يبدو أن طول أمد الحرب الروسية ــ الأوكرانية أو بالأحرى المواجهة بين الكتلتين الشرقية والغربية ستأخذ مساراً مختلفاً لم يستعد له الغرب الذي أراد فقط استنزاف الروس من أجل المزيد من السيطرة ولو على جثث الشعب الأوكراني المغلوب على أمره.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قالها بكل صراحة أن لديه صوراً رصدتها وسجلتها الأقمار الصناعية تكشف حقيقة أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي بموجبها اجتاحت أمريكا والغرب عالمنا الإسلامي ودمرت العديد من بلدانه واستولت على ثروات البعض الآخر.
صحيح أن العالم الإسلامي ــ وغير الإسلامي ــ يعلم حقيقة ماحدث وربما المخطط بأكمله، فهناك من أدلوا بدلوهم في تلك القضية من مفكرين وسياسيين أو حتى أجهزة مخابرات دولية، لكن الأمر مختلف عندما يتم فضح المخطط بالصور والفيديوهات، وهو أمر كفيل بالتأثير على الولايات المتحدة خاصة إذا لم تحقق مرادها من الحرب الدائرة، لأن هذا يعني اعادة ترسيم وتقسيم العالم الى كتلتين غربية وشرقية وربما تظهر كتلة ثالثة على غرار مجموعة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة.
لو فعلها بوتين وكشف مالديه من أسرار كنا نظن أن كشفها بشكل رسمي من المستحيلات السبعة على الأقل في هذه المرحلة الزمنية ونحن مازلنا أحياء، ستكون بمثابة قنبلة نووية أشد فتكاً وتأثيراً من السلاح النووي الروسي كله، لأنه سيكشف بالحقائق دور المرتزقة “الإرهابيين” في تدمير أوطاننا والجهات الممولة لها ويعري الوجه القبيح لأمريكا والغرب وغيرهم ممن يرتدون أقنعة الحملان ويطعنونا في الظهر.
***
السؤال الذي كان يلح عليَ منذ إنطلاق الحرب: لماذا يدعم الغرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “الممثل” الذي تتعارض سياساته “الديكتاتورية” مع مايدعونه من قيم، باعتباره يمارس تضييقاً كبيراً في ملفي الحريات وحقوق الإنسان التي طالما صدعوا بهما رءوسنا؟!
والإجابة ببساطة.. انه الوحيد ربما على وجه المعمورة كلها الذي يقبل أن يدمر بلده ويشرد شعبه بلا أي مكاسب، فهو من ناحية يتعامل كممثل يسعى طوال الوقت لتصدير صورة غير حقيقية عن العمليات الحربية وكأن التدليس والخداع سيغير من الحقائق، ومن ناحية أخرى يعول على الدول الغربية رغم أنه يعلم ــ أو المفترض هكذا ــ أن الغرب يستخدمه لتحقيق مصالحه وسيتخلص منه عندما ينتهي دوره!!
أوكرانيا في عهد ” زيلينسكي” لعبت دوراً خطيراً ومحورياً ومهماً لتنفيذ مخططات الغرب بمنطقتنا العربية سواء عبر القوات النظامية أو حتى المرتزقة التي تشتهر بها وكان ذلك بمثابة الزريعة الوحيدة لتواجد قوات أجنبية بحجة حماية الشعوب من الإرهاب، أي أنه هو الآخر ــ وليس بوتين وحده ــ من يمتلك أسرار اللعبة ومن ثم فإنه قد يكون مهدداً من الغرب قبل الروس.
الطريف والمثير والمؤسف أنه ــ الرئيس الأوكراني ــ أصدر تصريحاً عبقرياً ومثيراً للجدل عندما أكد أنه سيسعى بكل قوة لإنهاء الحرب ووقف الدمار سواء عبر المواجهات العسكرية أو التسوية السلمية وهو تصريح مكرر وفقد تأثيره أصلاً فضلاً عن أنه متأخر جداً هذه المرة، فلم يعد هناك في بلاده مكاناً لم يطله الدمار.. لاشعب ولاأرض ولامؤسسات!!
ولو كان ميزان العدالة في العالم معتدلاً وتديره مؤسسات حقيقية لاتتعامل مع القضايا بمائة معيار، لتمت محاكمة ” زيلينسكي” بتهمة توريط بلاده في صدام بين الفيلة، ويعلم من ورطوه أن المعركة أكبر منه ــ وربما منهم ــ ومن المستحيل أن يخرج منها منتصراً!!!
أيمن عبد الجواد