مع اقتراب عيد الفطر المبارك اعتاد المصريون على صناعة كعك العيد، وهي العادة المتوارثة عبر الأجيال.
تعود بداية صناعة كحك العيد في مصر لأكثر من 5000 عام منذ الأسرة الثامنة عشر الفرعونية حيث تم العثور على العديد من صور كحك العيد مشكل على هيئة قرص الشمس فكانوا يقدمونه للكهنة حراس هرم خوفو.
ومن العجيب أنه عندما زار “هيرودوت” مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وجد المصريين يمزجون عجين الكحك و الخبز بأرجلهم ولكنهم يمزجون الطين بأيديهم.
وعلى مر العصور حظي الكحك بالعديد من النقشات في مصر، وكان أشهرها “كل واشكر”، فيذكر أنه في عهد الدولة الطولونية كان يصنع في قوالب صنعت خصيصا لتشكيل الكحك و مكتوب عليها كل واشكر.
أما في عهد الدولة الإخشيدية كان ينقش عليه (أفطن إليه ) بمعنى انتبه للمفاجأة وذلك لأن أبو بكر محمد بن علي وزير الدولة الإخشيدية صنع الكحك وحشاه بالدنانير الذهبية في داخله، ثم أطلق عليه اسم (أنطونله) وهي أشهر كحكة صنعت للفقراء في وقتها
وفي عهد الدولة الفاطمية خصص الخليفة مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 20 ألف دينار، وكان يقوم بتوزيعه بنفسه وخصص دارا تسمى بدار الفطرة مخصصة لتوزيع كحك العيد بالمجان على الفقراء، ووقتها اشتهرت سيدة تدعى حافظة، بصناعة الكحك ونقشت عليه بعض العبارات مثل تسلم إيدك ياحافظة، وبالشكر تدوم النعمة، وأيضا “كل واشكر”.
ومن شدة ارتباط الشعب المصري بعاداته المتوارثة منذ عصر الفراعنة يذكر أن صلاح الدين الأيوبي في العصر الأيوبي حاول منع صناعة بعض الأكلات المصرية الموروثة وبالأخص كحك العيد ولكنه فشل في ذلك، ثم ازدهرت صناعة كحك العيد مع نشأة دولة المماليك بمصر، واهتموا بتوزيعه على الفقراء واعتبروه من الصدقات الواجبة، كما ازدهرت صناعة الكحك أيضا في عهد الدولة العثمانية وخصص للمتصوفين والتكيات و ورجال العلم و طلاب العلم، مما حدا بهم إلى إنشاء سوق يطلق عليه (سوق الحلاويين) لبيع و توزيع كحك العيد .
وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة نجد ضمن معروضاته قوالب صناعة كحك العيد عبر العصور الإسلامية في مصر، وسنجد كتابات مدونة عليها عبارات “كل هنيئا واشكر”، و”كل واشكر”، وحديثا تطورت صناعة حلوى العيد إلى أنواع عديدة مثل البسكويت و غيرها، مع وصول صناع الحلوى من بلاد الشام.
.