ما أن تخطو الفتيات عمر الزهور حتى تبدأ بالتحول من صبيات مؤنسات إلي جميلات يبحثن عن حقهن بالحياة ..عمل، سفر اصدقاء، تدريب، تثقيف ادخار!.
ويبقي الحب علامة من علامات الحياة والنضج وبالطبع الشريك هذا البطل الذكورى الذي وإن آتي سريعا أو متأخرا أو بوقته مهم ومنتظر..
بعض الفتيات يتسرعن وبعضهن يتآنين وبعضهن يتأملن حتى لا يتألمن .. وتدور الحياة دورتها التى لا تتوقف لأي سبب ،وتنشغل الفتيات بالعمل، المال، الجمال، الزوج المنتظر، تلهث وراء صفحات الموضة وبرامج التدريب لتعليه المهارات وحواديت الجدات حول الزواج ونظرات الإعجاب وتأملات الأغراب وحسد القريبات …وخوف الآباء ولهث الشباب..
ومن بعيد يظهر الشاب الذي لم يزل صبيا ويتعلق بالجميلة الطموحة يتودد ويتقرب ويحاول ويحب ربما في صمت، وأمام جموح شبابها وروعة أدائها وخفة حركتها وعنف خطواتها نحو المستقبل يبحث الفتى عن طريقة لإبهارها لا يجدها وحلم يحققه لها فلا يتمكن ويفعل المستحيل قبل الممكن والصعب قبل السهل..والشاق قبل البسيط ليفوز بقلب الفتاة فى حين أنها تنشغل تعمل تطمح.. !
وعلي صخرة الواقع تتبدل أحلام الفتى إلي رماد تخرج منه رائحة شواء قلبه وبقايا دخان…فلسبب أوجده هو في عقله. يقرر الانتقام ..عابثا حتى يقيم أدبيات العشق الكلاسيكي وابجديات المحبة المعهودة منذ الأزل وتحدث اللطمة الكبري ويتحول العاشق الولهان لشيطان قاتل ..معلنا كراهية لا مثيل لها متلحفا غضبا لا روية فيه ولا صبر، متشدقا بجنون دموى محلقا في سماء الهوس باثقا علي كل معانى التربية والخير والمحبة والجمال حتى أنه يغفل عن لوع قلب أمه وسمعة لطخت عائلته بأكملها وشرف سلبه من أبيه الذي انحنى ظهره عليه ضاربا عرض الحائط بكل شيء ومن أجل ماذا ؟!
قصة حب لم تكتمل ! وكأن العالم ضيقا إلي هذا الحد والجنون مباح إلي تلك الدرجة والروح رخيصة بهذا القدر !!
..والمؤسف حقا هم هؤلاء المتعاطفين مع الشيطان الذين يبررون الخيانة والقتل والغدر والذبح في وضح النهار والطعن في الظهر بعد ملاحقة.. مجنون بالفعل من يبرر الكراهية ويدعم العنف ويعلل ذلك الخراب ،فمنذ ذبحت فتاة المنصورة تظهر مغدورة الشرقية وتدور رحي الغدر دورتها وبدلا من سرعة العقاب وعلانيته تأتي التبريرات والبجاحات ..ليجد المجنون حقا في جنونه كل دقيقة وشعبية لدمويته وبطولة في غدره .
نرجو سرعة القصاص وعلانية الإعدام حتى لا يجد الشر ملعبا يقضي فيه علي زهور لم تتفتح بعد ويؤد أحلاما ما كانت لتضر أحدا… كما اتمنى التروى ومراجعة الذات من كل بناتنا قبل خوض تجربة الحب الاعمى،والذي أمسي كالإقدام علي الحرب كلاهما يحتاج الكثير من الصلابة والقوة والاستعداد والمثابرة والتروى قبل الإقدام علي منح عاطفتك البريئة ..ولا تتباهى بكثرة معجبيك…فللحب طريق واحد !.
✍️ سارة حماد
الأكاديمية العربية للاعلام