أعلن د. علي جمعة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير وعضو هيئة كبار العلماء، أن المؤسسة تعتزم مع نهاية شهر رمضان الكريم الوصول إلى فك كرب 100 ألف غارم وغارمة وعودتهم إلى أسرهم خلال هذه الأيام المباركة، موضحاً أن المؤسسة تسعى للمساعدة في إصدار تشريع يوقف الحبس في قضية الغرم واستبدال عقوبة السجن.
قال رئيس مجلس أمناء “مصر الخير”: إن برنامج الغارمين من البرامج الهامة التى تعمل عليها المؤسسة، مؤكداً أن 80 % من الغارمين داخل السجون المصرية من النساء التي تجبرهن ظروف الحياة على الاستدانة لزواج بناتهن أو علاج أحد أفراد أسرهم أو إعالتهم في ظرف مرض الأب أو غيابه، وقد تتعقد الظروف ولا تستطيع سداد ديونها وتصبح غارمة ويصل بها الأمر لدخول السجن.
أضاف أن مؤسسة مصر الخير تتدخل للمساعدة وفك كرب الغارمة وسداد ما عليها، ولا تفرق مصر الخير بين الغارم أو الغارمة في المساعدة وفك الكرب، ولكن الغارمات هم النسبة الأكبر، وقد استطاعت المؤسسة فك كرب ما يزيد عن 96 ألف غارم وغارمة.
من جانبها، أشادت سهير عوض مدير برنامج الغارمين بمؤسسة “مصر الخير”، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال اجتماعه مع د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، بتدقيق قوائم الغارمين ومنح الأولوية للمعيلات والأرامل والمسنين.
أكدت سهير عوض مدير برنامج الغارمين بمؤسسة “مصر الخير”، أن المؤسسة من أولى مؤسسات المجتمع المدني التي أولت أهمية كبيرة بقضية الغارمين، وخاصة الغارمات المعيلات والأرامل والمسنين، منذ سنوات عديدة.
أوضحت “عوض” أن برنامج الغارمين يعمل تحت رعاية وتنسيق كامل مع وزارة التضامن الاجتماعي بهدف فك كرب أكبر عدد من الغارمين وتمكينهم اقتصاديًا من خلال توفير فرص عمل لهم، أو دخل ثابت لمواجهة أعباء الحياة.
أشارت إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعطينا المثل والقدوة كل اليوم في العمل الجاد والشاق من أجل رفعة وطننا العزيز والغالي مصر، والسعي نحو توفير حياة كريمة ولائقة لكل المصريين، وتقديم الغالي والنفيس لإزالة ألم وآنين المواطنين، وتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا.
أكدت أن فريق عمل برنامج الغارمين بمؤسسة “مصر الخير” يعملون ليل نهار لفك كرب القابعين خلف أسوار السجون بسبب الفقر والجهل والمرض والعوز، والمهددين بالسجن بسبب الديون التي تراكمت عليهم من أجل توفير سبل الحياة لهم ولأسرهم، حتي نجحوا في فك كرب ما يزيد عن 96 ألف حالة من الغارمين والغارمات حتي الآن.
أشارت إلي أن برنامج الغارمين بمؤسسة “مصر الخير” يسعي لغلق دائرة الغارمين والحد من الظاهرة من خلال العمل علي توفير فرص عمل، مشيرةً إلي أنه يمكن القضاء علي العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية مثل الفقر وأطفال الشوارع والجهل والمرض بالقضاء علي ظاهرة الغارمين.
قالت مدير برنامج الغارمين بالمؤسسة: إن بداية عملنا كان بكشف يتضمن ٤٥ حالة في عام 2010، وخلال رحلتنا هذه مع الغارمين شاهدنا ومرت علينا الآلاف من الحالات التي تثبت أن الغارمة ليست مجرمة ولا معتدية ولكنها أم وأخت وابنة ضحت بنفسها من أجل أقرب الناس لها وإنها ضحية في كثير من الأحيان لظروف قهرية مرت بها.
أضافت “عوَض” أن فريق برنامج الغارمين اكتسب خبرة من خلال التجارب والمشكلات التي مر به، لافتة إلي أن الهدف الاساسي لبرنامج الغارمين بمؤسسة “مصر الخير “هو القضاء علي ظاهرة الغارمين ولكن اكتشفنا أن الموضوع يحتاج لتشريعات وأيضا لتوفير فرص عمل تدر دخل علي الأسر الفقيرة لتحميها من الاستدانة وهو الحل السحري للقضاء على هذه الظاهرة، حيث وجود دخل ثابت للأسرة لا يجعلهم يلجوا للاستدانة ومن ثم العودة للسجن مرة أخر.
أشارت إلى أنهم اكتشفوا أن هناك حالات مازالت تدخل السجن كل يوم ومع دخولها تتفكك الأسرة وقد يضيع الأبناء نتيجة غياب عائل الأسرة سواء كان الأب أو الأم أو كليهما.
أكدت “عوض” أن أزمة الغارمين ترجع إلي الجهل والحاجة والفقر خاصة في الظروف الصعبة الراهنة التي تمر بها الأسر الفقيرة والتي تعتمد في دخلها علي فرص عمل موسمية ومؤقتة ونتيجة فقدهم مصدر رزقهم اليومي والاستغناء عنهم وتسريحهم من العمل يفقدوا دخلهم البسيط وأنهم لتلبية احتياجات أسرهم الأساسية يلجئوا إلي الاستدانة ومع ضيق ذات اليد وعدم قدرتهم على السداد تتراكم عليهم الديون ليكون هذا الدين سبب في دخولهم السجن أو التهديد بدخولهم لتنفيذ الأحكام وملاحقة الدائنين لهم وما يترتب عليه من تهديد الأسرة بالانهيار.
أوضحت أنه لحماية هذه الأسر تقوم مؤسسة “مصر الخير” بالتعامل مع كافة الجهات وسداد الدين المستحق علي الغارم أو الغارمة من خلال التبرعات التى تحصل عليها تطبيقا لأحد مصارف الزكاة الثمانية.
التمكين الاقتصادى
أوضحت “عوض” أن مؤسسة مصر الخير مؤمنة تماماً بأهمية التمكين الاقتصادي لهذه الأسر الفقيرة ولذلك تسعي دائما لتوفير مصدر رزق لهم ولذلك أقامت للغارمين أول مصنع للسجاد اليدوى بأبيس بالإسكندرية منذ عدة سنوات، وزاد عددها حتي وصلوا إلي 4 مصانع، كما تم وضع حجر الأساس لمصنع خامس يوفر 5 ألاف فرصة عمل، كما تم إنشاء مصنع للكليم اليدوى باطفيح بالجيزة،
أكدت أنه جاري إنشاء مصنع جديد للكليم بأطفيح أيضاً على مساحة 500 متر ليجمع إنتاج الكليم اليدوى المميز وأيضاً تصنيع العبوات والأغلفة التى يتم وضع الكليم بها في شكل متطور وغير تقليدى ليكون شكله لائق وجمالي ويواكب العصر، ولا شك أن المصنع الجديد سيوفر المزيد من فرص العمل، حيث يستوعب نول الكليم من 2 إلى 4 من العمال للعمل عليه.
أوضحت أن هناك تفكير أن من يتم تدريبهم ولديهم مكان يتم تسليمهم نول في المنزل ليتناوب أفراد الأسرة العمل عليه وقد يشاركهم في العمل أسر تسكن بالقرب منهم وهذا يحقق لهم التمكين الاقتصادي بما يتمشي مع سياسة الدولة.