نظمت مدرسة تحيا مصر ١ الرسمية للغات بمدينة قنا الجديدة، ندوة حول احتفال محافظة قنا بعيدها القومي الذى يوافق ٣ مارس من كل عام، بحضور عبدالرحيم أحمد الصغير مدير المدرسة ومرواة بخيت هاشم وكيلة المدرسة ووليد الحاج أخصائي الاعلام التربوى بالمدرسة وإكرام عارف سليم الاخصائية الاجتماعية بالمدرسة، وحاضر فيها الزميل عبدالرحمن أبوزكير مدير مكتب جريدة المساء والجمهورية أون لاين بمحافظة قنا.
أكد عبدالرحيم أحمد الصغير مدير المدرسة، أن يوم ٣ مارس يمثل ملحمة وطنية سطر فيها الشعب القنائي أروع البطولات فى الانتصار على القوات الفرنسية، مشيرا إلى حرص المدرسة على الاحتفال بالمناسبات القومية لزيادة الوعى لدى التلاميذ وغرس قيم الولاء والانتماء لديهم.
وأشارت مرواة بخيت هاشم وكيلة المدرسة، إلى أهمية أن يتعرف التلاميذ على الانتصارات التى حققها أجدادهم وصنعت بطولات تاريخية تجسد قدرة المصريين على التصدى لأى محاولة للمساس بأمن واستقرار البلاد ومنها موقعة البارود التى انتصر فيها الشعب القنائي على القوات الفرنسية.
من جانبه أكد الزميل عبدالرحمن أبوزكير مدير مكتب جريدة المساء والجمهورية أون لاين بمحافظة قنا، أن تضحيات المصريين من الشهداء ستظل هى الثمن الغالى الذي تدفعه مصر للحفاظ على أمنها واستقرارها، مؤكدا أن الشعب المصري عبر تاريخه الطويل يسطر أروع التضحيات فداء للوطن ومن بين هذه البطولات انتصار اهالي قرية “البارود “بمركز قفط بمحافظة قنا في عام 1799 عندما نجح أهالي قنا فى إجبار الأسطول الفرنسي على الانسحاب بعدما أفسد الأهالي ببسالتهم وشجاعتهم في ملحمة تاريخية استخدموا فيها العصا والنبوت مخطط الفرنسيين بأسلحتهم الثقيلة في استعمار الوجه القبلي.
واستعرض “أبوزكير” تفاصيل الأحداث خلال الندوة التى حضرها عدد من المعلمين والطلاب ، مشيرا إلى أن القصة بدأت عندما قرر القائد الفرنسي نابليون بونابرت، قائد الحنلة الفرنسية على مصر، غزو الوجه القبلي بعد أن وضع خطة عسكرية لذلك، والقضاء على المماليك فى الصعيد، و كانت البداية من قرية سمهود التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا حيث نفذت قوات الأسطول الفرنسي ضربة عسكرية ناجحة هناك ونجحت في القضاء على المماليك بقيادة الجنرال “ديزيه” كما حدث فى مركزى فرشوط والوقف، واختلف الأمر فى قرية دندرة الواقعة على ضفاف نهر النيل حيث لجأ أهالي القرية الى حيلة ذكية كانت سببا فى صد الهجوم الفرنسي حيث جمع الأهالي الأحطاب ومخلفات الزروع “التبن” وأشعلوها على ضفاف النيل وعندما مر الأسطول الفرنسي تصاعدت الأدخنة وظنوا أنها قرية مليئة بالأوبئة والأمراض ولم يتمكنوا من دخولها، وكذلك فعل اهالى قرية دنفيق بمركز نقادة، وواصل الأسطول الفرنسي تقدمه ونجح في هزيمة المماليك في أرمنت وإسنا بعدها أيقن الأسطول الفرنسي وظن أنه حقق هدفه فى القضاء على دور المماليك كما ظن أنه لن يلقى مقاومة من الشعب المصري.
اضاف الزميل عبدالرحمن أبوزكير: ان المقاومة الشعبية اشتعلت بقرى قنا، للرد على ما حدث، وتحولت نزهة الأسطول الفرنسي على ضفاف النيل الى جحيم، حيث منيت قوات القائد “ديزيه” بخسائر فادحة في معركة أبومناع ومعركة إسنا وهو ما جعل قائد الحملة يطلب العون من نابلييون، واشتعلت الأحداث حتى كانت نهاية الأسطول الفرنسي على يد أهالى قرية “البارود” الواقعة على ضفاف النيل بمركز قفط بمحافظة قنا حيث نجح أهالي القرية في ملحمة بطولية سجلتها ذاكرة التاريخ في القضاء على الأسطول الفرنسي المكون من اثنى عشرة سفينة تتقدمها السفينة الحربية إيتاليا والاستيلاء على ذخائر الجيش ومؤنه.
أوضح أن الاحداث سجلت خروج أهالي نجع البارود بالعصا والنبابيت وانقضوا على سفن الأسطول والسفينة ايتاليا والتي كان يقودها الاميرال “موراندى” والذى كان مشهود له بكفاءته في القتال البحري واشتركت قنا في هذه المعركة بأعز أبنائها وأشجعهم وكانوا بدون عتاد يحاربون أسطولا مجهزا يقوده قادة عسكريون محنكون ولم يتقهقر المواطن القنائى بكل عزيمة واصرار يدفعه ايمانه القوى بالله ورسوله وحبه العميق وانتماءه العريق لهذه الأرض الطيبة فنزل الكثير منهم يسبحون فى النيل ويهاجمون السفن حتى استطاعوا أن يستولوا على بعضها ومنها سفينة القيادة “ايتاليا” والتى كان يقودها “موراندى” القائد الفرنسي العنيد الذى أمر رجاله بتفجير السفينة بعد صعود المواطنين على ظهرها فتناثرت أجساد الشهداء الأبطال، واشتدت المعركة وزاد أبناء القرية شجاعة وحماسًا، ولم ينجو من جنود الحملة رجلا واحدا وكانوا حوالى خمسمائة من الضباط والجنود الفرنسيين والبحارة وعندما بلغت أخبار الهزيمة الساحقة مسامع نابليون حزن حزنا شديدا واعتبرها أكبر هزيمة منى بها جيشه في حملته على الوجه القبلي، كما توقع نابليون أن تكون هذه هي بداية تقلص النفوذ الفرنسي في مصر وهو ما حدث بالفعل حتى اتسحبت القوات الفرنسية من مصر بعد عدة أشهر وتبقى موقعة البارود هى الأشهر فى المقاومة الشعبية حتى اصبحت عيدا قوميا لمحافظة قنا.
وفى نهاية الندوة دار حوار مفتوح بين الزميل عبدالرحمن أبوزكير وتلاميذ المدرسة، كما أجرى مدير المدرسة عبدالرحيم أحمد الصغير مسابقة للتلاميذ لاسترجاع المعلومات التى تم عرضها خلال الندوة وتوزيع جوائز للفائزين .