تسترا بحرية الإبداع والتفكر، هناك من يصرون علي افتعال الأزمات من وقت لآخر في مصرنا الآمنه المحروسة ،ويسعون حثيثا للمساس بقضايا عقيدية وفقهية محسومة ، ولا تقبل الجدل العقيم والقيل والقال، تارة بإثارة قضية الحجاب وأخري بطرح إشكاليات التراث والتشكيك في كتب وروايات أئمة الفقه وكبار رواة الأحاديث كالإمام البخاري ومسلم وغيرهما.
هؤلاء لا يعرفون إلا لغة الإدعاء والكذب والهدم والتنكيس ،ولا يفقهون معني البناء والغرس الإيجابي ،وتحت مظلة حرية النقد والتعبير يستبيحون نقد وجرح كل فكر ، لا بهدف التصحيح إنما بغية التضليل والتربح، وترويج أفكار مسمومة وشاذة ،تخدم دعاة التغريب وتؤسس للتحلل التدريجي من الدين والأسرة والوطن والهوية.
ولا أجد مبررا مقنعا لمحاولات التطاول المستمرة علي الأزهر الشريف والمزايدة والنيل من شيخ الأزهر العالم الجليل الأمام الدكتور أحمد الطيب بين الفينة والأخري ،اللهم إلا لخدمة أغراض المرجفين والمشككين في تراثنا ، وأحيانا جرأة تفسير تعاليم ومباديء ديننا الحنيف وفقا لهواهم وخيالتهم علاوة علي محاولات لي أعناق الآيات وتفسير الأدلة القرآنية وفقا لرؤي علمانية مستهجنة وغريبة!
لا ريب أنه لا تعارض بين الأدلة العقلية والنقلية.. وأن الإمام الطيب سيظل كما هو الأزهر نموذجا للحكمة والوسطية والتسامح والإعتدال، حاملا لواء الحق ،مدافعا عن قضايا تجديد وتحصين الفكر الديني بمنظور عصري راشد.
أما قضية ضرب الستات أو بالأحري الزوجات ،فقد قتلت بحثا وتفسيرا وبيانا، ومفادها الضرب التعزيري غيرالمبرح كنوع من إظهار الغضب تجاه الزوجة الناشز التي تتعمد العناد وإغضاب زوجها بعد النصح والتوجيه والإرشاد والترفق بغية إصلاحها قبل قرار التسريح بإحسان.
الحياة بين الزوجين قوامها المودة والرحمة والتعاون ، والعلاقة السوية كما يراها الاسلام ليست علاقة تجارية بحته،ولم تكن يوما معركة حربية أو ساحة لصراع وقتال بالمحاكم وأقسام الشرطة، لكنها مشاركة فعالة وتحمل مشاق الحياة ومشكلات الأسرة بإيجابية وتفهم وصبر جميل.
عفوا معشر المرجفين.. دعاة التنوير الظلامي.. الخائضين في إشعال الفتن ونشر الأخبارالسيئة.. لن نجاريكم في غيكم وفتنتكم طويلا .. ويكفينا قول الحق تبارك وتعالي( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) الأحزاب 60 . وقوله عزوجل: (قُتِلَ الخَرَّاصُونَ) الذاريات10، أي لعن المكذبون بهذا الدين وتعاليمه الناكرون لقيمه الساعين بين الناس بالفتنة وتعكير صفو النفوس والقلوب.
نقول للمشككين لن ننتظر . الآسن ماء عذبا فراتا.. ولن نتعلم صحيح الدين إلا من معينه الصافي ..القرآن الكريم والسنة المشرفة ،وإجماع العلماء وفلاسفة ورموز الفكر الإسلامي المستنير.. حنانينكم..هدانا الله وإياكم سواء السبيل.