الموت هو النهاية الحتمية لكل حي. ومع ذلك، يحقق البشر تقدمًا في “إطالة أعمارهم”. وإذا استمرت جهود إطالة عمر الإنسان، فهل يمكن أن نحقق الخلود؟
سوزان شنايدر، الفيلسوفة ومديرة مركز عقل المستقبل بجامعة فلوريدا أتلانتيك قالت لموقع Live Science، “إذا كان هناك من يمكنه رفع مستوى upgrade دماغه وجسمه ليعيش وقتًا طويلاً، فلن يستطيع العيش بعدما يفنى الكون.” لكن بعض العلماء تكهنوا بإمكان نجاة البشر حتى بعد فناء الكون!!
كثير من البشر يشيخون ثم يموتون. أما العيش إلى أجل غير مسمى، فيحتاج لوقاية الجسم من الشيخوخة. وهناك كائنات حية لا تعرف الشيخوخة!
“الهيدرا” كائنات لافقارية صغيرة تشبه قناديل البحر ولكنها تقهر الشيخوخة. تتكون الهيدرا من خلايا جذعية تنقسم باستمرار لتكوين خلايا جديدة. هذا التجدد المستمر للخلايا يسمح للهيدرا بتجديد شبابها والبقاء شابةً للأبد.
يقول دانيال مارتينيز، أستاذ علم الأحياء بكلية بومونا في كليرمونت بولاية كاليفورنيا، والذي اكتشف انعدام الشيخوخة في الهيدرا، لـ Live Science: “لا يبدو أنها تتقدم في العمر، ويمكن أن تكون خالدة”. الهيدرا صغيرة الحجم وبسيطة التكوين. “لكن الخلود مستحيل بالنسبة للبشر، فأجسادنا معقدة للغاية”.
البشر لديهم خلايا جذعية يمكنها إصلاح أعضاء الجسم أو إعادة نموها، مثلما هي الحال مع الكبد، لكن جسم الإنسان ليس مثل الهيدرا التي تتكون بالكامل تقريبًا من الخلايا الجذعية. البشر يحتاجون إلى الخلايا للقيام بوظائف أخرى غير مجرد الانقسام وتكوين خلايا جديدة. ويقول مارتينيز: “لدينا خلايا تلتزم بوظيفة ما، وبذلك تفقد قدرتها على الانقسام”. بالتالي نشيخ مع تقدم هذه الخلايا في العمر.
لا يمكننا التخلص من خلايانا القديمة، مثل الهيدرا، لأننا نحتاجها. مثلًا، الخلايا العصبية في الدماغ تنقل المعلومات. “ولو استبدلنا هذه الخلايا، فلن نتذكر شيئًا”.
يعتقد مارتينيز “أننا خالدون”. “الشعراء، مثلًا خالدون لأنهم ما زالوا معنا بعد سنوات عديدة من رحيلهم وما زالوا يؤثرون علينا.”
يرى الباحثون أن البشر قد يمكنهم العيش بحد أقصى ما بين 120 و150 عامًا، وبعد ذلك يحدث انهيار تام في القوة وقدرة الجسم على التعافي من المرض أو الإصابة. وللعيش فوق هذا الحد، يحتاج البشر لإيقاف شيخوخة الخلايا والوقاية من الأمراض.
لكن منع الجسم من الشيخوخة لا يكفي لتحقيق الخلود؛ ورغم أن الهيدرا لا تظهر عليها علامات الشيخوخة، فهي تموت. إن الحيوانات المفترسة تأكلها، مثل الأسماك، كما تهلك إذا تغيرت بيئتها كثيرًا، مثل تجمد برك المياه التي تعيش فيها.
وبوجه عام، البشر نادرًا ما تلتهمهم الحيوانات المفترسة، لكننا عرضة للحوادث المميتة وللأحداث البيئية القاسية. سنحتاج إلى “سفينة” أقوى من أجسامنا الحالية لضمان العيش لفترة طويلة في المستقبل.
ربما توفر التكنولوجيا الحل لهذه القضية، وهذا موضوع المقال القادم، بإذن الله.