بقعة مضيئة في قلب القاهرة جمعت لنا صورة مرئية هائلة لقوة مصر قديمًا و وحديثًا من خلال نسيج متكامل لعظمة الحضارة المصرية عبر العصور ،، مساحة المبني ١٣٥ الف متر مربع يوجد بداخلة ثلاث ادوار تشمل قاعات سينما و مسرح و كافيتريات و وقاعات محاضرات وجراج يقع المتحف بمدينة الفسطاط وهي اول عاصمة للدولة الاسلامية ،، من الخارج سنشاهد المشهد الرائع لبحيرة عين الصيرة بعد ان تبنت الدولة المصرية المشروع قامت بازالة كافة النفايات و تنقيتها و تجهيز المكان بشكل متحفي لاقامة الصرح ومع اولي الخطوات داخل المتحف سندهش بالديكورات الفخمة و الاضاءات و النموذج الحديث للقاعات
وعلي يمين القاعة سنقابل اولي المعروضات و هي نموذج للانسان البدائي عصر ما قبل الحضارات وتعرف بحضارة نقادة الاولي و الثانية ،، ثم عصر ما قبل الاسرات بالادوات المستخدمة و الاسلحة الحربية ،، و سيقابلنا هيكل عظمي وجد بجوار مدينة طهطا بسوهاج و يرجع تاريخه الي ٣٥ الف سنة و تتمثل اهمية الهيكل في حالته الفريدة الموجود عليها حين اكتشافه كما يرجح ان صاحب الهيكل كان يعمل في المحاجر و وجد بجواره الفأس و السكينة المشطوفة ،،
ثم سنشاهد الاسرة الاولي الفرعونية بكافة تفاصيل حياتهم الاساسية من ادوات للزراعة و الاواني الفخارية و المناجل ،، وننتقل الي تمثال من الاسرة ١٩ – بن حري – مصنوع من الجرانيت الاسود المعروف بصلابته و صعوبة تشكيله و هو ما برع فيه الفراعنة قديما والتمثال لعامل يشتغل كمساح للارض بمعني يقيس عدد الامتار و مساحات قطع الاراضي و الاملاك و المقابر و غيرها و يحدد المساحات للبيع و الشراء و بجوار التمثال ادوات القياس ،، ويعرض بجواره لفتيات عددها ٢٥ نموذج تمثل اهميتها انها بمثابة سجل شامل لاهل بيت صاحب المقبرة والصناعات الحرفية و طريقة الصيد و صناعة الخبز وجدت التماثيل بمدينة الاقصر ،،
ثم تمثال للمهندس المعماري – سن موت – من الجرانيت الاسود وهو الذي قام بتربية -نفرو رع – ابنة حتشبسوت و كما قام ببناء معبدها بالدير البحري وفي المقابل قامت حتشبسوت باهدائه مقبرتين بجوار معبدها ،،
وفي منتصف القاعة يوجد تمثال من الجرانيت للإلاه خنسو و سيتي الاول ،،
وسنجد علي بعد خطوات منه ادوات الموسيقي الفرعونية من القيثارة و الطبلة والفلوت حيث اهتمت الفراعنة بالاحتفالات و الغناء و الرقص و المعازف ،،
وسنشاهد ايضا المجموعة المنجلية القبطية بكتاب الانجيل المقدس من العهد الجديد وتصاحبة المنجلية و هي عبارة عن صندوق خشبي مزخرف مصنوع من خشب الابانوس ،، و بجوارة رداء الشمامسة مصنوع من الكتان وعليه عبائة مزخرفة بنقوش قبطية ،،. ومن العصر الروماني سنجد مجموعة فنية رائعة من السبائك الذهبية و الحلي و الاساور و غوايش ،، و وتاج ذهبي يمثل لاحد الاباطرة الرومان.
ومن العصر الاسلامي سنشاهد واحدة من اعظم الفنون الاسلامية و هي المشربية الخشبية العملاقة مصنوعة من الخشب المعشق و الزجاج الملون ،، ثم بجواره اخر كسوة للكعبة المشرفة و اللتي صنعت عام ١٩٦١ في عهد الرئيس جمال عبد الناصر و المعروف ان كسوة الكعبة صنعت في مصر منذ العصر الفاطمي وكانت تصنع من القماش المزخرف بالفضة و الذهب و يكتب عليها الايات القرآنية وتقدم للكعبة المشرفة في يوم ٩ من ذي الحجة وهو يوم عرفة ،،. كما سنشاهد المحمل علي شكل خيمة مزخرفة تسير امام الكسوة في احتفالية ضخمة ويحضرها الخليفة او الملك ويقرئوا القرآن قبل بداية السفر بها ومن المعروف ان مدينة القليوبية وقتها كانت تتبني الوقف الخيري بارسال المساعدات و المصاحف و صناديق الذهب و الفضة ،،، و سنشاهد منبر جامع مأخوذ من جامع ابو بكر بن مظهر عصر الاشرف قايتباي ،،
ومن الاثار اليهودية صناديق خشبية علي شكل اسطوانات تدعى تكيم كانت مخصصة لحفظ التوراة و الاسفار الخمسة لسيدنا موسى عليه السلام وكانت تكتب بخط
وفي منتصف البهو الرائع سنجد صحن المومياوات الملكية وبه ٢٢مومياء ١٣ ملك و ٤ملكات و يمنع فيه التصوير وسنلاحظ الاضاءة الخافتة و الحوائط السوداء توحي بعظمة المكان و بالاحساس باننا داخل مقبرة فرعونية كما تصاحب الممياوات بعض القطع الخاصة باستخداماتها في حياتها اثناء حكمها ،،
صمم المتحف علي أحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة حيث تظهر جميع القطع الاثرية و الملوك العظام علي شاشات عرض حديثة ،، كما مذود المبني باحدث الاضاءات و جميع القاعات مكيفة وجميعنا لابد من زيارة هذا الصرح العظيم ليعود لنا تعظيم الوطن و الانتماء لبلدنا و حبها والفخر بما لدينا من كنوز ،،و
في انتظار الافتتاح العظيم للمتحف الكبير مع بدايات شهر نوفمبر والاعلان عن الحفل الكبير و المصاحب لقدوم رؤساء العالم لحضور منتدي المناخ العالمي بشرم الشيخ وحضور الافتتاح العظيم لنقطة مضيئة اخري علي ارض مصر الحضارات،