بقلم د. أشرف رضوان
أصبح لقاح كورونا يمثل هدفا مهما لدى جميع فئات الشعب حيث ربطت بعض المصالح الحكومية بين تلقى اللقاح وبين أداء الخدمة للمواطن بناء على تعليمات رئيس مجلس الوزراء أنه لن يتم دخول أى مواطن إلى المنشآت الحكومية بدون كارت التطعيم لتقديم ما يفيد أنه تلقى اللقاح وأنه أصبح لا يشكل خطرا على العاملين والمواطنين من حيث العدوى .
وعلى الرغم من إيجابية هذا القرار فإن الكثير من المشكلات قد واجهت المنظومة الصحية . ففى الآونة الأخيرة تردد استغلال بعض النفوس الضعيفة احتياج المواطنين لكارت التطعيم وقاموا بالمتاجرة به ولم يظهر هذا التزوير إلا عند الدخول على سيستم الوزراة عندما يرغب المواطن فى استصدار الـqr كود لغرض السفر فيكتشف عدم تسجيله على السيستم وأنه لم يتلق اللقاح من الأساس ومن هنا تبدأ المشكلة مع الجهة المسؤولة عن استصدار كارت التطعيم حيث تكون متهمة بالتزوير أو التواطؤ . وتبدأ رحلة العذاب مع المواطن لكى يدخل على السيستم على الرغم أنه تلقى اللقاح ولكن بدون تسجيل . وهذا الأمر ربما كان دافعا لإلغاء ختم شعار الجمهورية على كارت التطعيم بقرار من الإدارة ولكنه قرار غير مدروس بصورة كاملة إذ أنه تسبب فى حرمان المواطنين من انجاز مصالحهم . فهناك بعض الجهات الحكومية مثل الشهر العقارى والمحاكم والبنوك والمستشفيات وغيرها تصر على الدخول بالكارت مختوما بختم شعار الجمهورية وقد أدى إلغاء ختم شعار الجمهورية على الكارت إلى صدام بين المنشآت الطبية والمواطنين لدرجة التراشق بالألفاظ وقد يصل الأمر إلى الاعتداء باليد . فمعظم المنشآت الحكومية لا تعترف بختم المنشأة البيضاوى إذ أنه من السهل تقليده ولن يكون كافيا لإثبات تلقى جرعات التطعيم .
وفى الآونة الأخيرة تردد الكثير من المواطنين على المنشآت الطبية للحصول على ختم شعار الجمهورية على كارت التطعيم للموافقة على إجراء عملية جراحية . وبذلك يكون الوضع بالغ الصعوبة لانه يرتبط بمصير إنسان لابد من إجراء جراحة عاجلة له وقد تكون لإنقاذ حياته . من هنا كان من المنطقى أن يكون هناك تنسيق بين وزارة الصحة والمؤسسات الحكومية المختلفة من أجل حصول المواطن على الخدمة بدون عراقيل وحتى الآن لا يزال المواطن ضحية لعدم التنسيق ليقضى معظم أوقاته بين اروقة المكاتب من أجل الحصول على ختم شعار الجمهورية لإنجاز بعض المهام الخاصة به .
ومن ناحية أخرى يعانى الكثير من المواطنين من عدم دخوله على سيستم وزارة الصحة على الرغم من تلقيه جرعتى التطعيم ولم يكتشف هذا الخطأ إلا بمحض الصدفة عندما يحتاج إلى استخراج الqr كود من أجل السفر ولم يجد له بيانات على السيستم ليبدا رحلة العذاب من أجل إدخاله على السيستم مرة أخرى. وقد يؤثر هذا الخطأ على تأجيل السفر بالنسبة للمواطن .
أما المشكلات الحديثة التى ظهرت مؤخرا فهى توزيع المواطنين فى الجرعة الثالثة على مكان جديد لم يتلق فيه المواطن الجرعتين الأولى والثانية من قبل لدرجة أن بعض المواطنين يقومون بالتعدى على الفريق الطبى فى المنشأة التى تم أخذ تطعيم الجرعة الأولى والثانية فيها لهذا السبب ظنا منهم أن الأمر بيدهم لكى يكتشفوا أنها تعود إلى منظومة سيستم الوزارة ولا دخل لهم فيها .
لهذا لابد من تشكيل لجنة فى وزارة الصحة لبحث كل هذه المشكلات وإيجاد حلول لها من أجل التيسير على المواطنين واختصارا للأوقات المهدرة على المنظومة الطبية وعلى المواطن .