خبير دولي يدعو الخارجية لإرسال خطاب لمجلس الأمن والاتحادين الأفريقى والأوروبي وجامعة الدول العربية لاثبات الخرق الإثيوبى واتخاذ قرار أحادى للمرة الثالثة
تقرير- د.خالد محسن
يبدو أن مسلسل سد النهضة لن يسدل عنه الستارقريبا بمجرد إعلان أثيوبيا منفردة بدء إنتاج الكهرباء ، قبل استئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي كما يبدو في الأفق ، لكنه يحوي العديد من الحلقات وردود الأفعال وربما الغرائب والمفاجآت مع إصرار أثيوبيا في سياسية المراوغة والخداع وتزييف الحقائق.
وفي هذ السياق أعلن الدكتورعباس شراقي الخبيرالدولي وأستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة أن سياسات أثيوبيا تعتمد علي التلون والكذب والتضليل ، وقامت بتشغيل السد منذ عدة أيام بصورة إفتراضية،واحتفت إفتراضيا بمولود جديد مازال فى بطن أمه ،حيث أظهرت صورالأقمار الصناعية الحقيق (Landsat) أمس الثلاثاء 22 فبراير 2022 عدم خروج مياه من التوربين المزمع تشغيله مما يؤكد عدم توليد كهرباء، مثلما حدث وقت الاحتفال الذى تم الأحد 20 فبراير 2022 بدون تشغيل التوربين، ومازالت المياه تتدفق من أعلى الممر الأوسط.
وأشار د. شراقي إلي أن التوربين الجديد سوف يعمل إن لم يكن اليوم فغداً أو الأيام القادمة أو حتى العام القادم، ولكن لا للتضليل، والموقف الحالى هو استمرار عدم انتاج كهرباء حتى هذه اللحظة، ولو كان التوربين يعمل لتوقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط حيث أن الايراد اليومى من بحيرة تانا قليل جدا ، في حدود 10 مليون متر مكعب يومياً
وحول حقيقة التشغيل الإفتراضى أوضح د. شراقي أن اثيوبيا احتفلت مؤخرا بتدشين أول توربين لتوليد الكهرباء، ويبدو أن المشاكل الفنية استمرت ،حالت دون التشغيل أثناء الاحتفال حتى الآن، ويبدو أن قرار تأجيل الاحتفال كان صعباً لأنه سوف يؤكد على المشاكل الموجودة فى السد طوال السنوات السابقة، وتم الاحتفال مع افتراض أن التوربين يعمل!!
وأكد أن اثيوبيا اخترقت لإعلان المبادئ للمرة الثالثة بعد التخزين الأول ثم الثانى وأخيرا تشغيل التوربين ،فالتصرف الأثيوبى ليس فقط خرقا لاعلان المبادئ كما ذكرت الخارجية المصرية في بيانها، بل يعتبر خرقاً أيضا لـ :
– للاتفاقيات التاريخية (1891 – 1902 – 1906 – 1925 – 1993)
– للبيان الرئاسى لمجلس الأمن سبتمبر 2021
– لمخرجات القمة المصغرة برعاية الاتحاد الأفريقى يونيو 2020
– للأعراف والقواعد الدولية.
ودعا د. عباس شراقي الخارجية لإرسال خطاب إلى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية لاثبات الخرق الاثيوبى وتسجيل الاعتراض عليه لما قامت به من اتخاذ قرار أحادى للمرة الثالثة، واستمرار فرض سياسة الأمر الواقع ، مؤكد أن الموقف المصرى الذي يتحلي الصبر وضبط النفس ، ليس عن ضعف، ولكن حكمة، والسبب الرئيسى هو وجود السد العالى حصن الأمن المائى المصرى، وإمكانية الوصول إلى اتفاق عادل يرضى جميع الأطراف ،ومن حظ اثيوبيا وجوده في مصر، وقد تأخذ الحمية البعض من حبهم للوطن إلى بالدعوة لاتخاذ قرار حاسم ولهم العذر فى ذلك ولكن نقول لهم مهلا حقوقنا محفوظة ولن نتنازل عنها، وأؤكد أنه لن يعطش مواطن مصرى ولن يتوقف قيراط واحد عن الزراعة.. وهذا ليس تسكينا أو تهوينا أو تخديرا فلست مسئولا فى الدولة ، بل ثقة فى إمكاناتنا والحمد الله.
وفي حلقة جديدة لإستمراء الخداع والتضليل شنت أديس أبابا حربا على الدكتور عباس شراقي من خلال بعض الأقلام والمنصات، باعتباره من أهم العلماء والباحثين المتابعين لملف سد النهضة وتصدي لكثير من الأكاذيب والدعايات والحقائق المغلوطة التي روجتها أثيوبيا،, حيث يدعون أنه ليس أستاذاً ولا يعمل فى جامعة القاهرة ، وليس له صلة بالمياه.
وتعليقا علي هذه الإدعاءات المغرضة قال د. شراقي أدعوهم لقراءة بعض أعمالى مع العالم الجليل أ.د. عبد العظيم نجم وإنتاح سلسلة علمية فى مختلف مجالات الموارد المائية فى السنوات الأخيرة، تنشرها دار النشر العالمية Springer، وكذلك صفحته على منصةجامعة القاهرة العريقة.
وأضاف د.شراقي أن الشعب الاثيوبى شعب طيب وزاملنى فى أمريكا صديق اثيوبى عندما كنت أدرس الدكتوراه، ولكن للحاقدين والمرضى منهم أقول ” موتوا بغيظكم “، وسوف تتأكدون من تضليل الحكومة بأن سد النهضة فيه الرخاء لكم، وتذكروا كلامى هذا الأيام والسنوات القادمة، هو سد سياسى من أجل مجد شخصى لرئيس الوزراء السابق فيه إهدار للأموال الاثيوبية، والآن يحقق للحكومة مبررا لشغل الشعب الإثيوبى عن الفشل المستمر وحقيقة الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية.
ولهم العذر فى ذلك ولكن نقول لهم مهلا حقوقنا محفوظة ولن نتنازل عنها أبدا.