أعمال فنية.. تحاكى تاريخ دولة الإمارات العربية.. وتستشرف الـ 50 عامًا المستقبلية
تعكس رؤية وإيمان مؤسس البلاد و قائد نهضتها الشيخ زايد .. فى التسامح وإحترام وقبول الآخر
إنطلاقة فنية كبرى تجاوزت المحلية إلى العالمية بجهود مجموعة أبو ظبى للثقافة والفنون
هدى إبراهيم: مبادرات القيادة الرشيدة.. لها الفضل فى احتضان التجربة الفنية الفريدة فى الإمارات منذ البدايات
أبو ظبى عاصمة الفنون وخاضنة الإبداع بدعم الشيخ محمد بن زايد.. راعي الثقافة
أبوظبي- فتحى حبيب :
لا تملك وأنت تزور لأول مرة منارة السعديات بأبو ظبى إلا أن تقف مشدوها ومندهشا ومعجبا بهذه البقعة الفنية الرائعة على أرض الإمارات الحبيبة رافعا القبعة تقديراً واحتراما للقائمين على المكان الذى يتنفس فنون وثقافات مختلفة تعكس قيم التسامح وإحترام الآخر والتعددية بين كل شعوب الكرة الأرضية التى أطلقها وأرسى دعائمها وآمن بها الراحل العظيم والأب الروحى.. والحكيم والملهمم لكل الإماراتيين والشعوب العربية ومؤسس وقائد نهضة البلاد إلى العلى ومبعث فخرها ومفجر ينابيع الخير فى كل بقاعها خالد الذكر الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
و منذ المؤهلة الأولى لدخولك منارة السعديات تدرك الحقيقة الموكدة والواضحة والتى لا تقبل الشك أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد نهضة فنية وثقافية غير مسبوقة جذبت إليها ليس فقط المواطن الإماراتى بل مواطنين آخرين من مختلف الجنسيات لتتخطي حدود المحلية إلى العالمية ..
وكان وراء هذه الجهود مجموعة أبو ظبى للثقافة والفنون بقيادة المبدعة والمستنيرة صاحبة الحضور الطاغى و”الكاريزما ” الفريدة سعادة هدى إبراهيم الخميس مؤسس المجموعة والمؤسس والمدير الفنى لمهرجان أبو ظبى .
هذه المؤسسة الوطنية العريقة بقيادة سعادة هدى إبراهيم وكل العاملين معها أجذلوا العطاء واهتموا بقوة
و بعناية فائقة بدعم منجز الثقافة والفنون واستدامة التنمية الثقافية عبر احتضان الإبداع بهدف تحقيق الخير للمجتمع وإسهاماً منها في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي.
وعلى مدار يومين كان لي شرف حضور العديد من فعاليات مهرجان أبو ظبى للثقافة والفنون مابين ندوة عن الفن التشكيلي بدولة الإمارات.. و لقاءات مع بعض مبدعي هذا الفن.. و جولة بالمعرض لمشاهدة الأعمال المتفردة التى ابدعتها أنامل فنانين امارتيين وأجانب تحاكى وتسرد من خلال لوحات وقطع فنية تاريخ الإمارات فى خمسين عاما وتستشرف المستقبل لخمسين عاماً قادمة.. ومن كانت تسمية المؤتمر ” إمارات الرؤى٠٠ 2 سرد ووعد”.. لقد سألت نفسى وانا فى طريقي إلى أبو ظبى.. ترى ما سر هذه التسمية…؟!
وعندما حضرت إلى منارة السعديات وشاركت فى الفعاليات أدركت المعنى العميق لهذه التسمية وإن شئت قل شعار المهرجان.. وإن كان الأوجب أن نثنى على من اختاره.
نعم.. أدركت المعنى العميق.. حيث السرد الدقيق والعميق لخمسين عاماً مضت على دولة الإمارات.. وما حدث فيها من تقدم وازدهار ونهضة في كل المجالات تدعو للفخر والاعتزاز.. مع عرفان وتقدير لا ينقطعان حتى قيام الساعة لمؤسس الدولة وباعث نهضتها وقائدها إلى العالمية الشيخ زايد آل نهيان- رحمة الله وطيب ثراه-
المهرجان يسرد بانسيابية رقراقة تاريخ الإمارات على مدار خمسين عاما بأعمال فنية رائعة لفنانين اماراتيين أبدعوا حبا فى بلادهم بلوحات وأشكال فنية مختلفة تجسد قوة وريادة الإمارات.
أما الشطر الآخر من العنوان إن جاز لنا أن نطلق ذلك عليه فهو “وعد”.. فهذه الكلمة ليست ككل الكلمات.. بل تستشرف مستقبل الإمارات بكل ما تأمله القيادة والشعب فى استكمال النهضة الكبرى والإنجازات العظمى.. ليتواصل عطاء الأجيال.. جيلا بعد جيل فى تناغم بداية من مؤسس الدولة الشيخ زايد آل نهيان.. و مرورا بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان .. ثم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة أبو ظبى.
نعم إن شعار المهرجان “إمارات الرؤى 2.. سرد ووعد” يعبر عن تفاصيل ماضي دولة الإمارات ويستشرف مستقبلها.. ويستحق من اختاره شعارا الثناء والتقدير.
وبأسلوب أكثر من رائع أبدعت مايا الخليل منسقة المعرض كما المبدعين فى تنفيذ الأعمال بشرحها الجذاب ومعلوماتها الغريزة عن كل لوحة وقطعة فنية وصاحبها.. وتاريخ الفن التشكيلي الإماراتي وتطوره جيلا بعد جيل وجهود فنانينه.. وكأنها ترسم هي الأخرى لوحة فنية بمعلوماتها القيمة وشرحها الوافي الكافي.
وعلى مدار يومي المعرض.. أطلقت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، كتابي «إمارات الرؤى 2» و«الفن في الإمارات 2» احتفاءً بمرور 50 عاماً على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في إطار معرض الفن التشكيلي «إمارات الرؤى 2: سردٌ ووعد» الذى يأتي ضمن برنامج فعاليات الدورة التاسعة عشرة من مهرجان أبوظبي تحت شعار «فكر الإمارات: ريادة إبداع- حرفية إنجاز- بناء حضارة».
وفي مستهل كلمتها خلال فعاليات إطلاق الكتابين أكدت سعادة هدى إبراهيم الخميس مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.. والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبو ظبى أنه منذ عقودٍ مضت آمن الوالد المؤسس الشيخ زايد طيّب الله ثراه بأهمية الثقافة والفنون والنشر والكتاب ودورها معاً في نهضة المجتمعات وحياة الشعوب وبناء أجيالٍ متنورة.. كما أسّس المكتبة الوطنية التي جمعتْ أُمّهاتِ الكتب، وكانت اللَّبِنَة الأولى لبناء المُجَمّع الثقافي، وما زالت هذه الروح حاضرةً، حتى يومنا هذا، مُتَمَثِّلةً في نهضةٍ ثقافيةٍ غير مسبوقة، وحركة ترجمةٍ رائدةٍ، مع مشروع كلمة، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، والجائزة العالمية للرواية العربية، وغيرها الكثير.
أضافت سعادتها: “لا يسعني أن أُعدِّد مبادرات الدّعم الذي قدّمتْه قيادتنا الرشيدة التي يعود إليها الفضل في احتضان التجربة الفنيّة في الإمارات منذُ البدايات مع تأسيس جمعيّة الإمارات للفنون التشكيلية عام 1980 بدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي- إلى أبوظبي- عاصمة الفنون وحاضنة الإبداع بدعم ومُتابعة راعي الثقافة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد..شَهدْنا حراكاً فنياً استثنائياً مع المجمّع الثقافي، وإصداراتِه ومعارضِه، ومتحف اللوفر بإصداراتِه المعرفية التخصصية، وفن أبوظبي، ومتاحف المنطقة الثقافية، ومنارة السعديات”.
وختمت سعادتها بالقول: “في ريادة التوثيق والنشر، أسهمت مؤسساتٌ ثقافيةٌ وتعليميةٌ عديدة، أذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، مؤسسة الشيخة سلامة، ومؤسسة خولة للفن والثقافة، ومؤسسة بارجيل وجامعة نيويورك أبوظبي، اخترنا في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أن يكونَ لنا بينها دورٌ محوريٌّ، واليومَ يغدو تأريخُ قصةِ الفنون التشكيلية التي نرويها للعالم، أكثرَ أهميةً من أي وقتٍ مضى، فيما نخطو نحو الخمسين عاماً القادمة من عُمر الوطن، مُعتَزِّين بخصائص هذه القصّة العريقة التي نختصرُها بكلمات الإبداع، التضامن، والريادة”.
وتضم صفحات الكتاب الأول «إمارات الرؤى 2» توثيقاً لأكثر من 100 عمل فني بارز، من بينها 17 عملا تكليف خاص، ساهمت في رسم المشهد الفني للفنانين الإماراتيين والمقيمين في الإمارات من خلال الرسم، والتصوير الفوتوغرافي، والأعمال التركيبية ثلاثية الأبعاد والأعمال السمعية والمرئية، كما يسرد قصص الفنانين من خلال تقديم لمحة عن حياتهم سيرةً ومسيرةً ومنجزاً فنّيا، بما في ذلك أرشيف يضم كلماتهم وحواراتهم، ومقابلاتهم المسجلة وغيرها من التذكارات.
ويوثق الكتاب بعناية الأعمال الفنية ويعرضها في صور نابضة، مرفقةً بوصف للعمل بأقلام قيّمين فنيين، وكُتّاب، والفنانين أنفسهم، إلى جانب السير الذاتية والبيانات الفنية لنخبة من أبرز الفنّانين التشكيليين في دولة الإمارات، إضافة إلى تمهيد بقلم كوكبة من القامات البارزة في عالم الثقافة والفن، ومقالات من القيّمين الفنيين على المعرض لتعريف القراء بالمعرض وبالتاريخ الفني الزاخر لدولة الإمارات.
ويقتفي الكتاب الثاني «الفنّ في الإمارات 2»، والمتاح حاليا على موقع booksarabia.com، الازدهار غير المسبوق للفن الإماراتي وبروز أهميته في العالم؛ حيث تُروى هذه القصة من خلال مقابلات، وجلسات حوارية، ومقالات تحمل توقيع بناة مشهد الفن التشكيلي الإماراتي والمؤسسين الأوائل للبنية التحتية الفنية منذ تأسيس دولة الإمارات من بينهم معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ومدير متحف اللوفر أبوظبي بالإضافة إلى أبرز الفنانين المعاصرين في الإمارات.
ويعدّ الكتاب الجديد الذي حررته ميليسا جرونلوند الكاتبة والمراسلة الفنية لدى «ذا ناشيونال» الصحيفة اليومية الإماراتية المرموقة إلى جانب عملها كمراسلة لصحيفة «ذا آرت نيوزبيبر»، حواراً غير مسبوق مع السواعد التي تبني التاريخ المعاصر للفن في دولة الإمارات.
وعلى هامش حفل إطلاق الكتابين نُظمت جلسة حوارية أدارتها المستشارة الثقافية والفنية والكاتبة ميرنا أياد بمشاركة القيّمة الفنية مايا الخليل والكاتبة اللامعة والمراسلة الفنية لدى «ذا ناشيونال» الصحيفة اليومية الإماراتية المرموقة ميليسا جرونلوند والفنان التشكيلي والناقد الإماراتي، علي العبدان.. لتسليط الضوء على تاريخ الفنون التشكيلية في الإمارات ونموها على مدى نصف قرن من التطور والتحول للفنانين الإماراتيين.