قال الدكتور إبراهيم البدوى ، مدير منتدى البحوث الاقتصادية ، ووزير مالية السودان السابق، انالشواهد الراهنة كشفت صعوبة تقليل الاعتماد على النفط والغاز ، او تعويضهما ، فى المدىالمنظور ، وان أسعار البترول ستظل مرتفعة على مدار العشر سنوات المقبلة ، مضيفا ان ذلكسيحقق وفورات مالية كبيرة لدول الخليج العربي، ومن المنطقى انها ستقوم بتعزيز رساميلصناديقها السيادية وصناديق التثبيت الاقتصادى بها أولا ، كما ستقوم بضخ جانب من الفوائصفى الاستثمارت البينية الخليجية، لكن ستبقى وفورات جيدة يمكن استثمارها فى الدول العربيةالتى تحتاح الى تطوير بنيتها التحتية ، مع ضمان مستوى عوائد جيدة ومستوى أمان مناسب ،
أضاف البدوى فى تصريحات صحفية، بمناسبة قرب انطلاق المؤتمر السنوى ال ٢٨ لمنتدىالبحوث الاقتصادية، ان التحديات والمخاطر التى نتجت عن وباء كورونا، وتفاقمت مع أزمةأوكرانيا ضخمة و متشعبة ،لكن هناك فرص ايضا لتطوير الاقتصاد العربى وخلق مساحات تعاونمشتركة تقلل من الخلافات بل وتعمل على جسر الفجوات السياسية بخلق منافع للجميع من خلالالاستثمار والتجارة والمشاريع المشتركة.
اكد الدكتور البدوى ان فكرة مؤتمر هذا العام تقوم على تسليط الضوء على منظومة السياساتالاقتصادية والاجتماعية الواجب اتباعها للقيام بتصدى ناجح للصدمات والتقلبات واثار الازماتالسياسية ، و تحقيق تنمية مستدامة ورعاية اجتماعية شاملة مع الاستمرار فى ضبط السياساتالمالية والنقدية فى ذات الوقت زاد ان جائحة كورونا طرحت أسئلة كثيرة حول كيفية الموازنة بين ضيق الحيز المالى وبين وجوب ضخ انفاق أكثر على الخدمات الإجتماعية وفى مقدمتها التعليم والصحة ،وضرورة تعزيز الايرادات العامة ، ومواحهة تغيرات المناخ ، وتحديات متطلبات التحولالرقمى ، و التصدى لظواهر مثل تحولات المناخ وتآكل الشواطىء ومشاكل الزراعة وندرة المياهوتغيرات اسواق العمل ،وارتباكات سلاسل التوريد. ،ومعالجة امور الاستقرار الاجتماعى والحمايةالشاملة.
أوضح البدوى ان المؤتمر يشارك فيه مسؤلون رفيعا المستوى بينهم الدكتورة رانيا المشاط، وزيرةالتعاون الدولى ووزيرات ووزراء عرب سابقين للمالية والتخطيط والاقتصادى ، فضلا عن اهمخبراء فى المنطقة و العالم فى قضايا الاقتصاد الكلى والجزئي والتنمية المستدامة والتمويلوالرقمنة والصحة والعدالة الإجتماعية ،مشيرا الى ان المؤتمر سوف يشهد جلسات عن التغييراتالهيكلية المطلوبة فى إدارة الاقتصاد، واستراتيجية التنمية فى ظل التحولات الجارية كزيادة دوراقتصاد المنصات ، ووسائل الوصول إلى تحقيق هدف الحياد الكربونى ،وجلسة عن الاقتصادالرقمى والتمويل فى العصر الرقمى والآثار العالمية والمحلية للتحول الرقمى على اسواق المالوعلى السياسات النقدية وأسلوب تكيف البنوك المركزية مع مستجدات مثل الأصول المشفرة .ضمنالجلسات العامة ايضا سيكون هناك جلسة عن الجوانب المؤسسية للحماية الإجتماعية الكليةوكيفية جعل دور الدولة فى الحماية الشاملة أكثر فاعلية وشمول وعدالة ، وجلسة ثانية عن نفسالموضوع لكن بالتركيز على منظور الاقتصاد الجزئي والعمالة غير الرسمية والأسرة والأطفالوازالة المعوقات التى تقف فى سبيل تقديم رعاية صحية مناسبة لتلك الفئات.
وفقا للدكتور إبراهيم البدوى فانه سيتم خلال المؤتمر كذلك إطلاق ومناقشة تقريرين احدهماللبنك الاسيوي للاستثمار فى البنية التحتية، فى باكورة تعاون موسع معه ، عن استدامة سلاسلالقيمة العالمية وسلامة سلاسل الإمداد ، وتقرير آخر مع مركز الابتكار فى الحكم الدولى الرشيد ( CIGI) عن الصحة فى العقد المقبل .
كما سيتم خلال الجلسات بحث النمو فى المنطقه و التكامل المتوسطى بعد كوفيد 19، بالشراكةمع شبكة “فيميز” للبحوث الاقتصادية لدول اوربا وشمال المتوسط. اما الشراكة مع ألاسكوا فمحورها مناقشات وبحوث عن الفقر وعدم المساواة فى الثروة بالدول العربية ، وتقديم مقترحاتللقياس والتنبؤ فى هذا المجال ،بلاضافة الى جلسة خاصة بالشراكة مع المركز المصرى للدراساتالاقتصادية، عن البنية التحتية فى مصر ومشروع حياة كريمة ، وعمل مشترك مع مؤسسة فورد فىمجال الحماية .
يلقى كلمة الافتتاح بالمؤتمر الدكتور سمير مقدسى ،رئيس مجلس امناء المنتدى ، ووزير ماليةلبنان الأسبق ،واستاذ الاقتصاد الفخرى بالجامعة الأمريكية فى بيروت.
ومن جانبها قالت الدكتورة شيرين غنيم، رئيس قسم الاتصالات والمعلومات بمنتدى البحوثالاقتصادية ،ان المنتدى ضاعف جهوده فى الفترة الماضية لفتح شراكات أوسع مع أكبر المؤسساتالبحثية الإقليمية والعالمية، من كل قارات العالم ،ايمانا منه بأهمية تبادل الخبرات ونقل المعارفالاقتصادية رفيعة المستوى الى صناع القر ار و ويجمع المؤتمر بين الباحثين و صناع القراروالخبراء وممثلى مجتمع الأعمال و المجتمع المدنى .
جدير بالذكر أن المؤتمر السنوي لمنتدى البحوث الاقتصادية، هو تقليد تم الحفاظ عليه منذ عام1995 ، ويعد الحدث الإقليمي الأبرز لخبراء الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،حيث يتم إنشاء الأفكار الجديدة ونشرها ؛ وحيث يتم الاحتفاء بالتميز. تأسس المنتدى في عام1993. و تحتفل الجلسة العامة الختامية للمؤتمر ،ككل عام ، بالفائزين بجائزة افضل ورقة بحثيةبما أصبح شهادة امتياز إقليمية موثوقة. تناقش الجلسات الفرعية بالمؤتمر هذا العام قضايا مهمةأخرى مثل الابتكار ،وعدم اليقين، و الشفافية ، والتجارة والهجرة ، ومكافحة الفساد والصدماتالداخلية وغيرها.