المشاهد لفيلم من مستوي عالمي جديد يعيد لنا صياغة جمالية جديدة للابهار البصري حتي ان المشاهد من فرط الابداع البصري تأخذه الصورة لحالة من التأمل للجماليات و ينسي متابعة السيناريو و الحوارات داخل الفيلم رغم اهميتها لتناول الاحداث
وستجد نفسك أمام انبهار عاطفي وتركز علي الاعجاز في صناعة المشاهد وكيفية صناعتها بكل هذه الرؤية المبهرة ،،كما ان القصة تركز علي أهمية الترابط الاسري و الترابط بين افرادها و العائلات و القبائل ، ويلقي الضوء أيضا علي عيوب البشر و الفكر الاستعماري و فظاعته و كيف ان البشر وجودهم ينهي علي الحياة في عالمهم و ايضا فان مجرد ان وضعوا أقدامهم علي الكوكب الجديد بدأوا في احراق الاشجار وقتل بشكل عنيف للكائنات الحية و الحيوانات المختلفة ،و الفيلم يضع صياغة نقدية جديدة لأخلاقيات الانسان وأطماع البشر و نقض للفكر الاستعماري ،
الفيلم في مجمله تجربة سينمائية فريدة من نوعها وخرافية أيضا و صالح للمشاهدة في العروض السينمائية لجميع أفراد العائلة ونستطيع ان نقول ان فيلم أفاتار الجزء الثاني هو عودة الاسرة العربية لمقاعد السينما العالمية
جاء الفيلم بتقنيات 3D حتي ان بعض دور السينما العالمية استخدمت تقنية رزاز المياة علي المشاهدين و اخراج بعض الادخنة و حركة المقاعد حسب كل مشهد ليوحي باكتمال الاحساس و كأن المشاهد داخل العرض ذاته و بالفعل تتحقق المتعه البصرية و الحسية ايضا و كذلك يحقق متعة للأطفال داخل دور العرض السينمائي ، مدة عرض الفيلم اكثر من ثلاث ساعات متواصلة مما جعل بعض المشاهد و كأنها تكرار للبعض الاخر و هذا ما يضيف للمشاهد مدة اطول لاشباعه من الناحية البصرية و لكنه ايضا احيانا يبعث على الملل ،ولكن متعة المشاهد و الابهار تذيب هذه النقطة ، و بالفعل فان افاتار سيكون نواة جديدة لنجاح فناني السينما العالمية في وضع قصص جديدة مبهرة و ايضا تحمل رسالة هامة و هي (الحفاظ علي الارض ) ومنع الحروب غير المبررة