بعد التجديدات التي تمت بمسجد سيدنا الحسين و عودة صلاة التراويح هلت علينا نفحات الشهر المبارك ،، فمسجد الحسين من المباني الاثرية و التراثية يعود تاريخه الي العهد الفاطمي سنة ٥٤٩ هجرية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع وله ثلاث أبواب تطل علي خان الخليلي وباب آخر بجوار القبة ويطلق عليه الباب الاخضر .سمي المسجد بالحسين لوجود الرأس الشريف لإبن بنت رسول الله سيدنا الحسين.
فمع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الفاطمي علي الرأس الشريف من الأذي والذي قد يلحق بها فأرسل بطلبها وحمل الرأس الشريف الي مصر ودفن في مكانه الحالي وعلي مر السنين شكك البعض بوجودها في مصر فقامت لجنة من وزارة الاوقاف و إمام المسجد منصور رفاعي عبيد و المهندس عمر فاروق عام ١٩٩٢ بفتح القبه والتأكد من وجودها ملفوفة بغطاء أخضر ورائحة المسك تفوح منها -تم نشر الخبر بأحد حلقات الإعلامي طارق علام.
يمتاز حي الحسين بالسياحة الدينية و التاريخية وتمتد فيه جلسات السهر الي صلاة الفجر ومن أشهر معالمه شارع الأزهر أنشأه الانجليز لضمان نقل المعدات و الوحدات العسكرية للمنطقة بعد ثورة ١٩١٩ ،، وبه جامع الأزهر أنشيئ في عهد الدولة الفاطمية بعد فتح جوهر الثقلي وبدأ إنشائه المعز لدين الله الفاطمي ليصلي فيه الخليفة إسوة بجامع عمرو بن العاص وسمي بالأزهر تيمنًا بالسيدة فاطمة الزهراء.
كما يضم حي الحسين خان الخليلي و يباع فيه المصنوعات اليدوية و صناديق الصدف و الالمشغولات الذهبية و فنون الأرابيسك و الرسومات الفرعونية ،، يعود الخان للعصر المملوكي شيده الأمير جهاد الخليلي أحد أمراء السلطان برقوق.
ثم سنجد في طريقنا بحي الحسين شارع المعز لدين الله اقدم الشوارع عمره الف عام به ٢١٢. أثر إسلامي يجمع الفنون من عصر الدولة البيزنطية و الاندلسية و العثمانية تتجلي في فنون العمارة القديمة ،،
وستمر رحلتنا السياحية أيضا ببيت السحيمي والأن تحت رعاية وزارة الثقافة و يعرض به الفنون الشعبية و المعارض الفن التشكيلي المستوحاة من مصر وفنون الاراجوز و خيال الظل ،، وسنجد وكالة الغوري وبها عروض التنورة وكانت ملاز للتجار ومحال تجارية للقادمين للقاهرة و لكنها الان تحولت للفنون . ومزار آخر مقهي الفيشاوي أنشيئ منذ ١٥٠عام وكان المكان المفضل للكاتب نجيب محفوظ وجلس عليه اديب نوبل أيضا أورهان باموق و يعتبر المقهى قبلة للأجانب و العرب .
وعند زيارة حي الحسين تهل علينا نفحات إيمانية من وحي سيدنا الحسين وبالأخص بعد عمليات التجديد و عودة صلاة التراويح فيه و علي أمل أمل بأن تسعي الدولة المصرية بعمل تجديدات شاملة للحي برصف الشوارع و تهيئتها للمزارات الدينية و التاريخية و الترفيه و لتشجيع ودعم الحركة السياحية للأجانب و المصريين بمنطقة الازهر و الحسين.