“مشروع آدم” فيلم جديد من إخراج شون ليفي وسيناريو المبدع , جينيفر فلاكيت، بطولة رايان رينولدز و جينيفر غارنر وزوي سالدان و مارك رافالو.
الفيلم محاولة للإجابة عن سؤال غاية في الصعوبة والتعقيد: هل يستطيع الإنسان السفر عبر الزمن لإصلاح ما أفسده في الماضي؟ حيث تدور أحداثه عبر نقاشات مطولة حول الحياة من خلال البطل مع صورته وهو طفل
يحمل الفيلم الكثير من المعاني الأخلاقية لأحلام خلق عالم جديد أفضل في المستقبل بلا أطماع أو نزاعات مالية فارغة وهو حوار كاشف ومصارحة مع النفس لمترادفاتها الخبيثة، فما زال صراع الخير والشر علي شاشات السينما العالمية قائمة على أمل انتصار الخير لبناء عالم أفضل.
الفيلم يطرح سؤالا: هل الإنسان قادر بالعلم على اللعب بالزمن ليتحكم في مستقبله و إصلاح ما أفسده سابقا ؟ إذ الكثير منا يعلم أن أقدار الإنسان ترسم بعد اختياره لمقدمات أفعاله.
يبدأ الفيلم بصورة البطل وهو يقود مركبة فضائية ويحاول الهبوط بها عبر فوهة زمنية ليجد نفسه في فناء منزله هذا العام ليقابل نفسه وهو طفل ويرى عيوبه وهو صغير ومعاملاته السيئة مع أمه في المنزل وضعف شخصيته في المدرسة ومع كثير من الحوارات، يكتشف الطفل أيضا أن هذا الشخص هو نفسه عندما يصبح شابا في الـ ٤٠ من عمره وقادم من المستقبل وأنه يحمل مهمة خطرة ليقابل أباه قبل وفاته ليمنعه من إتمام مهمة بناء مركبات السفر عبر الزمن وكل ذلك لينقذ حبيبته التي قتلت في الماضي بسبب هذا البرنامج المرعب ولإنقاذ العالم أيضا.
وبالفعل ومن خلال التشويق والإثارة المفرطتين وعالم الأكشن العنيف والصراع المتواصل باستخدام أحدث التقنيات الحديثة والمونتاج المتقن يلتقي بطل الفيلم أباه ويحاول منعه من إتمام أبحاثه و لكن الأب لا يريد ولا يصدق أيضا أن تجربته يمكن تتسبب في أضرار أو يمكن منعها في المستقبل ويقول:”نحن لا نستطيع أن نغير أقدارنا” ومن أحداث الفيلم سنعرف أن هذا الأب قتل علي يد إحدي صديقاته والتي تنفق علي مشاريعه لتستولي عليها فهي من عبيد المال الكبار والمتنازعين على الثروات فتقتله لتستولي على مكتسبات المشروع الضخم ولتسيطر علي العالم بغض النظر عن مستقبل البشر.
وبمصارحة مع النفس ومن خلال السيناريو العبقري لأهم المعاني في الفيلم علي لسان الاب و هو العالم والمخترع يدور الحوار مع ابنه ليعترف و هو في حالة هدوء نفسي أن الإنسان بغطرسته وكبريائه وذكائه وتكبره بيبني حياته ولكن كل هذا عيب في شخصيته، فلا يجب أن تعبث البشرية بميكانيكية الكون “فهناك قوى أقوى من العالم و العلم ونحن نشوه معاني القدر و الزمن” و يستطرد الاب قائلا لابنه في سؤال واضح: والآن ماذا تريد من؟ ويرد الابن القادم من المستقبل في جملة عبقرية : أنا أحتاج إلى الاب وليس العالم العبقري أحتاج إاى أن استمتع بالنزهة و أسير في طريقي.
يقتنع الاب بالحوار مع ابنه و يسارع إلى المختبر العملاق هو و ابنه الشاب القادم من المستقبل و الذي مازال صغيرا في محاولة لتخريبه في مشهد مليئ بالإثارة و العنف وفي نهاية المشهد يلتقي صديقته وهي من سرقت أبحاثه وقتلته ويجدها وقد تحولت إلى عجوز تنازلت عن كل متع الحياة لتمتلك كل الثروات.
وفي حوار عبقري آخر من كاتب السيناريو يوجه الأب الكلام لتلك السيدة فيقول: كنا نريد أن نخلق عالما أفضل وبشكل أخلاقي وترد عليه: وأنا من أنفقت علي المشروع بأموالي الخاصة ولي الحق في امتلاك كل شيئ، وكأنها رسالة تحذير من كاتب السيناريو من خطورة الذاتية المفرطة للرأسمالية في عالمنا الحاضر.
ويأتي الحل في المشهد الأخير للفيلم بتدمير المختبر ومقتل تلك السيدة ولكن باستخدام العلم و أبحاثة أيضا و يقول : أحيانا يجب أن نكون مهووسين بالعلم لإصلاح ما يفسده عبيد المال وصناع الشر على الارض.