»» بقلم ✍️ د.خالد محسن
انبهر أهل المعمورة شرقا وغربا بإحتفالية كأس العالم التي تستضيفها قطر هذه الأيام ، وسط تضامن وتكاتف ودعم من كافة الدول العربية للخروج بها في أبهي صورة،وفي رونق مبهج يليق بالأمة العربية.
ومما يدعونا للأسف والدهشة والحيرة أنه،وتحت ستار دعم حقوق الإنسان ،هناك من يحاول أن يشوه هذه الصورة المشرقة الجميلة ،والتي تزينت بأداء الفرق العربية المبهر في افتتاحيات دوري المجموعات للبطولة، والتنظيم الرائع الذي شرف كل العرب وأصبح مدعاة للفخر والاعتزاز.
كما جاءت الرسالة الحضارية المستقاه من مبادئ ديننا الحنيف وأدبياتنا العريقة، جاءت في ثياب أنيقة من الحب والمودة بعيدا عن لغة التعليمات الصارمة لكل أهل الدنيا ،بضرورة احترام القيم الانسانية الراقية، العادات والأخلاق العربية الأصيلة ،وتجنب تناول الخمور والمخدرات والمشروبات الروحية في الملاعب ومحيطها وفي مختلف الفعاليات الرسمية، علاوة علي منع التظاهرات السياسية ومختلف صور التعصب والتنمر،أو رفع اللافتات المغرضة والشاذة.
وقد صدم الجميع بمشهد إصرار لاعبي منتخب ألمانيا علي وضع أيديهم علي أفواههم قبيل مباراتهم مع اليابان والتي انتهت بهزيمتم بهدفين مقابل هدف.
وجاء اعتراض الألمان علي رفض اللجنة المنظمة وضع “بادج” تأييد حق المثليين في الزواج،والتعاطف مع الشواذ جنسيا!.
بينما أصر مانويل نوير، حارس مرمى المنتخب الألمانيا علي مخالفة قوانين المونديال، مرتديًا حذاء يحمل شعار المثلية خلال المباراة،واتصور أن أسفل الحذاء هو المكان الأنسب لتلك الشعارات والتمائم القبيحة!
وتعود قضية المثليين في ألمانيا إلى الحقبة النازية، مع الكفاح “غير المشرف” لمناهضة التمييز المثلي، حتي تحققت لهم بعض المكاسب العديدة والنجاحات القانونية بألمانيا خلال السنوات الأخيرة،ويحاول المبشرون بزواج المثليين استثمار كل الفعاليات محليا ودوليا لحشد الأنصار والاتباع لهذا الخنا والسخف المزري ،الذي لامثيل له في دنيا الحيوان،حيث تقتصر ممارساته في هذا السياق وفقا لطبيعة وجودية ،لا تتعداها بهذه الصورة المارقة الشاذة!.
وقد تطورت حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسياً (اختصاراً LGBT) في ألمانيا
بوتيرة كبيرة خلال العقود الأخيرة ،و يُسمح للمتحولين جنسياً تغيير جنسهم بصورة قانونية
والاعتراف بزواج المثليين منذ عام 2017، وأقرت السلطات الألمانية حقوق الحماية من التمييز بسبب التوجه الجنسي وما أطلق عليه الهوية “الجندرية” !
بئس الإنسان بهذه المسخ وبهذه الكيفية الشاذة عن حدود العقل والمنطق والكرامة،وبئست حقوقه، وتبقي الحقيقة المرة علي مر الزمن ، فما بين حقوق الإنسان ووهم الحرية الشخصية،وما بين مفهوم الحرية والتحرر مسافات جمة قد تضارع ما بين السماء والأرض.
وأن تكافح من أجل الحرية الحقيقة لوطنك وأن تصبح إنسانا نافعا لمجتمعك، أو أن مبدعا منتجا إيجابيا ، أو من أجل التمسك بقيم أخلاقية سامية،فهذا أمر يقبله العقل والمنطق..
أما أن تناضل من أجل إعلاء قيم شاذة ومبادئ ترفضها قوانين الفطرة الانسانية السوية،فهذا من عجائب هذا الزمان،التي اختلط فيها الحابل بالنابل وتبدلت المعايير..
كما تراجعت القيم أمام هذا السيل الجارف من الابتذال الذي يريد أن يبدل أحوال إنسان اليوم بتقاليع وعادات مقززة تأباها وترفضها وتترفع عنها المباديء والمواثيق الأخلاقية والمجتمعية التي تحفظ للإنسان كرامته وعفته،ومن قبلها كافة الشرائع ولأديان والمذاهب السماوية.
وفي تقديري أن الحرية الحقيقة هي التي تنتصر للقيم والمبادئ السامية وتنهض بالمجتمعات في إطار من التواصل الحضاري واحترام الآخر ومعتقداته وأدبباته والتسامح ونبذ التعصب والعبودية للقيم الشاذة.
،وأحسن الفيلسوف جان جاك روسو قولا:”يولد الإنسان حراً، ولكنه فى كل مكان يجر سلاسل الاستعباد”
ويقول المفكر الايرلندي اوسكار وايلد : ” معظم الناس هم أناس آخرون أفكارهم أراء شخص آخر وحياتهم تقليد وعواطفهم اقتباس “.
ومن فيض فكر الغرب ،الأولي والأنجع أن نقطف ماصفا وندع ما فيه الكدر !!
ويقول عز وجل ملخصا القضية من الألف الى الياء: ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) ابراهيم 9.
ويقول تبارك وتعالي: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) النمل 56
صدق الله العظيم.