نظم منتدى الصفوة لقاء جديدا بعنوان المرأة بين الحلم والانكسار لمناقشة قضايا المرأة الراهنة في مصر والشرق الأوسط، بحضور الإعلامية اللبنانية ماتيلدا فرج الله والمخرج مجدي أبو عميرة ونخبة من أساتذة الجامعات والمتخصصين والإعلاميين.
قالت د. هالة عثمان، أستاذ القانون ورئيس مجلس مؤسسة أمناء مؤسسة عدالة ومساندة ومنتدى للصفوة، إن المنتدى يسعى للتشبيك مع المبادرات المجتمعية والأفكار والأطروحات التي تفيد المجتمع، بالإضافة للتواصل مع جميع الجهات للتطوير من تجربة المنتدى فى خدمة المجتمع.
أشارت إلى أن قضية المرأة تعتبر من القضايا الشائكة نظراً لكم التحديات التى تواجهها عند نزولها لسوق العمل وتتغلب عليها بإيمانها بقدراتها وحقها في الحياة، مؤكدةً أن التحديات فى البيئة أو الأسرة أو المجتمع مهما كانت فالمرأة تواجهها بكل إصرار حتى تتجاوزها، وأن التشابك مع المؤسسات أصبح ضرورة لإعلاء القيم والأهداف المرحوه من أجل التغير، وللتمكن من قراءة المشهد الصحيح 2021 و2022.
أكدت “عثمان” أن مشكلة المرأة تنقسم بين الوعي والإرادة، فعلى الرغم من وصول المرأة لمنصب الوزيرة والقاضية والنائبة وأماكن كانت محظورة عليها بل وأصبحت رئيسة دولة مثل تنزانيا، إلا أن المرأة مازالت تعانى، موضحة أن الوعي هو أحد سبل التمكين التى تمكن المرأة من نفسها أولا لكى تشعر بأنها رقم صحيح وليست رقم مكمل.
لفتت إلى أن عملها كمحامية فى القضايا الجنائية جعلها تتعامل مع كل بؤر الإجرام، فتعاملت مع الرجل المتهم بشكل جعله ينظر لها على أنها صمام الأمان بالنسبة له، مؤكدة أنه لدينا موروثات مغلوطة يجب معالجتها ففي الظاهر نرى أنها انتهت ولكنها فى الحقيقة متمكنة من الواقع، ويمكن علاج ذلك بتمكين المرأة فى المجتمع الصعيدي بالعلم والوعي والمعرفة.
طالبت رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة بنظرة أوسع وأشمل وأعم لإصابة الهدف في جوهر قضية المرأة، “كل جلسة عرفية يقول الرجل فيها كلمة هي نابعة من مناقشته مع زوجته فلما لا ندعوها للمجالس العرفية ونسمع رأيها، والقيادة السياسية لن تمانع ذلك، ونتحرك بشكل حقيقي وننفذ ما طالبت به مئات المنتديات والمؤتمرات”.
قالت الإعلامية اللبنانية ماتيلدا فرج الله، إن هناك طبقات اجتماعية تطور المرأة وتدعمها، وهناك طبقات كبيرة مازال الجهل متفشيا بها، ونرى فى مجتمعاتنا العقول المتحجرة التى تعنف المرأة، لافتة إلى أن القوانين العربية ذكورية وضد المرأة، وهناك بعض الدول تمنع مشاركة المرأة سياسيا، وأصبح تواجد المرأة فى أى مكان يحتاج إلى معركة على عكس الرجل، بل ونكافح من أجل إثبات أن نجاح المرأة يعتمد على عقلها وليس على جسدها.
أضافت “فرج الله”: أن مصر من الدول التى حققت خطوات كبيرة فى تمكين المرأة بعد أن خرجت من الثورات والأزمات، وستصبح الأفضل فى حال متابعة العمل على الطريق الذي تسير عليه حالياً، بعدما قضت على الإخوان وأتباعهم، لافتة إلى أن الرئيس السيسي قال أنه لن يوقع على قانون يضر بحق المرأة وصدق وعده.
أوضحت الإعلامية اللبنانية أن المرأة فى لبنان لديها حرية ولكن ليس لديها حق قانوني، على عكس مصر التى تقدم الحرية والحق القانوني للمرأة المصرية، فحرية المرأة دون قانون يحميها لا وجود حقيقي لها، والبطالة فى العالم العربي أصبحت أكثر عند النساء، وهناك بعض القوانين التى تدعم المرأة ولكنها لم تفعل بشكل حقيقي.
من جانبه، أكد المخرج مجدي أبو عميرة، أن للفن دور كبير في تجسيد قضايا المرأة في المجتمع وتصدير مشكلاتها للرأى العام ففي شكل دراما، ومن ثم يتجه الجميع لبحث حلول لها، موضحا أنه تناول عظمة وكفاح المرأة المصرية في العديد من أعماله الفنية في الدراما المصرية.
قالت الإعلامية والروائية بسنت عثمان، المدير التنفيذي لعدالة ومساندة ومنتدى الصفوة، إن المنتدى يهتم بمناقشة القضايا التى تهم الرأي العام بشكل متواصل، والعمل على تحقيق العدالة ومساندة الفئات التى تحتاج لدعم كالمرأة والطفل وذوى الاحتياجات الخاصة بالإضافة للقضايا المجتمعية العامة.
أوضحت أن المنتدى يستعد لمشاريع إعلامية دولية تخدم المجتمع خلال الفترة القادمة بالتعاون مع الإعلام اللبناني، ترصد الأصل الذي تخرج منه تحديات المرأة لمعالجته، مؤكدةً أن المرأة الناجحة فى المجتمع واجهت ومازالت تواجه تحديات كبيرة ولكن القيادة السياسية دائما هي الداعم الحقيقي للمرأة في كل المجالات.
أكدت الإعلامية نهى فؤاد، أن هناك نوعين من المرأة، الأولى ولدت منكسرة بلا حلم والثانية واجهت تحديات وحققت حلمها، والتحديات فى سوق العمل تعرقل مسيرة المرأة ومن المرأة لأنها لا تحب من يشبهها ولا تدعمها بل تعتبر عدوتها الأولى، وانكسار المرأة أحيانا يأتى لعدم اكتمال أداواتها، مشددة أن أي مؤسسة لا توجد بها نساء هي خاسرة لأن السيدة لديها قدرة إنتاجية كبيرة.
صرح المؤرخ والكاتب محمد الشافعي، بأن قضية اضطهاد المرأة هي نوع من الرفاهية الفكرية، وأنه لدينا 30 أسرة فى التاريخ الفرعوني فيهم 8 ملكات حكمن المجتمع، وعشرات الملكات كن يتحكمن فى البلاد، وكانت أول طبيبة مصرية وأول قاضية مصرية وهي التى حكمت فى قضية اغتيال رمسيس التالت.
أضاف أنه لو طالبنا بتمكين المرأة يكون من أجل الكفاءة لا من أجل كونها امرأة فقط، موضحا أن الدستور المصري فى عهد ناصر ساوى بين المرأة والرجل فى الراتب عام 1965، بالرغم من أن فرنسا حتى قريب كانت المرأة فيها تأخذ أقل من الرجل فى الراتب لأنها مرأة.
قال د. طارق منصور، وكيل كلية الآداب بجامعة عين شمس، إنه مازال هناك جهلا يعشش في عقول بعضنا كشرقيين تجاه المرأة، ونتعامل مع المرأة على أنها في الصف الثاني دائما وليس الأول بالرغم من ما تقوم به من إنجازات، فهي الأم والزوجة والابنة والأخت اللاتي لا نستطيع العيش دونهن، مؤكدا أن الحل يكمن في التعليم وتوضيح صورتها الحقيقية، وأن التجربة المصرية في تمكين المرأة حققت نجاحا يصعب تنفيذه في كثير من بلاد العالم.
أوضح اللواء أسامة راغب، نائب مدير أكاديمية ناصر العسكرية، أن الحلم طموح ومبتدأ وخبره الانتصار، والمرأة لها دور قوى فى الحياة بشكل عام والتاريخ والأديان يرصدان ذلك، ومنهم والدة الزعيم محمد أنور السادات، التى كانت لا تجيد القراءة والكتابة، وكان يستمد القرار الاستراتيجى من نصائحها التى كانت تلقيها فى أذنه فيصيب بها الإقليم بأكلمه، وكانت تربة خصبة فى التعليم ومنحته ما مميزه من معرفة وثقافة.