تعتبر القدس إحدى أقدس المدن عند أتباع الديانة الاسلامية و المسيحية ،، فعند المسلمين ثالث أقدس المدن بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة ،، وهي أولي القبلتين وهي معراج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،، تحررت القدس بعد فتح المسلمين لها ثلاث مرات ،
وترجع قصة مفاتيح القدس الشريف ،، بعد إنتصار المسلمين في معركة اليرموك بقيادة ‘أبو عبيدة بن الجراح ‘توجه أبو عبيدة الي البيزنطيين لحصارهم في القدس الشريف وإمتد حصارهم لمدة ستة أشهر ،،فإنهارت قواهم وجيوشهم و طلبوا الاستسلام و بعد إنتصار المسلمين اصر البطريرك ‘ صفرونيوس ‘ وهو آنذاك بطريرك كنيسة القيامة أن يستلم أمير المسلمين و خليفتهم سيدنا ‘ عمر بن الخطاب ‘. مفتاح المدينة بنفسة ورفض أن يسلم المفتاح لأبو عبيدة ،
، فارسل أبو عبيدة لأمير المؤمنين ليقدم للقدس و بالفعل لبى أمير المؤمنين الدعوة ،، و إرتحل من المدينة المنورة وركب على جمل له ثم إنطلق الي الشام وإستقبلته جيوش المسلمين هناك ،، ثم توجه الي مدينة القدس ودخلها ليستقبله أهلها و سلمه البطريرك ‘ صفرونيوس ‘ مفتاح القدس الشريف ،، ثم عقد بعد ذلك ( العهدة العمرية ) و تضمنت بنود كثيرة حيث أمن فيها سيدنا عمر بن الخطاب أهل إيلياء كما كان_ يطلق عليهم وقته _ علي أموالهم وممتلكاتهم و كنائسهم كما ترك لهم أراضيهم ليزرعوها ويؤدوا الخراج عنها ،، ثم توجه سيدنا عمر رضي الله عنه بعد تسلمه مفاتيح القدس الي مكان المسجد الأقصى فوجده خرابًا بفعل البزنطيين له فأخذ يكنسه مع صحابته وطهره ،، ثم توجه الى مكان الصخرة المشرفة و استشار أصحابه في مكان لإقامة الصلاة فيه فأشار عليه كعب الأحبار أن يكون خلف الصخرة فرفض عمر رضي الله عنه وإختار أن يصلي في المكان الذي يعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلى فيه ليلة الإسراء و المعراج ،، كما رفض أمير المؤمنين الصلاة داخل الكنيسة حتي لا يتخذها المسلمين بعده مصلي لهم .
مفاتيح كنيسة القيامة ،،
تعتبر كنيسة القيامة أهم كنائس العالم لأهميتها في تاريخ ميلاد المسيح عيسى عليه السلام ،، فبعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس سنة ١١٨٧ قام بإرجاع ممتلكات الكنائس الشرقية لأصحابها المسيحيين ،، و تعهد بأن يحذو حذو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالحفاظ على العهده العمرية ،، كما حافظ علي المعالم الدينية المسيحية و بالأخص كنيسة القيامة فعهد بمفاتيحها الى عائلة هاشمية و كانوا في ذلك الوقت شيوخ و علماء بيت المقدس ،، فعائلة جودة تمسك بالمفتاح و تتوارثه ،، وعائلة نسيبة يتولي أحد أفرادها فتح الكنيسة في تمام الساعة الرابعة صباحًا يوميا وتغلق في الخامسة بعد العصر وتتولي العائلتان هذا الشرف بصفة يومية ،، ويتولي حمل المفتاح يوميا متوجها للكنيسة السيد ، أديب بن جواد بن محمد أديب جودة ، ثم تستلم عائلة نسيبة فتح الباب ،، ويزن المفتاح ٢٥٠ جرام و طوله ٣٠ سم وصنع قبل ٨٠٠ عام و كانت هناك نسخة أخري و لكنها كثرت و احتفظ بها السيد أديب جودة ،،
وترجح الروايات أن المفاتيح سلمت للمسلمين بغرض منع الخلافات بين طوائف المسيحية لمن يملك الحق في إمتلاك الكنيسة
والقدس الشريف تعتبر نموزجا للتسامح بين الأديان ،، فلقد دقت كنائس فلسطين دعما لشهدائها الابرار المرابطين للدفاع عن المسجد الاقصى والوقوف صفا واحدا في وجه العدوان ،، فبعد مقتل الصحفية الشهيدة ، شيرين أبو عاقلة ،، انتفض كل مسلمي العالم و مسيحييها حزنا على الفقيدة ودقت الكنائس اجراسها وحملت شيرين علي أكتاف المسلمين و المسيحيين الي مثواها الأخير رغم محاولات العدوان الإسرائيلي ضرب حامليها بوحشية معهودة عليهم في صمت من المجتمع الدولي ،، كانت شيرين مهندسة ولكنها أحبت مجال الاعلام و إختارت فلسطين لتكون صوتا لها و شرفت بان تكون واحدة من المدافعين عن القدس الشريف ،،
رحم الله جميع شهداء فلسطين ،