أميرة السلاموني
وضع الخبراء روشتة لتطوير التعليم وربطه بسوق العمل لتتواكب المناهج مع التطور التكنولوجي السريع والهائل على مستوى العالم. وايضا استغلال الطفرة الرقمية الكبرى فى التعليم لاحداث نقلة نوعية فى المجتمع المصرى وذلك من خلال التعرف على احتياجات المجتمع والعمل الوصول اليها من خلال التعليم
كان الرئيس السيسي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صالة التحرير” المذاع على قناة “صدى البلد” قد ذكر أن الأهالي أهم شيء لديهم هو إدخال أبنائهم كليات بعينها ولا ينظرون إلى عمل أبنائهم بعد التخرج، مؤكدا أن الدولة تقوم بعمل تطوير حقيقي من أجل بناء شخصية حقيقية
ترى النائبة صبورة السيد ( وكيل لجنة التعليم بالبرلمان) أن من الضرورى أن تهتم الجامعات والكليات بتقديم المناهج العملية وتدريب الطلاب على التقنيات الحديثة بما يتواكب مع التطور التكنولوجي السريع واحتياجات سوق العمل، فليس من المعقول أن تظل المناهج نظرية لا علاقة لها بالواقع وبما يواجهه الطلاب في العمل بعد تخرجهم، كما لابد أيضا أن تشتمل جميع الكليات على اللغات والبرامج التكنولوجية الحديثة التي أصبحت لا غني عنها في التعامل مع الحاسب الآلى والعملاء والعالم الداخلى والخارجي، حتى لا يضطر الطالب الى البحث عن كورسات بزيد من التكاليف بعد التخرج.
وتتوجه صبورة بنصيحة للطلاب قائلة ” ليس هناك ما يسمى كلية قمة، ولا تنخدع بالتنسيق ومسمى القمة، فالقمة الحقيقية تتمثل في تحقيق ذاتك والتفوق والنبوغ في المجال الذي يناسب ميولك ورغباتك، ولعل خير مثال على ذلك الدكتور أحمد زويل الذي فضل كلية العلوم رغم أن تنسيقها أقل من الطب، وأصبح عالما مشهورا.
أوضح الدكتور حسن شحاتة (أستاذ المناهج التربوية وعضو المجالس القومية المتخصصة) أن المناهج هي عبارة عن مجموعة من الخبرات والمهارات والقيم والاتجاهات يتم تقديمها للطلاب، مضيفا أن الجامعات لابد أن تحرص على اكساب الطلاب مهن وصنعات ومهارات ومعلومات وبرامج في ضوء الأفكار والتقنيات الحديثة والمتجددة والتي تتغير كل خمس سنوات، فلابد من الحرص في تجديد المناهج بدقة كل خمس سنوات لتتواكب مع متطلبات سوق العمل، مشيدا بالنظام الجديد للثانوية العامة والذي يحفز الطالب على التفكير بشكل غير تقليدي واعمال العقل والتحليل واستنباط المعلومات والأفكار، واكتشاف القدرات والابتكار.
شدد أيضا على ضرورة أن تقوم وزارة التخطيط وغيرها من الوزارات المعنية بدراسة سوق العمل جيدا كل خمس سنوات وتحديد المواصفات والمهارات البرامج المطلوبة للطلاب لكي تقوم وزارة التربية والتعليم بتطوير المناهج على أساسها، كما لابد أن يتعاون رجال الأعمال مع المدارس والجامعات لتوفير فرص كافية لتدريب الطلاب خلال فترة دراستهم، بحيث يتخرج الطالب وهو ملم بالجوانب النظرية والعملية والتطبيقية التي توهله للعمل وللإنجاز.
ومن جانبه أكد دكتور رضا مسعد أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة دمياط) أن معظم المناهج الحالية بالمدارس والجامعات هي للأسف الشديد مناهج نظرية وليست مؤهلة لسوق العمل باستثناء مدارس التعليم الفني، فلابد من الاهتمام بتعليم الطلاب بجميع المدارس والكليات والمعاهد مناهج حرفية وبرامج للتنمية البشرية وإدارة الأعمال واللغات وبرامج الحاسب الآلي والتعامل مع الاليكترونيات بحيث تكون مناهج أساسية ومهمة وتضاف الى المجموع.
أضاف أيضا أنه لابد من اعداد اختبارات ذكاء وقدرات للطلاب فور اتمامهم المرحلة الابتدائية بحيث يتم تصنيف الطلاب الى مجموعات حسب القدرات والميول منذ بداية المرحلة الإعدادية ويتم الاهتمام بالإعداد والتأهيل الجيد بكل مجموعة في مجالها وامدادها بما يؤهلها للنبوغ والتألق فيه ومواجهة سوق العمل باحتراف.
اقترح صلاح عرفة (مدير إدارة التعليم الفني بروض الفرج حاليا ومدير تنفيذ التعليم الفني بإدارة مصر القديمة سابقا) أن يتم الاهتمام بفتح مدارس تعليم فني بكل محافظة بما يتناسب مع إمكانيات المحافظة وظروفها البيئية والثروات المتوفرة بها لإعداد وتخريج أجيال تتناسب مع احتياجات السوق بالمنطقة وتحسن استغلال وتوظيف واستثمار امكانياتها، فعلى سبيل المثال يمكن إنشاء مدارس زراعية بالفيوم وغيرها من المحافظات الصالحة للزراعة، وكذلك يمكن الاهتمام بتزويد المدارس الصناعية وأقسام النجارة بمحافظة دمياط التي تشتهر بصناعة الأثاث، ، وأيضا ليس من المعقول أن تكون مدرسة الآثار الوحيدة موجودة بمدينة نصر، فلابد من إنشاء مدارس لتعليم ترميم الآثار بمنطقة الهرم ومحافظتي الأقصر وأسوان، وفى المحافظات الساحلية يمكن إنشاء مدارس لتعليم فن صناعة السفن والملاحة ولابد أيضا ن التوسع في التعليم الفني المعماري في ظل الطفرة الهائلة التي تشهدها الدولة في مجال مشروعات الإسكان.
أكد أيضا ضرورة أن يتم تنظيم حملات توعية لتغيير النظرة السلبية أو الدونية من البعض تجاه التعليم الفني، فلابد أن يدرك البشر حقيقة أن قيمة التعليم تقاس بقدر ارتباطه بسوق العمل وبقدر توافر فرص عمل من للخريجين في مجاله، ويجب أيضا تطوير التعليم الفني التجاري والاهتمام ببرامج الكمبيوتر وفن إدارة المخازن وغيرها من احتياجات العمل.