أثارت قضية مصطفي البنك أو المعروفة إعلاميا ب”مستريح أسوان” الرأي العام مؤخرا ،خصوصا بعد القبض عليه ،وهي الذي نصب فيها شخص علي عدد من المواطنين بمدينة ادفو ،وجمع منهم أموالا بزعم استثمارها وتوظيفها في مجال تجارة المواشي.
وعلق الدكتور محمد يوسف، الباحث في الشريعة الإسلامية ،علي هذه الظاهرة ،قائلا :إن النصاب دائماً يلعب على فكرة الطمع لدى ضحاياه، وقد وجدنا الكثير من الناس قد ابتلي بأكل أموال الناس بالباطل بطرق كثيرة ووسائل متنوعة، وما ذاك إلا لضعف الإيمان، وأن جهل بعض الناس هو أحد أهم الأسباب التي يعمل عليها من يرغبون في العمل بمجال توظيف الأموال لجمع حصيلتهم ثم الفرار بها، ولذلك يقدم الكثير من الناس على أكل الأموال بالباطل بحجة الإتجار بأموالهم أو شراء ما معهم بثمن أعلى من ثمنها الحقيقي، وهو ينوي عدم رد هذه الأموال، وقد ورد في القرآن الكريم آيات قرآنيّة دالّة على النهي عن أكل أموال النّاس بالباطل، أو التعرّض لها والتعامل بها على غير الوجه المشروع، وهو أهم ما تطرّق إليه القرآن فيما يتعلّق بالمعاملات الماليّة.
ويؤكد الباحث الإسلامي أن أكل الأموال بالباطل حرام، وفاعله معرضا للوعيد الشديد الوارد في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمَاً* وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا. (سورة النساء).
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله)
وفي مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان
ويضيف د.محمد: أنه في بعض الأحيان تكون المعاملات غير صحيحة لما فيها من شبهة الربا ،وقد حرم الله تعالى الربا لأن التعامل بها يقتضي أخذ المال من غير عوض، وفي ذلك اعتداء على حرمة الإنسان وكرامته. كما أن العمل بها يمنع الناس عن الكسب والتجارة ويعودهم على الكسل والخمول، وفي ذلك انقطاع لمنافع الخلق وتعطيلٌ لعمارة الأرض. كما حرَّم الله تعالى الربا لأن العمل بها يؤدي إلى انقطاع المعروف بين الناس بسبب القرض والمشاكل التي تحدث عند تعذر سدادها.
ويؤكد أن الله عز وجل شجع على استثمار الأموال في الأمور التي تنفع الناس ،فقال تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات)
فعلى من يرغب في استثمار أمواله بطريقة آمنة وصحيحة ومباحة شرعاً فهناك بعض النماذج وهي :
١- أن يستثمر أمواله في الصكوك الإسلامية.
والصكوك هي أوراق مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تعطي لحاملها ملكية حصة في مشروع منجز أو قيد الإنشاء والتطوير أو في استثمار معيّن، وهذا يمثل الركيزة الأساسية للصكوك المصدرة، فهي لا بد من أن تكون مرتبطة بأصول.
تُصدر الشركات أو المؤسسات الحكومية الصكوك بهدف تمويل مشاريعها، بحيث يحصل المساهمون على نسبة مئوية من الأرباح، تتحدد عند التعاقد، كما يتحملون الخسائر وفقا لتلك النسبة المحددة، وهذا بناء على القاعدة الفقهية التي تنص على “الغُنْم بالغُرْم”، أي المشاركة في الربح والخسارة.. فهي على خلاف السندات التي تمنح حاملها نسبة محددة مسبقاً من قيمتها الإسمية.
٢- أن يستثمر أمواله في العقارات
رغم إنه نمط استثماري تقليدي، لكنه يبقى أكثر خيارات استثمار المال شعبية.
فلو اشتريت أرضا أو منزلا سَتُحقق أرباحا لأن سعر العقار سيرتفع بعد مرور فترة من الزمن، وبالتالي يُعتبر هذا استثمار جيد.
٣- الاستثمار في الذهب
الذهب واحد من أكثر المعادن رواجاً وقيمة على مر العصور.
٤- أن يستثمر في السلع الاستهلاكية.
فالسلع الاستهلاكية لا يمكن لأحد الاستغناء عنها حتى في أسوء الظروف الاقتصادية فهي الأغذية والمشروبات، وهي تمثل أحد أهم نماذج الربح المتكرر، والتي تقوم على شراء الأشخاص للسلعة أكثر من مرة نظرًا لأن الاحتياج إليها لا ولن ينتهي، فقد يكون الاحتياج إليها يوميا أو أسبوعيا أو شهريا، وهو نوع من الاستثمارات قصيرة المدى قليلة المخاطرة.