كتب – د. خالد محسن
للباحث نادر عمر عبد العزيز صدر مؤخرا كتاب “علم الكلام.. ثلاثية النص والواقع والعقل”، عن دار ارتقاء للنشر الدولي والتوزيع، وعرض ضمن إصداراتها معرض القاهرة الدولي للكتاب الجاري 2022.
ويمثل الكتاب إضافة علمية مهمة للمكتبة العربية ولرصيد دراسات علم اللغة والكلام ،برصد تاريخي تحليلي وبرؤية فلسفية معاصرة .
وحول الفكرة المحورية للكتاب يقول المؤلف إن عملية التجديد للموروث الكلامي هي العملية التي تقوم على تحليله تحليلا شعوريا ،ولا يغفل بنيته التاريخية، فالموروث قائم على البنية الشعورية المتراكمة من الماضي إلى الحاضر، الناتجة عن تتابع المسار الحضاري، وما تعانيه المسيرة الكلامية من تأخر وانحطاط إنما هو ناتج عن عملية فصل وإحلال لتركيبة النص والواقع، و إخراجهما من تحت سلطة الإتجاه العقلي الصاعد، مما ترتب عنه إغفال الجوانب الشعورية والنفسية للمنتج والمستهلك لذلك الموروث ،من خلال ثلاثة محاولات معاصرة من أكاديميين أصحاب خطاب نقدي تنويري في حقل الفلسفة الإسلامية.
ويشير أنها جاءت عن طريق مصطفى عبد الرازق رائد مدرسة الفلسفة في جامعة القاهرة، وتكوينه لمشروع فكري متكامل الأركان من خلال منهج تجديدي للتراث الكلامي والفلسفي، وعن طريق محاولة عبد الفتاح الفاوي أحد كبار أساتذة الفلسفة في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ومحاولة من أستاذ للعقيدة والفلسفة جامعة الأزهر وهو سليمان دنيا، وقراءته للغزالي و الفلاسفة المسلمين، فكان مثالاً للتراثي المتعمق.
يشكل الأول المتطلع للفلسفة الأوروبية واهتمامه بالنصوص الكلامية والفلسفية ومحاولته تشكيل منهج جديد للفلسفة الإسلامية ككل، إنعكس عقلياً و عملياً على العلوم الإنسانية الأخرى.
أما الثاني فقد أعاد قراءة التراث الاعتزالي فأنتج قراءة واعية، أما الثالث فالدراسة الأزهرية التراثية كانت لها كبير الأثر عليه، فكانت محاولته للقراءة النقدية البارعة “لتهافت الفلاسفة” للغزالي.