صدرت حديثًا الطبعة الثانية والثالثة من بعض مؤلفات للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وأستاذ فلسفة الدين، ومنها: “للوحي معان أخرى”، و “صراع الروح والمادة في عصر العقل”، وذلك بعد نفاد النسخ الأولى، ويشارك الدكتور الخشت في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 53، بعدد من الإصدارات المتنوعة التي تناقش قضايا عصرية منها : “تطور الأديان”، و “أخلاق التقدم” وتُطرح جميعها بصالة 1 جناح B46 وصالة 2 جناح B56 خلال فترة المعرض من 26 يناير حتى 7 فبراير بمركز مصر للمعارض الدولية.
“صراع الروح والمادة في عصر العقل”
يفتح الدكتور محمد الخشت في هذا الكتاب الملفات المسكوت عنها ويعيد تفسير تاريخ الأفكار ويقدم نقدا صارما للفكر الغربي وفلاسفته الكبار ويكشف عن الثغرات في فلسفاتهم، كما أنه يحلل وينقد من منظور عقلاني موقف فلاسفة عصر العقل الأوربي من حقيقة الوجود: هل هو مادي أم روحي أم أن الحقيقة تكمن في شئ آخر لا هو مادة ولا روح؟.
“للوحي معان أخرى”
يهدف الدكتور الخشت في هذا الكتاب إلى الكشف عن كل معاني الوحي ومنابعه ووسائله في الديانات بكافة أنواعها، ويثبت عقلانية مفهوم الوحي وعدم تعارضه مع العقل النقدي ولا مع المنهجية العلمية. ويظهر المعاني غير التقليدية بالرجوع الى الكتب المقدسة ، ويكشف عن أوجه التشابه والاختلاف حول طبيعة الوحي في الأديان ووسائل الوحي، كما يكشف الاختلافات بين الأديان في طبيعة الوحي ووسائله حيث توجد أشكال متنوعة للوحي مبرزا الاختلافات بين الديانات الإبراهيمية، ويتناول الكتاب أشكال الوحي في بعض الأديان البشرية التي تنسب إلى مؤسس أسطوري، لافتًا إلي وجود بعض الأديان البشرية التي لا تلجأ إلي الوحي بالمعنى التقليدي.
“تطور الأديان”
ويطرح الدكتور الخشت في كتابه “تطور الأديان” رؤية جديدة في توظيف المناهج العلمية والفلسفية الحديثة في دراسة الأديان وهو يقدم في هذا الكتاب نظرية جديدة تجمع بين الإيمان ومفهوم التطور، ويقدم أول مقارنة شاملة بين الأديان والفلسفات ويتحول معه علم مقارنة الأديان من مجرد «علم وصفي» إلى «علم نقدي فلسفي» يجمع بين الوصف العلمي والتحليل النفسي والنقد العقلي الملتزم بمعايير المنطق، ويوظف تلك المعايير في أشكالها الأكثر تطوراً في عصر الحداثة وما بعدها، كما يحلل الدكتور الخشت من منظور نقدي إجابات الأديان على هموم الإنسان الأزلية؛ الإنسان .. من أين؟ .. وإلى أين؟، العالم .. لم كان؟.. ما حقيقته؟.. وإلى أين يسير؟.
“أخلاق التقدم”
أما كتابه “أخلاق التقدم” فيدخل به الدكتور الخشت في صميم إشكالية التقدم والتخلف، ويلقي الضوء على أسباب تخلفنا موضحا أنها ترجع في المقام الأول إلى سيادة أخلاق التخلف المسيطرة على سلوك البعض والتدين الزائف الذى يحكم التعاملات الإنسانية والتجارية. ويقدم فيه الدكتور الخشت أخلاقيات التقدم بوصفها الأساس الذى لا يقوم بدونه أى مشروع نهضوى كبير، وأخلاق التقدم هى أجندة أخلاقية تحتوى على مجموعة من السلوكيات والممارسات والأساليب التي لا غنى عنها لتحقيق التقدم في معناه العام، التقدم الحضاري والثقافي والعلمي والسياسي الذى يصنع مجتمع الرفاه والعدل في عالمنا العربي الإسلامي بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة.
عن الدكتور محمد عثمان الخشت
ويعد الدكتور محمد عثمان الخشت فيلسوف عربي معاصر، ومن كبار محققي التراث الإسلامي حيث بلغت تحقيقاته 24 كتابا من أهم كتب التراث، وتبلغ مؤلفاته العلمية 41 مؤلفًا في الأديان والعلوم الإنسانية والشرعية، وترجمت بعض مؤلفاته وأبحاثه لعدد من اللغات منها: الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والإندونيسية، وبعض اللغات الأفريقية، وأصدر باحثون عرب وأجانب عن مشروعه الفكري أكثر من 100 بحث علمي محكم ورسالة ماجستير ودكتوراه.
وصنفه كرسي اليونسكو للفلسفة قبل ان يتولى رئاسة جامعة القاهرة ضمن الفلاسفة العرب المُعاصرين في موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة في 2017، كما أصدر اليونسكو مجلدًا كاملًا عن فلسفته في 2020، وكرمه العلامة بن بييه مفتي دولة الإمارات لكتاباته وجهوده البارزة في تجديد الخطاب الديني نشر وترسيخ ثقافة السلام والتسامح والتعددية وقبول الآخر.
وإلى جانب رئاسته حاليًا لجامعة القاهرة فهو عضو في عدد من المؤسسات العالمية والعربية والمصرية، منها لجنة العلوم والابتكار بجامعة شنغهاي جياوتونج، وعضو المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وعضو المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وعضو مجلس إدارة مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف، وعضو مجلس أمناء أكاديمية الأوقاف المصرية لتأهيل وتدريب الأئمة، وعضو بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو مجلس أمناء جائزة بن راشد للمعرفة.