يتساءل البعض عن السر في عدم فرض “منطقة حظر طيران” فوق أوكرانيا. ويقولون: لماذا لا يتخذ الغرب مثل هذه الخطوة للدفاع عن الدولة التي يتباكى عليها بينما يمدها بالأسلحة للدفاع عن نفسها؟
موقع ديفنس وان يجيب على ذلك بقوله: ما هي الحالات التاريخية لنجاح منطقة حظر الطيران؟
لقد فشلت هذه الخطة في العراق، والبوسنة، وليبيا، ولم يخفف مثل هذا الإجراء معظم الضرر عن المدنيين، ولم يؤد لوقف القتال، وانتهى الأمر إلى المشاركة في الحرب البرية نفسها.
ويثور التساؤل: ما هي المنظمة التي ستدير منطقة حظر الطيران؟ إذا كانت الأمم المتحدة، فكيف ستتجاوز حق النقض الروسي والصيني؟ وإذا كان حلف الناتو -الذي تسعى روسيا لتفريق صفه والقضاء على وحدته، فكيف يمكن التعامل مع انقسام الحلف الذي قد يشعله مثل هذا القرار؟
هل الهدف هو إسقاط الطائرات، ولكن مع عدم ضرب الرادارات الروسية الأرضية، وصواريخ أرض-جو، وأسلحة الحرب الإلكترونية، ووحدات وأنظمة القيادة والسيطرة التي يمكن أن تعرض الطيارين الذين يطبقون الحظر للخطر؟ إذا كنت تعتزم مهاجمة هذه الأهداف الروسية، فماذا تتوقع أن يحدث بعد ذلك؟
كيف ستتعامل منطقة حظر الطيران مع الطائرات الروسية التي تدخل المنطقة؟ هل يتم المبادرة باستهدافها وإطلاق النار عليها أولاً قبل إلحاق الأذى بالمدنيين؟ أم تنتظر حتى تسقط القنابل أو الصواريخ، ثم ترد بعد وقوعها؟
كيف ستتعامل منطقة حظر الطيران مع الاستفزازات المتعمدة، مثل رصد الطائرات الغربية بالرادار، وإسقاطها في ثوانٍ إذا لم تطلق النار أولاً؟
معظم الطائرات الروسية التي تضرب أهدافا أوكرانية تطلق أسلحتها من داخل المجال الجوي الروسي أو البيلاروسي. هل سيتم إطلاق النار عليها أيضًا، أم يُسمح لها بالعمل بحرية، طالما أنها تطلق النار من خارج الحدود؟ سؤال مشابه ينطبق إذا كان الهدف قمع الدفاعات الجوية الروسية، التي يمكن أن تضرب الطائرات من خارج الحدود أيضًا؟
الغالبية العظمى والواسعة من الأنشطة العسكرية الروسية التي تسبب أضرارًا للمدنيين ليست الضربات الجوية وإنما الصواريخ والمدفعية وخاصة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق MLRS. هل ستحلق الطائرات فوق كل هذا النشاط دون اتخاذ أي إجراء؟ وماذا لو شنت روسا هجومًا بريًا شاملًا، فماذا يحدث؟
وكتب بيتر سينجر على الموقع: في جميع حالات منطقة حظر الطيران السابقة، والتي لم تكن الأطراف الأخرى فيها تمتلك أسلحة نووية، مثل روسيا، كان هناك جانب واحد فقط لديه قوة جوية. لكن الأوكرانيين لديهم قوة جوية عاملة، كما أن طائراتهم بدون طيار تضرب القوات الروسية في نفس منطقة حظر الطيران المقترحة. كما يمتلك المدنيون الأوكرانيون مئات الطائرات بدون طيار ويستخدمونها لتوفير الاستطلاع للجيش، ورصد القوات والأهداف الروسية. هل سيتم أيضًا حظر هذه الطائرات الأوكرانية الرسمية وغير الرسمية؟