حروف متحركة
هناك علاقة غريبة تربط القرود بالبشر، ربما يكون تفسيرها اشد غرابة. هذه العلاقة قد تكون “القرابة التطورية”، فالشمبانزي، حسبما تشير بعض الدراسات، يشارك الإنسان في 96% من جيناته. لكن هناك علاقات أخرى عديدة بين الإنسان والقرود، لعل آخرها المنافسة على الموطن والغذاء!!
ولا شك في أن التنافس على الموطن والغذاء، نشأ نتيجة لتزايد أعداد البشر والتوسع الحضري لتوفير السكن والغذاء لبني الإنسان، فزاحموا القرود في الغابات وأزالوها لإقامة المساكن وزراعة المحاصيل اللازمة لغذائهم!
ونتيجة لما سبق نشأ صراع جديد بين الإنسان والقرد، بل وتسببت القرود في نقل بعض الأمراض المعدية للإنسان!
في السنوات الأخيرة، أصبح القرويون في غرب أوغندا، مثلا، يخشون حيوانات الشمبانزي، التي تداهم القرى للحصول على الطعام، وأحيانا تقوم باختطاف أو قتل الأطفال الصغار.
وحسبما يشير تحقيق على موقع الديلي ميل البريطانية، فقد قُتل ستة أطفال في هجمات شنها الشمبانزي بغرب أوغندا، واختطفت هذه القرود عددًا لا يحصى من الأطفال وسحبتهم إلى الغابة قبل أن يلاحقها القرويون ويطلقوا سراح الأطفال.
لقد زاد عدد سكان أوغندا من 2.5 مليون فقط عام 1911 إلى 43.7 مليون عام 2018. ونظرًا لأن حوالي 80 في المائة من سكان أوغندا من الريف، فقد قاموا بقطع الغابات وتطهير الأراضي لإقامة مزارع وقرى جديدة.
في السنوات الخمس والعشرين الماضية، فقدت أوغندا 63% من الغابات، واليوم يوجد فقط 15.2% من البلاد مغطاة بأنواع الغابات التي يقيم فيها الشمبانزي عادة، ويعيش على نظام غذائي من الفاكهة البرية في الغالب.
ووفقًا لتقرير صادر عن جمعية ناشيونال جيوجرافيك الأمريكية، تكيف الشمبانزي مع الضغوط البيئية الجديدة، فاعتمد على القرى المجاورة كمصادر للغذاء، وأخذ الفاكهة من الأشجار خارج المنازل، ونهب الحقول الزراعية، حيث يزرع السكان الذرة والكاسافا إلى جانب المحاصيل النقدية، مثل التبغ والبن وقصب السكر.
وليس واضحًا بالضبط ما الذي يجذب الشمبانزي للأطفال. الشمبانزي لديه نفور من البالغين، وخاصة الذكور، لكن البعض يشير إلى أن الفضول البسيط هو الذي يجذبه إلى الأطفال.
يمكن أن يصبح هذا الفضول خطيرًا لأن الشمبانزي أقوى مرة ونصف من الإنسان، ولديه أيضًا سيطرة أقل دقة على عضلاته، لذلك يمكنه أحيانًا التصرف بقوة أكبر بكثير مما يريد.
والشمبانزي من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يوجد أقل من 300ألف في جميع أنحاء إفريقيا.
وفي أوغندا، من غير القانوني مطاردته أو قتله، على الرغم من أن بعض السكان نظموا عمليات صيد للدفاع عن أراضيهم.
مع ذلك، فبعض السكان يرون الشمبانزي يأتي بانتظام إلى منازلهم لتناول ثمار شجرة مانجو في الأمام أو شجرة تين في الفناء الخلفي، ويقول هؤلاء السكان، إنك إذا لم تطاردهم يصبحون أصدقاءك، أما إذا طاردتهم، فلا تلومن إلا نفسك!!