الخارجية الروسية: لن نطرح اى مبادرات لتحسين العلاقات مع الغرب
مجلس الدوما : يدعو لوقف إمدادات الأسلحة و”المرتزقة” إلى أوكرانيا
الرئيس البيلاروسي: أمام كييف حاليا فرصة تاريخية لحفظ ماء الوجه
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده لن تقوم بطرح مبادرات لتحسين العلاقات مع الغرب .. متهم الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على منع كييف من الموافقة على الحد الأدنى من المطالب الروسية وفرض موقفها على الحكومة الأوكرانية في المفاوضات المتواصلة والتي تهدف لوقف العمليات القتال في أوكرانيا.
قال لافروف خلال ختام منتدى المسار الدولي” لمسابقة “قادة روسيا” اليوم نواصل بالطبع الانفتاح على التعاون مع أي دولة بما في ذلك الدول الغربية.. موضحا بالرغم من تصرفات الغرب تجاهنا بهذه الطريقة المعروفة للجميع فإننا لن نطرح أي مبادرات لتحسين العلاقات معه دعونا نرى كيف سيخرجون من المأزق الذي دفعوا أنفسهم إليه.
اضاف لافروف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا على اقتراح رئيسها فلاديمير زيلينسكي إطلاق مفاوضات سلام.. مشيرا الى أن مشاركة الوفد الأوكراني في المفاوضات كانت شكلية في البداية لكن لاحقا تم تحسين الحوار.. متابعا أشعر دائما أن الأمريكيين على الأرجح يمسكون بيد الوفد الأوكراني ولا يسمحون له بالموافقة على الحد الأدنى من المطالب على الإطلاق .. لافتا الى أن العملية العسكرية الروسية لا تزال تمضي قدما على الرغم من كل العوائق.
اشار لافروف إلى أن ما يجري حاليا في أوكرانيا وما حولها يمثل ذروة النهج الذي بدأ الغرب اتباعه بحق روسيا منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي عندما أدرك أن موسكو لن ترضخ لإملاءاته وأن لديها رأيا خاصا بها. . اضاف لم يكن أمام روسيا أي خيار آخر سوى إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا”.. مشيرا إلى أن بلاده بهذه الخطوة تمكنت من إحباط مشروع الغرب المعادي لروسيا.. أضاف لافروف:” من الصعب أخذ السياسات التي ينتهجها الرزيلينسكي على محمل الجد” مشيرا إلى أن الحياة كشفت عن قيمة أقواله.
أوضح الوزير الروسي أن تصريحات الرئيس الأوكراني عن عدم تقديمه أي دعم إلى النازيين الجدد في بلده تتناقض مع أفعاله متهما الغرب بسحق ما يسميه قيمه ومبادئ السوق الحرة وحرمة الممتلكات الخاصة. .وأردف لافروف قائلا ” لا نزال بطبيعة الحال منفتحين على التعاون مع أي دول ومنها الدول الغربية لكننا لا نعتزم التقدم بأي مبادرات في ظل السلوك الذي اختاره الغرب”.
وحمل لافروف الولايات المتحدة المسؤولية عن مطالبة جميع الدول بالتوقف عن التعاون مع روسيا .. مشيرا إلى أن توجيه مثل هذه المطالب والإنذارات النهائية يعني على الأرجح إما انفصال زملائنا الأمريكيين عن الواقع أو معاناتهم من عقدة التفوق المطلق.
** فيما أكد مدير قسم الشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الروسية أليكسي بارامونوف أن إعلان الاتحاد الأوروبي عن الحرب المالية والاقتصادية الشاملة ضد روسيا سوف يؤدي إلى عواقب لا يمكن التراجع عنها.
اضاف بارامونوف إن موسكو بصدد تحضير رد على العقوبات غير المسبوقة وغير القانونية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.. مشيرا الى أن العقوبات ليست خيارنا لقد كنا نرغب لو أن منطق تصريحات وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير الذي أعلن فيها حربا مالية واقتصادية شاملة ضد روسيا لم تنجر إليها الدول الأخرى على غرار إيطاليا وتتسبب في سلسلة من النتائج التي لا رجعة فيها.
أوضح أن الصراع الذي نشهده في أوروبا ضد كل ما هو روسي بلغ حدود العنصرية .. مشيرا إلى الأحداث التي يجري تسجيلها في إيطاليا معربا عن أمل بلاده في أن يعود المسؤولون في روما وباقي العواصم الأوروبية الأخرى إلى “رشدهم ويتذكرون المصالح العميقة لشعوبهم”.
** من جهته دعا رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى وقف إمدادات الأسلحة وإرسال المرتزقة إلى إوكرانيا.
قال فولودين عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ” التلجرام ” على الولايات المتحدة وبلدان حلف الناتو التوقف عن إمدادات الأسلحة وإرسال المرتزقة إلى أوكرانيا”.. مشيرا إلى أن المتطرفين الأوكرانيين يستخدمون السكان المدنيين كدروع بشرية ويختبئون وراء النساء والأطفال”..أضاف أن الأسلحة والذخائر تُنقل إلى أوكرانيا من قبل بلدان حلف الناتو أما المرتزقة الذين يعززون صفوف كتائب القوميين فيجري تجنيدهم في أراضي بلدان الحلف بموافقة من قياداتها”..متابعا عندما يدعو الرئيس الأمريكي جو بايدن وزملاؤه في حلف الناتو إلى السلام يجب أن يبدأوا من أنفسهم.. متهما إياهم بعرقلة تسوية الوضع في أوكرانيا ونزع سلاحها والقضاء على النازية فيها.
وأعرب عن اعتقاده بأن الدول الغربية لا تريد أن تكون أوكرانيا دولة مستقلة حيادية .. مؤكدا أن كل ما يحدث اليوم في أوكرانيا وخاصة مقتل المدنيين وسيل اللاجئين يقع على عاتق واشنطن وبروكسل مباشرة.. واختتم إذا كانت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى يريدون السلام فسيكون من الصواب توجيه الأموال ليس للإمدادات العسكرية وإنما لتوفير المساعدة الإنسانية للسكان .. لافتا إلى أن الأمم المتحدة يجب أن تتخذ قرارها الخاص وألا تسترشد بمعايير مزدوجة.
** من جانبه قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مقابلة مع قناة “تي في إس” اليابانية لو حافظ الاتحاد السوفيتي على وجوده حتى الآن لتجنبنا العديد من النزاعات في العالم”، مشيرا إلى أن النظام العالمي أحادي القطب بهيمنة الولايات المتحدة يسبب كل المشاكل.
أضاف لوكاشينكو أن الدول الغربية والولايات المتحدة كانت دائما مجبرة على أن تحسب حسابا لموقف الاتحاد السوفيتي .. معتبرا أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان مأساة والعالم كله أدرك ذلك.
أعرب لوكاشينكو عن اقتناعه بأن روسيا ستتعامل مع هذه العملية بمفردها .. مؤكدا أنه لم يطلب أحد من بلاده المشاركة فى العملية العسكرية الروسية. مشيرا الى أن روسيا لديها ما يكفي من القوة البشرية والمعدات العسكرية وهي وليست في حاجة إلى دعم الدول الأخرى .. لافتا إلى أن أمام كييف حاليا فرصة تاريخية لحفظ ماء الوجه وتوقيع اتفاق مع موسكو.