تطوير المرسى .. وتطعيم العاملين بالفنادق ضد فيروس كورونا
إيقاف رخصة أى منشأة سياحية تسرح العاملين .. وخصم 50% على تذاكر الطيران و 40 % للإقامة فى الفنادق
الأقصر – محمد صلاح
استعدادات على قدم وساق تجرى داخل المنشآت السياحية بمحافظة الأقصر التى تمتلك ثلثى آثار العالم، استعدادًا للموسم السياحى الجديد.. حيث انتهت وزارة السياحة والآثار من تطوير المرسي السياحى الذى تحول إلى تحفة فنية تسر الناظرين.. وتتواصل الاستعدادات داخل المنشآت السياحية التى تحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية وإعداد كشوف بأسماء العاملين تمهيدًا لحصولهم على لقاح كورونا لخلق بيئة صحية آمنة تضمن سلامة الجميع.
خبراء القطاع السياحى من أساتذة كلية السياحة والفنادق أكدوا على ضرورة خلق أنماط سياحية جديدة تعتمد على الترويج للبالون والمؤتمرات السياحية والحرف التقليدية مع استغلال السوشيال ميديا فى الترويج، فضلًا عن تقديم حوافز تشمل خصومات على تذاكر الطيران والإقامة داخل الفنادق من أجل جذب السياح وزيادة التدفق السياحى.
“المساء” تابعت استعدادات محافظة الأقصر لاستقبال الموسم السياحي الجديد .. وفى البداية أشار محمود حسان مدير عام مكتب وزارة السياحة بالأقصر، أن جائحة كورونا أثرت على حركة السياحة فى العالم بشكل عام وفى مصر بصفة خاصة، وبالتحديد محافظتي الأقصر وأسوان، لافتًا إلى أن جولات وزير السياحة فى البلاد الخارجية لتنمية حركة السياحة سوف نجنى ثمارها بداية من الموسم القادم الذى سوف يشهد زيادة كبيرة فى نسبة السياحة فى مصر وخاصة محافظة الأقصر باعتبارها الواجهة السياحة الأولى فى مصر والعالم.
وأكد أن كافة المنشآت السياحية تحتفظ بكامل قوتها من العالمين بها، وأنه لم يتم تسريح أى عامل من العاملين داخل القطاع السياحي، وإذا ما ثبت على منشأه سياحية إنها سرحت عاملين لديها يتم اتخاذ إجراءات قانونية ضدها تصل إلى إيقاف رخصة المنشأة وغلقها.
وأوضح: أن هناك اتفاقية بين وزارة الصحة والسياحة لتطعيم العاملين بالمجال السياحي والتي تم تطبيقها إلى الآن في مدينتي الغردقة وشرم الشيخ وجارى العمل على تطبيقها فى محافظتى الأقصر وأسوان، على أن تقوم المنشأة السياحية بإرسال كشف بأسماء العالمين بها إلى وزارة الصحة والتي بدورها تكلف لجنة لتطعيم العاملين بهذه المنشأة.
وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية، أكد “حسان” أن هناك لجنة مشتركة بين وزارتي الصحة والسياحة لعمل معاينات وإعطاء شهادات صلاحية لجميع الفنادق الثابتة والعائمة التي تم إعادة فتحها بعد توقفها بسبب جائحة كورونا للتأكد من تطبيقها للإجراءت الاحترازية الكاملة لمواجهة كورونا وعمل غرف عزل بداخل كل منشأة لعزل من تظهر عليهم أعراض كورونا إلى أن يتم فحصة من وزارة الصحة ونقله إلى مستشفيات العزل إذا ما تم التأكد من إصابته بالفيروس، كما أن هناك لجان دورية على هذه المنشآت لمراقبة مدى تطبيقها لهذه التعليمات.
وأضاف قائلًا: إن فترة ركود الحركة السياحية في الأشهر الماضية نتيحة تفشى وباء كورونا، تم استغلاها بشكل ايجابى لتطوير الممشى السياحي الذى أصبح عبارة عن تحفة فنية تتفق مع عراقة وحضارة الأقصر، إضافة إلى الإنتهاء من المرحلة الأولى لتطوير المرسى السياحي مجهزة بكافة وسائل الدفاع المدني بطول 450 متر يمتد بداية من متحف التحنيط وصولا إلى بنك الإسكندرية وجارى الإنتهاء من المرحلة الثانية بنهاية شهر يونيو الجارى.
وقال أشرف جلال مدير عام مكتب تنشيط السياحة بالأقصر، أن الدكتور خالد عناني وزير السياحة والمهندس أحمد يوسف مدير هيئة تنشيط السياحة يقومان بعمل عدد من الجولات الخارجية وخاصة في الدول الأوربية بهدف جذب السياحة، مشيرًا إلى أن الهيئة قامت بإطلاق عدد من المبادرات مثل مبادرة “قطار الشباب، واعرف بلدك، واكتشف الصعيد” والتي من شأنها تعزيز حركة السياحة والداخلية والتي تكون بالاشتراك بين هيئة تنشيط السياحة ووزارة الطيران ووزارة الشباب والرياضة وغرف المنشآت الفندقية.
أضاف: أنه يتم الاستعانة في الترويج لهذه المبادرات بالمدونين السياحيين المشهورين على السوشيال ميديا لعمل ترويج لهذه المبادرات والتي تقدم خصومات بنسبة 50% على تذاكر الطيران وبنسبة تصل لـ 40 % للفنادق كما أن هناك تخفيض ودعم كبير للشركات السياحية فيما يتعلق بالسياحة الخارجية ودعمها من صندوق السياحة، وتقديم كافة السبل لجذب السياحية الخارجية، كذلك قامت الهيئة بعمل عدد من الأكشاك المتواجدة في المطار والمعابد الأثرية والسوق السياحي لتقديم المساعدة للسياح والرد عن استفساراتهم أو مساعدتهم في حالة تقديم شكاوى.
أما محمد محمود مدير الفندق العائم “البلو شادو 2″ فقال: إن وزارة الصحة والسياحة قامت بعمل تفتيش وفرض عدد من الإجراءات الاحترازية بعد التوقف الذى استمر لشهور بسبب جائحة كورونا، وطالبت الوزارة الفنادق بأن لا تزيد نسبة الإشغال عن 50 % من القدرة الاستيعابية، كما أن الوزارة شددت على ضرورة استخدام المطهرات بنوعيها ” كحول- جيل” ووضعها فى الأماكن العامة التى يتواجد فيها النزيل وضرورة استخدام الماسكات لكل من العاملين والنزلاء، كما أن الوزارة شددت على ضرورة تحقيق التباعد الاجتماعي وتواجد عدد محدد من النزلاء داخل المطعم أثناء تناول الوجبات حرصًا على سلامة الجميع.
وأكد الدكتور شافعي توفيق، أمين المعهد العالي للسياحة والفنادق “إيجوث” بالأقصر، أن مدينة الأقصر بدأت تشهد فى الوقت الحالي زيادة ملحوظة فى نسبة أعدا السياح مقارنة بالأشهر الماضية، ولابد على وزارة الصحة أن تكون أكثر شدة فى تطبيق الإجراءات الاحترازية داخل المنشآت السياحية للحفاظ على العاملين والنزلاء بهذا القطاع، وعمل لجان لفحص هذه المنشآت خاصة الفنادق العائمة وما يتعلق بصيانتها وأثاثها فهي تتأثر بالوقوف لفترة طويلة.
وأشار: إنه في سبيل دعم وتنشيط السياحة بالأقصر يجب على شركات السياحة أن تقدم عروض وحوافر للسياح تتمثل فى عمل خصومات على البرامج السياحية مع المحافظة فى الوقت ذاته على نوعية السياح، وأن تقوم وزارة السياحة بعمل سيطرة ورقابة على شركات السياحة خاصة الإلكترونية والتأكد من مدى تطبيقها لأسعار العروض المقدمة وتنفيذ السياح لكافة المواقع الأثرية والسياحية، حتى لا يحدث تصادم بين السائح والشركة، ويجب على هذه الشركات فى سبيل تنمية السياحة الداخلية أن تقدم عروض مناسبة للمؤسسات والشركات الكبرى لعمل رحلات واكتشاف مدينتي الأقصر وأسوان.
وأوضح الدكتور خالد سيلمان الأستاذ المساعد بقسم الدراسات السياحية بكلية السياحة والفنادق بجامعة الأقصر، أن محافظتى الأقصر وأسون تعتمدان بشكل أساسي على السياحة الثقافية، ولابد من تنمية أنماط سياحية أخرى والإستفادة منها فى تنشيط حركة السياحة فى مدينة الأقصر، والتى منها سياحة البالون وسياحة التسوق والإستفادة فيها بالسوق السياحي والمركز الثقافي النوبي وما بهما من منتجات حرفية ويدوية ونوبية وكذا إقامة فاعليات لماراثون الدراجات والجري ونقل المؤتمرات العلمية من الجامعة إلى المناطق الأثرية بالأقصر وكذلك المؤتمرات الثقافية والتسويق الصحيح لهذه الأنماط من خلال الوسائل التقليدية والالكترونية والإستفادة من مواقع السوشيال ميديا باعتبارها الواجهة الأولى الآن لكافة الفئات العمرية لمتابعة الأحداث.
وأضاف: إنه لابد من إتباع إرشادات وزارة الصحة فيما يتعلق بتطبيق الإجراءات الوقائية وتطبيقها فى الشوارع والفنادق ووسائل النقل والسوق السياحي والفلوكات وضرورة وجود متابعة دورية لمعرفة مدى تطبيق هذه الإجراءات من عدمها.