حوار : د.خالد محسن
من أرض الفيروز سيناء الجميلة، يولد الخير والأمل، ومن بين وديانها ورمالها الصافية تتدفق ينابيع إبداع أدب الفيافي، تعانق الفطرة السورية ونقاء السريرة وسحر الطبيعة تحت ظلال أشجار النخيل اليانعة ،ومن فيض ربوع مصر المحروسة تزخر بلادنا بالمنارات والمواهب الأصيلة ومن بينها الشاعر رضوان المنيعي رئيس نادي أدباء البادية بشمال سيناء الحاصل علي عدد من الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير،كان آخرها درع الشعر النبطي من دولة الإمارات العربية.
المنيعي له أسلوب العذب الخاص في نظم الشعر النبطي الثري بالمعاني والعظات ، وربما أصبح لغة خطابه مع الناس ،تعبيرا وانفعالا بالأحداث والمواقف، وله مقطوعات ومجرودات ورباعيات وقصائد في حب الوطن وفي رصد الحياة والإجتماعية والغزل العفيف ووصف الطبيعة وغيرها.
وعبرموقعها الإليكتروني إستضافته جريدة المساء في محاوره بديعة لرصد محطات من حياته والتعرف علي رؤيته وتقييمه لواقع ومستقبل أدب البادية فكانت هذه السطور…
(محطات الإبداع )
* ماذا عن أهم الدوواين والرصيد الأدبي وأبرز الاوسمة والجوائز .. محليا ودوليا وأهم محطات البداية عبر رحلة الإبداع؟!
يقول المنيعي: من فضل الله علينا تم طبع ديواني الأول باسم (رحال) من خلال الهيئه العامه لقصور الثقافة بجمهورية مصر العربية ،وتم طبع ديواني الثاني بعنوان (جرح الزمن) في إمارة الشارقة بالإمارات خلال ملتقي شعراء العرب في حفل كبير بحضور أمراء الشارقه وقد حصلت علي درع الأدب عن الشعر النبطي بالشارقه وتم تكريمي في العديد من الملتقيات والمؤتمرات العامه مثل مؤسسة (بلا أقنعه) ببغداد بدولة العراق من خلال رابطة شعراء الأفروآسيوي وغيرها.
ويضيف المنيعي : وبما أنني أقيم في باديه صحراويه خاليه من اي شوائب وضجيج ، وأعيش صافي الذهن وعاشقا للادب وقد تربيت في أسره محافظه علي الروابط الدينيه والأسريه ، فكان هذا دافعا لإنطلاق قريحة الشعر لدي المستوحاه من جمال الطبيعه الخلابه وسحرها ، مع تأثري بما يدور حولي من أحداث ،وترجمة مافي الصدورعلي السطور ، وكانت هذه بداية الانطلاق مع احتكاكي بالنوادي الأدبيه وحضور الأمسيات والمهرجانات الثقافية والرياضية، مثل مهرجانات سباقات الهجن في السنوات الماضية وغيره.
(إنصهار في قلب الأدب)
وعن مدي انفعال الأديب بهموم الواقع وتداعياتها الأحداث ودور الأدب في دعم التراث والأصالة ومحاكاة الواقع وبث روح الأمل والتفاؤل أردف بقوله: مع تأثري بما يجري ويدور من أحداث بكل صغيره وكبيره لهذا الوطن المترامي الأطراف والذي يعيش في قلوبنا، فقد صقلنا وانصهرنا في قلب الأدب ، فأبدعنا من الأعماق قالبا شعريا متأثرا بحضاره عريقه وتراث ثري عبر الأجيال يحاكي الحاضر ، ولاينسي أصالة الماضي ، مما دعاني أن أصيغ مفردات لغويه من طراز السهل الممتنع ،ولاقت قبولا وحبا لدي المتلقي، الذي إستهواه هذا النوع من القصيد وحب الإطلاع علي هذه الثقافه الحضاريه العريقه.
وفي هذا السياق يقول المنيعي:
عطني جروحك وارقد الليل وخلي جفوني ترقب الضي
ون ضامك الوقت ضمني بالحيل ماعاش اللي يبكيك ونا حي
****
وهذه أبيات من قصيدة يحث فيها علي الإلتزام بروح الأصالة والتحدي والإصرار
لاترجي الناس رجواك فيهم مذله ولايهمونك تري مددهم قصير يفضحونك
لو لقيو عليك زله يحسدونك لو درو أنك بخير
ويتميز المنيعي بالتنوع في شعره ما بين وصف الطبيعة وحب الوطن وورصد الأخلاق الحميدة وذم غلاظ القلب وايضا عتاب الأصدقاء والأحبه وتقديم النصيحة والحكمة والدعوة لمكارم الأخلاقية ودعم السلوكيات الإيجابية وغيرها. يقول المنيعي ناصحا:
احذر تغش الناس لايوم غشوووك خلي صدرك من الضيق صافي
وإياك تقطع ود إلي عادوووك جايز تمر ع الدرب والقدم حافي
ومن أبياته في الشعر الرومانسي النبطي:
هات لي من بيت القصيد لاطاب جرحي بالحشي عليل من بنات حوئ
صابني من سهم الغلا والشوق غلاب وياكثر جرحا منه وبالنار منه تكوئ
لاتسال ويش اللي جري وذاك الأسباب ياكم ذيبا علي فراق خله عوئ
نرتقي فوق السحاب وحنا لهم طلاب وهم يسالو ويش لينا انتم سوئ
حنا اللي ماطنبنا لغيركم ولكم أطناب واللي شرب من كوعه ريقه ماتروئ
ابسألك سؤال وعندك رد السؤال وجواب ؟ ليه الوقت علينا بلوون ؟ وكله علينا ملوئ ؟!
والشعر والأدب التراثي مرآة صادقة للشعوب تعكس همومها وآلامها وطموحاتها، وفي هذا السياق نظم المنيعي أبياتا حول قضية السد النهضة وكبرياء مصر ..يقول فيها:
إن كان السد دخل في الجد ودعيني يامه وصيتك ارضي وعرضي نيلي
وحقي ابني ابا وجد الجد وحياتك مش هعود غير ترضي
ماعاش اللي يلوي ذراعك يا أم الوووووود
ولادك خير جندي ف سماي وأرضي ومش هسمح لكل من قال ورد
سيف العداله يانيييييل لابد يقضي شعب مصر العظيم
.. ياشباب العلا والمجد الشهاده لأجل نيلي زي فرض
(روح الفريق الإيجابية)
وعن المنافسات الشريفة بين الأدباء والمبدعين يقول المنيعي: نحن في بادية شمال سيناء بمصر كأدباء في الباديه نعيش في جو وروح من المشاركه الوجدانيه بمعني أدق روح الفريق، وحتي في المسابقات تجد الروح الإيجابيه والمشاركه الأدبيه الراقيه الخاليه من أي شوائب أو أحقاد تغص الأذهان والقلوب ولانتكالب علي حفنه من مال أو منصب ، بل الغالب هو الاحترام المتبادل وهذا مايميزنا عن غيرنا. ولذا فالنجاح سماتنا والتألق هدفنا والأدب غايتنا ، فإذا أردت أن يحبك الناس فازهد فيما هو بأيدي الناس ، وقد شاركت في أغلب المهرجانات داخل المحافظه او خارجها وفي مؤتمرات أدباء مصر .. والكل من فضل الله علينا يعرفني ، وبما أنني أعيش علي بوابة وحدود مصر الشرقية اقسمت بالله قسم الولاء والانتماء ومنذ صغري أن أكون دوما جنديا من جنود مصر الأوفياء الذين لاتغفل أعينهم عن حماية كل حبة من تراب هذا الوطن ولي شرف الخدمة بالقوات المسلحه بسلاح المدرعات ،وأعتز بالوطن الذي يعيش في قلوبنا.
(إكتشاف المواهب)
وعن جهوده في دعم الحركة الأدبية وتشجيع المواهب الجديدة والأدباء الشبان يواصل المنيعي حديثه:
أجوب المحافظه من أقصاها إلي أقصاها مع زملاء وأدباء آخرين لنكتشف المواهب بالمدارس والجامعات ودور الثقافه ومن فضل الله أسهمت في تأسيس نوادي أدب الطفل ،وعندي عدد كبير من الأدباء الصغار بفرع ثقافة شمال سيناء ،وأقوم بالتنسيق مع إدارة ثقافة شمال سيناء وهو عمل تطوعي، هدفه الأول صقل المواهب وتنميتها أدبيا وفكريا .
(دور الدولة)
وعن دور وزارة الثقافة في رعاية ودعم الحركة الأدبية بشمال سيناء أضاف المنيعي : كلمة حق تقال أن الدوله لاتبخل علي الثقافه بصفة عامه وبشمال سيناء خاصه حيث تم افتتاح صرح الفكروالأدب والفن في شمال سيناء ،وهو قصر ثقافة شمال سيناء الذي انتظرناه منذ زمن وقد حضرت الافتتاح وزيرة الثقافه ومحافظ شمال سيناء وعدد كبير من كبار المسؤلين بالدوله والهدف الأسمي إعداد جيل جديد نرتقي به في أوج العلا ، بأدبه وأخلاقه.
( التجديد ومواكبة العصر)
وعن ملامح التجديد في أدب البادية وأهم رموز شعراء البادية يقول المنيعي: وللعلم نحن في بادية سيناء ،نتطور ونواكب التجديد ، وإستيعاب فكر وإتجاهات عولمة الثقافه، ومابها من تطور فأصبحنا نواكب عصر التكنولوجيا ، ونوظف التقنيات الحديثة في خدمة الأدب والأدباء ، ولله الحمد لنا مالنا وعلينا ماعلينا .
ولنا أدباء في الباديه بكل فخر مثل الشاعر الكبير منصور القديري وسعيد الدواغره وشاعر المليون عطيه المرزوقي والشاعر سلمي الجميعاني ومسعد بدر وأبو نوره الإحيوي ، ورحم الله امير شعراء الباديه في مصر عامه “عنيز ابوسالم.
(مضافة السواركة)
وعن دور مضافة السواركة في دعم الأدب الشعبي وإكتشاف المواهب الجديدة يضيف : ولاجل الحفاظ علي تراثنا قررنا أن يكون له مرجعيه تعود علي ابناء الوطن وتبني لنا رصيدا وتراثا وتاريخا للأجيال فتم تأسيس مضافة السواركه بالوطن العربي عامه وتولي منصب المشرف الأدبي بها وقد تشرفنا وأخذنا علي عاتقنا نشر الأدب والمحافظه علي تراث الأمة وتعليم الأجيال أن لنا وطن نفتخر بحضارته وقد انتهزنا هذه الفرصه في مجاراة المضافه بطرح قصائد اسبوعيه يوم الجمعه وقد اكتشفنا الكثير من المواهب الشبابيه والمحبين للأدب عامه ومعنا أساتذه في الأدب والنقد مثل أ.دعزه الصيفي الأستاذ ه بجامعة الازهر ،ويشرفنا أيضا عدد كبير من كبار شعراء الوطن العربي مثل عبيد الدبيسي من السعوديه وهو من أشهر مؤلف المطربين الكبار بالوطن العربي مثل طلال مداح ومحمد عبده وغيرهما.. ولنا الفخر أن تستضيف مصر مثل هذه القامات.
(تجارب ونصائح)
وعن أهم نصائحه ،وخلاصة تجاربه لجيل الشباب من كتاب القصة والشعر الحروالنبطي ينهي حواره بقوله:
وبما أننا نتعلم فمازلنا علي شواطي البحر وأنصح جميع الشعراء أن يزاحموا العلماء بركبيتهم وأن ينصتوا إليهم بآذانهم، ولا تستبق الحدث وثابر وأكثر من القراءة لجميع الشعراء والأدباء وتعلم ثقافة التعلم من الغير ، ثم حاول أن تكتب واطرح ماتكتب علي أهل الخبره ، واعتز بنفسك وكن فخورا بوطنك ، وحافظ علي قلمك فهو سلاحك واياك ولسانك ، فهو حدك واعلم أن أحلامنا هي مايسطرها أقلامنا فكن صادق الكلمه ، وأمينا عليها كأمانتك علي وطنك عاشت مصر حره أبيه وعاش قلم يحمي امه.
ويظل الأديب ضمير الأمة المعبرالأمين عن نبضها، وأحد أهم روافد القوي الناعمة الداعمة للعمل والقيم الإيجابية وحب الوطن.