أكد الخبراء العسكريين والاستراتيجيين أن احتفال مصر بيوم الشهيد يمثل رسالة ردع لأعداء الوطن ولكل من تسول له نفسه أن يهدد أمننا أو ترابنا أو مصالحنا .. أشاروا إلى أن الشهداء قيمة مضافة فى التاريخ بعد أن ضحوا بأرواحهم وكسروا امبراطوريات كبيرة من أجل الدفاع عن تراب الوطن .
وثمن الخبراء العسكريين فى تصريحات لـ “المساء” جهود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الوصول بمصر إلى بر الأمان وتحقيق المعجزات رغم كل الأزمات التى واجهتها الدولة المصرية .
أكد اللواء حمدي بخيت الخبير العسكرى والاستراتيجي، أن الشهداء قيمة مضافة فى التاريخ كله، فهم الذين يرسمون صورة بقاء الأمة، وهم الذين يمهدون النور وسط الظلام لمشاعل كبيرة جدا لتأخذ الأمة إلى رحاب أوسع، فالشهداء هم الذين دافعو عن الوطن المصرى عبر التاريخ وكسروا امبراطوريات كبيرة وبالتالى كلنا ننحنى احترامًا ووقارًا للشهيد الذى قدم أغلى ما يملك – دمه وروحه – وسيظل الشهيد وسام على صدر الوطن ككل وعلى صدر ذويه وأهله وكل من حوله ، ويجب أن يوضع الشهيد فى مقامة ومكانة لا أحد يصور لنا أن أحد يتجبى على أهله بشئ لأن هذا حق أصلى له لأنه قدم لكل المصريين كل ما يملك وعلى المصريين أن يقدموا له كل ما يملكون، مؤكدًا أن الشهيد تاريخ وتأصيل لقيم الشجاعة والإقدام فى تاريخ الأمة ، مطالبًا بعدم التمييز بين شهداء مواجهة الإرهاب وشهداء 73 وشهداء 67 وغيرهم من الشهداء ، فالشهداء هم الشهداء عبر التاريخ ويجب أن نبحث عنهم ونوجد لهم المكانة التى تليق بتضحياتهم.
وثمن اللواء حمدى بخيت جهود الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، خلال السنوات السبع الماضية حيث حقق لمصر طفرة تنموية ونهضة اقتصادية غير مسبوقة رغم التحديات التى واجهتها الدولة سواء فى حربها ضد الإرهاب أو المؤامرات الخارجية أو جائحة كورونا ، فرغم كل هذه التحديات الجسيمة إلا أن مصر بعراقتها وصمود شعبها وإرادة حقيقية لقائدها نجحت فى الوصول إلى بر الأمان وتحقيق الاستقرار والرخاء للبلاد.
أضاف العقيد حاتم صابر – الخبير العسكرى والاستراتيجي – إن تجربة مصر خلال الـ 7 سنوات الماضية تجربة تكاد تكون معجزة بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أنه لا توجد دولة فى العالم تعرضت لحجم المؤامرات والتخطيط لإسقاطها مثل مصر ابتدءًا من أحداث 25 يناير 2011 مرورًا بصعود الإخوان ومواجهة الإرهاب فى 2013 ، ولو تحدثنا بالأرقام سنجد أن مصر تعرضت لـ 306 عملةي إرهابية فى عام 2013 تداعت بالتناقص إلى أن وصلت إلى 8 عمليات فى 2018 بالتزامن مع إطلاق الدولة للعملية الشاملة لاقتلاع جذور الإرهاب ثم عملية واحدة فى عام 2019 وعملية واحدة فى 2020 بينما لم يتم تسجيل أى عمليات إرهابية فى عامى 2021 و 2022 مؤكدًا أن كل ذلك لم يحدث عسكريًا فقط ولكن تم على كافة الأصعدة العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالكل عمل فى منظومة واحدة من أجل أن نصل لهذه المرحلة التى وصلنا لها .
وأشار العقيد حاتم صابر إلى أن مصر حققت انجازات عظيمة بالتوازى مع التصدي لكل محاولات اسقاطها، وعلينا أن ننظر لما يحدث فى اوكرانيا الآن ونظرة الغرب للاجئين الأوكران واللاجئين السوريين، فنحن كدولة مصرية فى مكان آخر ونحمد الله عز وجل على الوضع الذى وصلنا إليه الآن، فمصر حققت تجربة فريدة من نوعها من ناحيتين على التوازى كانت هناك مواجهة عسكرية ، وعلى التوازى كان هناك مواجهة اقتصادية وسياسية ، فكل الدول التى تواجه الإرهاب تفكر فى أن تتخلص عسكريًا ثم تتجه إلى التنمية بينما مصر عملت فى الاتجاهين معًا، مشيرًا إلى انه كان لدينا على سبيل المثال نفق الشهيد أحمد حمدى وكوبر السلام الذى كان معطلًا تم تشغيله ليربط سيناء بكافة أنحاء الجمهورية وفى وقت الأزمة أيضًا تم عمل 6 أنفاق أخرى لتسهيل النقل وعمل مشاريع اقتصادية وخلق فرص عمل جديدة، كما أن جهاز الشرطة الذى تعرض للانهيار فى عام 2011 استطاع أن يعود مرة أخرى فى 2013 ويصل إلى ما وصل إليه الآن وهو ما كان يحتاج إلى أكثر من 10 سنوات فى بلدان أخرى ولكن نتيجة مجهود مضنى وجهد كبير مصر حققت المعجزات وتجاوزت كل الأزمات.
وقال اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبقإلى أن ذكرى “يوم الشهيد ” سمي بهذا الاسم كناية عن يوم 9 مارس 1969 الذي استشهد فيه الفريق أركان حرب عبد المنعم رياض بقذيفة غادرة أثناء متابعته للعمليات الحربية بوسط الجبهة، مشيرا إلى تسجيل التاريخ للعديد من البطولات للشعب المصرى..
وأوضح : أن عدونا يحاربنا بزرع الفتن وإطلاق الشائعات مطالبًا بزيادة الحرص والوعي وبث الوازع الوطني والتفاؤل والاقتداء بمسيرة الشهداء، مؤكدًا أن التوعية بما يحاك والتحديات التى تواجهها الدولة المصرية من الأهمية بمكان، في ظل خطر السوشيال ميديا وانتشار الأكاذيب والشائعات التى هدفها التشويه وإثارة الفتن، مطالبًا الشباب أن يقتدى بمن هم ضحوا بدمائهم وأنفسهم الذكية من أجل الدفاع عن مقدسات الوطن فى ظل الصراعات الكبيرة التي يمر بها العالم الآن.
وقال اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الاحتفال بيوم الشهيد ليس تكريمًا للشهداء ولكن هؤلاء الشهداء كرمهم الله أفضل تكريم حين قال وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.
وأضاف أن تكريم الشهداء وأسرهم لتحقيق هدف استراتيجي أكبر وهو الاحتماء بهم وإرسال رسالة ردع لكل من تسول له نفسه أن يهدد أمننا أو ترابنا أو مصالحنا اننا امة شهداء لا نخشى الموت وكل منا يفدي كل ذرة تراب في وطنه بروحه.