طور باحثون في بريطانيا طريقة للتغلب على شيخوخة خلايا البشرة، وإعادة الساعة البيولوجية إلى الوراء حوالي 30 عامًا.
وقد أصبح القضاء على شيخوخة الخلايا أمرًا شائعًا في العقد الماضي، حيث أعاد الباحثون برمجة أنواع متعددة من خلايا البشر والفئران. ولكن لم يسبق أن تم تقليص عمر الخلايا لسنوات عديدة مع احتفاظها بنوعها ووظيفتها المحددة.
الطريقة، الجديدة ابتكرها فريق من الباحثين بمعهد بابراهام في كامبريدج، وطبقوها على ثلاثة متبرعين في منتصف العمر -يبلغ متوسط عمرهم حوالي 50 عامًا -ثم قارنوها بالخلايا الأصغر سنًا من متبرعين بين 20 و22 عامًا. ووجد الباحثون أن الخلايا المسنة تماثل الخلايا الأصغر، كيميائيًا ووراثيًا. وعند إجراء فحوص أكثر دقة، لاحظ الفريق أن هذه الطريقة أثرت على الجينات المرتبطة بأمراض الشيخوخة، مثل الزهايمر وإعتام عدسة العين.
بالإضافة إلى ذلك، نظر الفريق في سلوك الخلايا لتحديد ما إذا كان بإمكانها أيضًا التصرف مثل خلايا الجلد الأصغر سنًا. عندما جرحوا طبقة من الخلايا، وجدوا أن الخلايا المتجددة تحركت بسرعة لملء الفراغ، بنفس الطريقة التي تتصرف بها الخلايا الشابة عند التئام الجروح.
هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها في تجديد شباب خلايا الجلد. لكن أول دراسة من هذا النوع أجرتها شينيا ياماناكا الحائزة على جائزة نوبل، التي أعادت برمجة خلايا جلد الفئران وراثيًا وحولتها إلى ما يسمى بالخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات، وكان ذلك في عام 2006، ويمكنها تكوين أي نوع من الخلايا في الجسم.
وذكر موقع livescience أن البحث الجديد يعتمد جزئيًا على طريقة ياماناكا، ولكن هناك اختلافات رئيسية. تستغرق طريقة ياماناكا حوالي 50 يومًا وتعيد برمجة الخلايا بالكامل إلى العمر البيولوجي للجنين. أما الطريقة الجديدة فتستغرق 13 يومًا فقط وتعيد برمجة الخلايا جزئيًا فقط، لتظل محتفظة بهويتها (في هذه الحالة، هوية خلايا الجلد).
يعد تحويل الخلايا الناضجة إلى خلايا جذعية أمرًا جيدًا، لكن إعادة البرمجة الكاملة ليست مثالية للعلاجات. الخلايا المعاد برمجتها بالكامل تفقد هويتها ووظائفها المتخصصة، وعند زرعها في الجسم قد تصبح خلايا سرطانية.
أما الخلايا المعاد برمجتها جزئيًا، مثل خلايا الجلد في البحث الجديد، تصبح أصغر سناً من الناحية البيولوجية وتحتفظ بوظائفها المتخصصة، رغم أنها تظل تشكل خطر الإصابة بالسرطان. وقال الباحثون في بيان: “تمثل نتائجنا خطوة كبيرة إلى الأمام في فهمنا لإعادة برمجة الخلايا”. “لقد أثبتنا أن الخلايا يمكن أن تتجدد دون أن تفقد وظيفتها وأن التجديد يسعى لإعادة بعض الوظائف للخلايا القديمة.”
ويقول الخبراء إن هذه التقنية “لن تُستخدم أبدًا في بيئة سريرية لأنها حاليًا نوع من العلاج الجيني الذي سيكون مستحيلًا استخدامه في البشر”. هناك الكثير من القلق بشأن تحول هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية.