أكتب هذا المقال قبل المباراة النهائية لبطولة الأمم الأفريقية بالكاميرون، وبصرف النظر عن نتيجة لقائنا مع منتخب السنغال القوي فقد قدم منتخبنا أداء مرضياً لجماهير الكرة والنقاد في آن واحد.
وأتصور أن من حق “كارلوس كيروش” المدير الفني ومعه جميع أعضاء جهازه المعاون أن نرفع لهم القبعة ونعتذر عما صدر في حقهم من إنتقادات ومطالبات متسرعة بالإقالة لمجرد أن الرجل حاول تطبيق فكره وتجربة عدد من اللاعبين في أكثر من مركز خلال مباريات البطولة العربية “الودية” رغم أنه ذكر بوضوح وقتئذ أنها بطولة تجريبية لايسعى للفوز بها.
لقد وضع كيروش”تارجت” لمهام عمله وأهم محور فيه يتمثل في اختيار توليفة من اللاعبين المحترفين والمحليين في حدود المتاح ليكونوا قوام المنتخب في البطولات المختلفة وتحمل الإنتقاد جراء استبعاد عدد من اللاعبين أو ضم آخرين وقد أثبت أن لديه رؤية و”عينه حلوة” في فتح دائرة الإختيار وعدم اقتصارها على الأهلي والزمالك مثلما كان يحدث من قبل.
كما عبر خلال المباريات الرسمية التي خاضها وحقق فيها نتائج مرضية عن قدراته ــ والجهاز المعاون ــ على التحضير الجيد للمباريات وقراءة طرق لعب الخصوم وهو ماوضعنا في مكانة أفضل من العديد من المنتخبات التي كنا نخشى مواجهتها مثل كوت ديفوار والمغرب وأخيراً الكاميرون منظم البطولة.
إفتكاسات كيروش التي كانت مثار انتقاد الكثيرين هي التي أوصلتنا الى تلك التوليفة من اللاعبين وهذه النتائج التي أسعدت جماهير الكرة والمصريين بشكل عام، ومن الضروري أن نقدم له الدعم ليستكمل تجربته والمتمثلة في إعداد جيل ذهبي للكرة المصرية وهو “التارجت” الذي يسعى اليه ويستطيع تحقيقه.
***
كنت في زيارة للإسكندرية خلال فترة تولي اللواء عبد السلام المحجوب مهام المحافظ ودار حديث بيني وبين سائق التاكسي الذي أقلني من محطة القطار عن الطفرة التي تعيشها عروس البحر المتوسط وعندما تطرق الحديث الى المحافظ الجديد، إذ به يرد بتلقائية قائلاً: “المحبوب”.
هكذا كانوا يطلقون عليه حيث تعامل مع مواطني الثغر بروح مختلفة سواء من حيث العمل المتواصل لتحقق العاصمة الثانية في عهده العديد من الإنجازات والطفرات أو بالتواجد الدائم بين المواطنين والإستماع الى مشاكلهم والعمل على حلها، وهو ماكان مثار إعجاب مواطني المحافظة بل والمحافظات الأخرى.
لقد حقق “المحجوب” في فترة زمنية وجيزة ماعجز عنه الكثيرون غيره لأنه تعامل مع المنصب على أنه مهمة وطنية مثل غيرها من المهام التي سبق تكليفه بها عندما كان واحداً من أبطالنا “رجال الظل” يؤدي واجبه دون إنتظار كلمة شكر أو ثناء من أحد، ويكفيه هذا اللقب الذي أطلقه عليه الناس بتلقائية ودون توجيه من أحد.
رحم الله “المحجوب” المحافظ والوزير ورجل المخابرات، الذي ارتضى أن يكون حب الوطن هو الـ “تارجت” الخاص به في كل وظيفة ومنصب تولاه.
***
الهجوم المتواصل على فضيلة الإمام الأكبر شيح الأزهر د. أحمد الطيب لاعلاقة له بالحريات كما يدعي المتطاولون عليه، ولكنها محاولة ضمن محاولات عديدة وفي اتجاهات مختلفة لهدم ثوابت وقيم المجتمع، وهو أمر ــإذا حدث ــ سيدفع ثمنه الجميع.
أيمن عبد الجواد